تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زغم]:

صفحة 319 - الجزء 16

  وقالَ ابنُ خالَوَيْه: لم يَجِئ أَزْعَمَ في كَلامِهِم إلَّا في قوْلِهم أَزْعَمَتِ القَلُوصُ أَو الناقَةُ إذا ظُنَّ أَنَّ في سَنامِها شَحْماً. ويقالُ: أَزْعَمْتُكَ الشيءَ أَي جَعَلْتُكَ به زَعِيماً.

  والمَزْعَمُ، كمَقْعَدٍ: المَطْمَعُ؛ وسَبَقَ شاهِدُه مِن قوْلِ عَنْتَرَةَ.

  يقالُ: زَعَمَ فلانٌ في غيرِ مَزْعَمٍ: أَي طَمِعَ في غيرِ مَطْمَعٍ؛ وقالَ الشاعِرُ:

  له رَبَّةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظهْرِه ... فما فيه للفُقْرى ولا الحجِّ مَزْعَمُ⁣(⁣١)

  وزاعِمٌ وزُعَيْم: اسْمانِ.

  وقالَ شُرَيْح: زَعَمُوا كُنْيَةُ الكَذِبِ.

  وفي الحَدِيْثِ: بِئْسَ مَطِيَّةُ الرجُلِ زَعَمُوا؛ معْناهُ أَنَّ الرجُلَ إذا أَرادَ المَسِيرَ إلى بَلَدٍ رَكِبَ مَطِيَّتَه وسارَ حتى يقْضِي إرْبَهُ، فشبه ما يقدِّمُه المتكلِّمُ أَمامَ كَلامِه ويُتَوصَّلُ به إلى غَرَضِه مِن قوْلِه زَعَمُوا كذا وكذا بالمَطِيَّة التي يُتَوَصَّلُ بها إلى الحاجَةِ وإِنّما يقالُ: زَعَمُوا في حديْثٍ لا سَنَد له ولا ثَبَتَ فيه، وإِنَّما يُحْكَى على الأَلْسُنِ على سَبيلِ البَلاغِ، فذُمَّ مِن الحَديْثِ ما كانَ هذا سَبِيله.

  وقالَ الكِسائيُّ: إِذا قالوا: زَعْمَةٌ صادِقَةٌ لآتِينَّكَ، رَفَعُوا، وحِلْفَةٌ صادِقَةٌ لأَقُولَنَّ، وينْصِبُونَ يَمِيناً صادقةً لأَفْعلنَّ.

  وتَزاعَمَا: تَدَاعَيا شَيئاً فاخْتَلَفا فيه.

  قالَ الزَّمَخْشرِيُّ: معْناهُ تَحادَثا بالزَّعَماتِ، محرَّكةً، وهي ما لا يُوثَقُ به مِن الأحادِيثِ.

  والزُّعْمُ، بالضمِّ: الكبرُ، عامِّيَّة.

  [زغم]: الزَّغومُ أَو الزُّغْمُومُ: العَيِيُّ اللِّسانِ. وقد مَرَّ عن الجَوْهَرِيِّ الزَّعومُ بهذا المعْنَى.

  وزُغَيْمٌ، كزُبَيْرٍ: طائِرٌ، ويقالُ بالراءِ.

  وتَزَغَّمَ الجَمَلُ: رَدَّدَ رُغاءَهُ في لهازِيِمِهْ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: هذا أَصْلُهُ ثم كَثُرَ⁣(⁣٢) اسْتِعْمالُه حتى قالوهُ للمُتَكَلِّمِ كالمُتَغَضِّبِ. وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: التَّزَغُّمُ التَّغَضُّبُ مع كَلامٍ؛ وقيلَ: مع كَلامٍ لا يُفْهم.

  وقالَ غيرُهُ: التَّزَغُّمُ صوتٌ ضَعيفٌ؛ قالَ البَعِيثُ:

  وقد خَلّفَتْ أَسْرابَ جُونٍ من القَطا ... زَواحِفَ إلَّا أَنَّها تَتَزَغَّمُ⁣(⁣٣)

  وقيلَ: التَّزَغُّمُ التَّغَضُّبُ بكَلامٍ أَو غَيْر كَلامٍ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ:

  فأَصْبَحْنَ ما ينطِقْنَ إلَّا تَزَغُّماً ... عليَّ إذا أَبْكى الوَليدَ وَلِيدُ⁣(⁣٤)

  وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ لأَبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ رجُلاً جاءَ إلى مكَّةَ على ناقَةٍ بينَ نُوقٍ:

  فجاءَ وجاءَتْ بينهنَّ وإِنَّهُ ... ليَمْسَحُ ذِفْراها تَزَغَّمُ كالفَحْل⁣(⁣٥)

  قالَ الأَصْمَعيُّ: تَزَغُّمُها صياحُها وحِدَّتُها، وإِنَّما يمْسَح ذِفْراها ليُسكنها. والتَّزَغُّمُ: حَنِينٌ خفِيٌّ كحَنِيْن الفَصِيل، قالَ لَبيدٌ:

  فأَبْلغْ بَني بَكْرٍ إذا ما لَقِيتها ... على خيْر ما يُلْقى به من تَزَغَّما⁣(⁣٦)

  ويُرْوَى بالرَّاء.

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: أَمَّا التَّرَغُّمُ، بالراءِ، فهو التَّغضُّب وإِن لم يكنْ معه كَلامٌ.

  وزُغْمَةُ، بالضمِّ: ع، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ؛ وأَنْشَدَ:

  عليهنَّ أَطْرافٌ من القومِ لم يكن ... طعامُهُمُ حَبّاً بزُغْمةً أَسْمَرا⁣(⁣٧)

  ورَوَاه ثَعْلَب بزُغْبَة، بالباءِ الموحَّدَة، وقد ذُكِرَ في موْضِعِه.


(١) اللسان.

(٢) في القاموس: «فكَثُرَ» بدل «ثم كثر».

(٣) اللسان.

(٤) اللسان بدون نسبة.

(٥) ديوان الهذليين ١/ ٤١ برواية «فجئن وجاءت» ونبه بهامشه إلى رواية الأصل، والبيت في اللسان والصحاح.

(٦) ديوان ط بيروت ص ١٩٨ واللسان والتكملة والصحاح.

(٧) اللسان.