تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نخج]:

صفحة 496 - الجزء 3

  وفي حديثِ الحَجَّاج: «سأَحمِلُكَ على صَعْبٍ حَدْباءَ حِدْبارٍ يَنِجّ ظَهْرُها» أَي يَسِيل قَيْحاً. وكذلك الأُذنُ إِذا سالَ منها الدَّمُ والقَيْحُ.

  ونَجْنَجَ فُلاناً عن الأَمرِ: كَفَّه ومَنَعَ. ونَجْنَجَ: إِذا حَرَّكَ وقَلَّبَ. ويقال: نَجْنِجْ أَمرَك فلعلَّك تَجِدُ إِلى الخُروج سبيلاً. ونَجْنَجَ الأَمرَ: إِذا هَمّ به ولم يَعْزِم عليه، أَو رَدّدَ أَمْرَهُ ولم يُنفِّذه. ونَجْنَجَ الإِبلَ: إِذا رَدّها عن الماءِ. وعبارة الجوهريّ: نَجْنَجَ إِبلَه: إِذا رَدَّدَها على الحَوْض وأَنْشد بَيتَ ذِي الرُّمَّة:

  حتَّى إِذَا لم يَجِدْ وَغْلاً ونَجْنَجَها ... مَخَافةَ الرَّمْيِ حتَّى كلُّها هِيمُ

  وعن الليث: نَجْنَجَ، إِذا جالَ عند الفَزَعِ. ونَجْنَجَ القَومُ: صافُوا في المَرْبَع⁣(⁣١)؛ هكذا بالموحّدة، وفي أُخرَى بالمثناة الفوقيّة، ثُمَّ عَزَموا على تَحَضُّرِ المِياهِ.

  ويقال: تَنَجْنَجَ، إِذا تَحرَّكَ.

  ونَجْنَجَ في رأْيه وتَنَجْنَجَ: تَحيَّرَ واضطَربَ.

  وقولُ الجوهريّ: تَنَجْنَجَ لَحمُه، أَي كَثُر واسْتَرخى⁣(⁣٢)، غَلطٌ، وإِنما هو تَبَجَبَجَ، بباءَين موحّدتين وقد تقدّم، وهذا الذي ردّ به عليه هو قول الهَرويّ بعينه، كذا وُجِد بخط أَبي زكريّا في هامش الصّحاح.

  ونَجَّ: أَسْرَعَ، فهو نَجوجٌ.

  * وممّا يستدرك عليه:

  نَجَّ الشَّيْءَ مِن فيه نَجًّا: كمَجَّه.

  وعن أَبي تُرابٍ: قال بعض غَنِيّ: يقال: لَجْلَجْتُ اللُّقْمةَ⁣(⁣٣) ونَجْنَجْتُها: إِذا حَرَّكْتَها في فيك ورَدَّدتها فلم تَبتلِعْها. وعن شُجاعٍ السُّلَميّ: مَجْمَجَ بي ونَجْنَج: إِذا ذَهَبَ بك في الكلامِ مَذْهباً على غير استقامةٍ، ورَدَّك من حال إِلى حالٍ.

  وعن ابن الأَعرابيّ: مَجّ ونَجّ، بمعنًى واحدٍ. وقال أَوْسٌ:

  أُحاذِرُ نَجَّ الخَيْلِ فَوْقَ سَرَاتِها ... ورَبًّا غَيُوراً وَجْهُهُ يَتَمعَّرُ

  نَجَّتُها: إِلقاؤُها عن طُهورِها.

  والنَّجْنَجَةُ: الحَبْسُ عن المَرْعَى. ونَجْنَجَتْ عَينُه: غارَتْ.

  واليَنْجُوجُ والأَنْجُوجُ: عُودُ البَخُورِ. قال أَبو دُوَادٍ.

  يَكْتَبِينَ الأَنْجُوجَ في كَبَّة المَشْ ... تَى وبُلْهٌ أَحْلَامُهُنّ وِسامُ

  وفي حديث سَلْمان: «أُهْبِطَ آدَمُ من الجَنَّة وعليه إِكليلٌ، فتَحَاتَّ منه عُودُ الأَنْجُوجِ»، والمشهور فيه أَلَنْجُوج ويَلَنْجُوج، وقد تقدّم.

  * وممّا يستدرك عليه:

  النَّجَجُ: كِنَايةٌ عن النِّكاحِ، والخاءُ لغة.

  [نخج]: النَّخْج، كالمَنْع: المُباضَعَة ونَخَجَها يَنْخُجها.

  ونَخَجَ السَّيْلُ في الوادي يَنْخِج، بالكسر⁣(⁣٤)، نَخْجاً: صَدَمَه. ونَخْجُه: تَصْوِيتُه في سَنَدِ الوَادِي. والنَّخْج: صَوْتُ خَضْخَضَةِ الدَّلْوِ يقال: نَخَجَ الدَّلْوَ في البِئْرِ نَخْجاً، ونَخَجَ بها: حَرَّكها في الماءِ لتمتلئ، لُغة في مَخَجَها.

  وزعم يَعقوبُ أَنّ نون «نخج» بدل من ميم «مخج». ومن المجاز: النَّخْجُ: صَوْتُ الاسْتِ.

  واسْتَنْخَجَ الرّجلُ: لانَ.

  والنَّخْجُ: أَن تضَعَ المَرأَةُ السِّقاءَ على رُكْبتَيْها ثم تَمْخَضَه⁣(⁣٥). وقيل: النَّخْج: أَن تَأْخُذَ اللَّبَنَ وقد رَابَ، فتَصُبَّ لَبناً حَليباً فتَخْرُجَ الزُّبْدَةُ فَشْفاشَةً ليستُ لها صَلابةٌ.

  وعن ابن السِّكِّيت: النَّخِيجَةُ: زُبْدٌ رَقيقٌ يَخرجُ من السِّقاءِ إِذا حُمِلَ على بَعيرٍ بعدَ ما يُنْزَعُ⁣(⁣٦) أَيْ يُخْرَجُ زُبْدُه


(١) في القاموس: «المرتع» وفي التكملة: الموضع.

(٢) والقول في اللسان، والمجمل لابن فارس.

(٣) الأصل واللسان، وفي التهذيب: المضغة.

(٤) في التكملة: بفتح الخاء ضبط قلم.

(٥) هذا قول أبي عمرو كما في التهذيب.

(٦) في القاموس: «يخرج» وفي التهذيب واللسان: نزع.