تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لظظ]:

صفحة 490 - الجزء 10

  ولَحُوظٌ، كصَبُورٍ: جَبَلٌ لهُذَيْلٍ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ.

  ولَحْظَةُ، كَحَمْزَةَ: مَأْسَدَةٌ بتِهَامَةَ، ومنه: أُسْدُ لُحْظَةَ، كما يُقَالُ: أُسْدُ بِيشَةَ. قال النابِغَةُ الجَعْدِيّ:

  سَقَطُوا على أَسَدٍ بِلَحْظَةَ مَشْ ... بُوحِ السَّوَاعِدِ باسِلٍ جَهْمِ

  والتَّلَحُّظُ: الضِّيقُ والالْتِصَاصُ، نقله الصّاغَانِيُّ، قالَ: منه اشْتِقَاقُ لَحُوظٍ لجَبَلٍ من جِبَالِ هُذَيْلٍ المَذْكُور.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  اللَّحْظَة: المَرَّةُ مِنَ اللَّحْظِ. ويَقُولُونَ: جَلَسْتُ عِنْدَهُ لَحْظَةً، أَيْ كلَحْظَةِ العَيْنِ، ويُصَغِّرُونَهُ لُحَيْظَة، والجَمْعُ لَحَظَاتٌ.

  واللّحْظُ، بالفَتْحِ: لَحَاظُ العَيْنِ، والجَمْع أَلْحاظٌ: يُقَالُ: فَتَنَتْه بلَحاظِهَا وأَلْحَاظِها، وجَمْعُ اللَّحَاظِ اللُّحُظُ، كسَحَابٍ وسُحُبٍ.

  ورَجُلٌ لَحَّاظٌ، كشَدَّادٍ.

  وتَلاحَظُوا، ويُقَال: أَحْوَالُهُمْ مُتَشَاكِلَةٌ مُتلاحِظَةٌ. وهو مَجازٌ.

  ولاحَظَهُ مُلاحَظَةً ولِحَاظاً: رَاعاهُ، وهو مَجَازٌ. ويُقَالُ: هو عِنْدَهُ مَحْفُوظٌ، وبعَيْنِ العِنَايَةِ مَلْحُوظٌ.

  وجَمَلٌ مَلْحُوظٌ بلِحَاظَيْنِ، وقد لَحَظَهُ، ولَحَّظَه تَلْحِيظاً.

  ولِحَاظُ الدَّارِ، «بالكَسْر»: فِنَاؤُهَا قالَ الشاعِرُ:

  وهَلْ بلِحَاظِ الدّارِ والصَّحْنِ مَعْلَمٌ ... ومِنْ آيِهَا بِينُ العِرَاقِ تَلُوحُ

  البِينُ، بالكَسْرِ: قِطْعَةٌ من الأَرْضِ قَدْرُ مَدِّ البَصَرِ.

  والَّلحُوظ، كصَبُور: الضَّيِّقُ.

  والمَلْحَظُ، كمَطْلبٍ: اللَّحْظُ، أَو مَوْضِعُه، وجَمْعُهُ المَلَاحِظُ.

  [لظظ]: اللَّظُّ الكَظُّ: هو الرَّجُلُ العَسِرُ المُتَشَدِّدُ، كما في الصّحاحِ. قال ابنُ سِيدَه: وأَرَى كَظًّا إِتْبَاعاً، وقَد تَقَدَّمَ في «ك ظ ظ» أَيْضاً كالَّلظْلَاظِ، بالفَتْحِ، عن ابنِ عَبّادٍ.

  قال: يُقَالُ: إِنَّه لَحَدِيدٌ لَظْلاظٌ، أَيْ زَعِرُ الخُلُق.

  واللَّظُّ: اللُّزُومُ والإِلْحَاحُ، وَقَدْ لَظَّ بِهِ، إِذا لَزِمَهُ ولَم يُفَارِقْهُ، عن ابْنِ دُرَيْدٍ. كاللَّظِيظِ. قال الراجِزُ:

  عَجِبْتُ والدَّهْرُ لَهُ لَظِيظُ

  قِبلَ هُوَ اسْمٌ مِنْ أَلَظَّ به إِلْظاظاً.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: اللَّظُّ: الطَّرْدُ.

  والمِلْظَاظُ، بالكَسْرِ: المِلْحاحُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وأَنْشَدَ لِأَبِي مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيّ:

  جارَيْتُهُ بسَابِحٍ مِلْظَاظِ ... يَجْرِي عَلَى قَوَائِمٍ أَيْقاظِ

  وأَنْشَد الصّاغَانِيّ لِرُؤْبَةَ، ويُرْوَى لِلْعَجّاجِ:

  والجَدُّ يَحْدُو قَدَراً مِلْظاظَا

  وقال الفَرّاءُ في نَوَادِرِهِ: يَوْمٌ لَظْلاظٌ، أَيْ حارٌّ.

  والمُلِظَّةُ، بالضَّمِّ: الرِّسَالَةُ، وبه فُسِّر قَوْلُ أَبِي وَجْزَةَ:

  فأَبْلِغْ بَنِي سَعْدِ بنِ بَكْرٍ مُلِظَّةً ... رَسُولَ امْرئٍ بَادِي المَوَدَّةِ نَاصِحِ

  وقَوْلُه: رَسُولَ امْرِئِ، أَرادَ رِسَالَةَ امْرِئٍ، من أَلَظَّ بفُلانٍ أَيْ لَازَم، وقَدْ لَظَّ بالشَّيْءِ وأَلَظَّ به: لَزِمَهُ فَعَلَ وأَفْعَلَ بمَعْنىً. وقالَ أَبُو عَمْرٍو: أَلَظَّ بِهِ: لَزِمَهُ، وهو مُلِظٌّ به لا يُفَارِقُهُ. ومِنْهُ حَدِيثُ ابنِ مَسْعُودٍ ¥: «أَلِظُّوا بياذَا الجَلالِ والإِكْرَامِ» أَيْ الْزَمُوا ذلِكَ واثْبُتُوا عَلَيْه، وأَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِه. والإِلْظَاظُ: لُزُومُ الشَّيْءِ والمُثَابَرَةُ عليه. ويقال: الإِلْظَاظُ: الإِلْحاح. قال بِشْرٌ يَصِفُ حِمَاراً شَبَّه ناقَتَهُ بِهِ:

  أَلَظَّ بِهِنَّ يَحْدُوهُنَّ حَتَّى ... تَبَيَّنَ حُولَهُنَّ من الوِسَاقِ

  وفي الصحاح:

  تَبَيَّنَتِ الحِيالُ من الوِساق⁣(⁣١)

  وأَلَظَّ المطرُ: دَامَ. وأَلَظَّ بالمَكَانِ: أَقَامَ به، وكذلك أَلَظَّ عَلَيْه.

  وتَلَظُّظُ الحَيَّةِ، ولَظْلَظَتُها: تَحَرُّكُها، وتَحْرِيكُ رَأْسِها مِنْ شِدَّةِ اغْتِيَاظِها، وكَذلِكَ التَّلَظْلُظُ. وحَيَّةٌ تَتَلَظَّى مِنْ تَوَقُّدِها وخُبْثِهَا، كأَنَّ الأَصْلَ تَتَلَظَّظُ.


(١) الحيال جمع حائل، الناقة التي حمل عليها فلم تلقح.