تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كأس]:

صفحة 437 - الجزء 8

  وامْرُؤُ القَيْسِ بنُ عَوْف بن عامر بن عوف بن عامرٍ: بَطْنٌ من كَلْب، يُعْرَفُون ببَني ماوِيّةَ، وهي أُمُّهم، من بَهْرَاءَ.

  وامرؤُ القَيْسِ بنُ زَيْدِ مَنَاةَ بن تَميمٍ، ومنهم المَرَئيُّ الذي كان يُهَاجيه ذُو الرُّمَّة، ومنْ بَني امرئَ القَيْس هذا ثَلاثُ عَشَائرَ.

  وامرُؤُ القَيْس بنُ خَلَف بن بَهْدَلَةَ، جَدُّ الزِّبْرِقان بن بَدْرٍ.

  وامرُؤُ القَيس بنُ عَبْدِ مَنَاةَ بن تَميمٍ، جَدُّ عَديِّ بن زيْدٍ العِبَاديِّ الشَّاعر.

  وامْرُؤُ القَيْس بنُ مُعَاوية: بَطْنٌ من كِنْدَةَ، من وَلَدِه امْرُؤُ القَيْس بن عابِسٍ، شاعرٌ، له وِفَادَةُ، وقد ذُكِرَ.

  وكذلك امْرُؤُ القَيْس بن السِّمْط.

فصل الكاف مع السين

  [كأس]: الكَأْسُ: الإِناءُ يُشْرَبُ فيه، أَو ما دامَ الشَّرَابُ فيه، فإِذا لم يكُنْ فيه فهو قَدَحٌ، وقال ابنُ الأَعْرابيِّ: لا تُسَمَّى الكَأْسُ كَأْساً إِلاّ وفيهَا الشَّرَابُ، وقيل: هو اسمٌ لهُمَا على الانْفرَاد والاجْتمَاع، وقد وَرَد ذِكْرُهَا في الحَديث.

  وهي مُؤنَّثَةٌ قال الله تعالى: {بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضاءَ}⁣(⁣١) مَهْمُوزَةٌ قال ابنُ السِّكِّيت: هي الكَأْسُ والرَّأْسُ والفَأْسُ، مهموزاتٌ، وقالَ غيرُه: وقد يُتْرَك الهَمْزُ تَخْفيفاً. وقالَ أَبو حَاتمٍ وابنُ عَبّادٍ: الكَأْسُ: الشّرَابُ بعَيْنه، وهو قَوْلُ الأَصْمَعيِّ، ولذلك كانَ الأَصْمَعيُّ يُنْكِرُ رِوَايَةَ مَن رَوَى بيتَ أُمَيَّةَ بن أَبي الصَّلْت:

  مَنْ لمْ يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هرَماً ... للْمَوْتِ كأْسٌ والمَرْءُ ذائقُهَا⁣(⁣٢)

  وكان يَرْويه «الْمَوْتُ كأْسٌ» ويَقْطَع أَلفَ الوَصْل؛ لأَنَّهَا في أَول النِّصْف الثاني من البَيْت، وذلك جائزٌ. وكان أَبُو عليّ الفارسيُّ يقول: هذا الّذي أَنْكَرَه الأَصْمَعيُّ غيرُ مُنْكَرٍ، واسْتشْهَد على إِضافَة الكَأْس إِلى الموْت ببَيْتِ مُهَلْهلٍ، وهو:

  ما أُرَجِّي بالعَيْش بَعْد نَدَامَى ... قَدْ أُرَاهُمْ سُقُوا بكَأْسِ حَلَاقِ

  وحَلَاقِ: اسمٌ للمَنِيَّة، وقد أَضافَ الكَأْسَ إِليها، ومثْل هذا البَيْتِ الذي اسْتَشْهَد به أَبو عليّ قولُ الجَعْديّ يَصف صائداً أَرْسَلَ كلَابَه على بَقَرَةِ وَحْشٍ:

  فَلَمْ تَدَعْ وَاحداً منْهُنَّ ذا رَمَقٍ ... حَتَّى سَقَتْهُ بكأْسِ المَوْتِ فانْجَدَلَا

  وفي المُحْكَم: الكَأْسُ: الخَمْرُ نَفْسُهَا، اسمٌ لهَا، ومنه قولُه تعالَى: {يُطافُ عَلَيْهِمْ} بِكَأْسٍ {مِنْ مَعِينٍ}⁣(⁣٣) وأَنْشَدَ أَبو حَنيفَةَ ¦ للأَعْشَى:

  وكَأْسٍ كعَيْنِ الدِّيك بَاكَرْتُ نَحْوَها ... بفِتْيَانِ صِدْقٍ والنَّوَاقِيسُ تُضْرَبُ

  وأَنْشَدَ أَيْضاً لعَلْقَمة:

  كأْسٌ عَزيزٌ من الأَعْنَاب عَتَّقَهَا ... لبَعْضِ أَرْبَابهَا حَانِيَّةٌ حُومُ

  قال⁣(⁣٤): كذا أَنْشَدَه أَبُو حَنيفَةَ على الصِّفَة، يعني أَنَّهَا خَمْرٌ تَعِزُّ فيُنْفَسُ بها إِلاّ علَى المُلُوكِ والأَرْبَابِ، والمُتَعَارَفُ: كأْسُ عَزيزٍ، بالإِضافَة، وكذلك أَنْشَدَه سيبَوَيه، أَي كَأْسُ مالكٍ عَزيز، أَو مُسْتَحِقٍّ عَزيزٍ. ج أَكْؤُسٌ وكُؤُوسٌ وكاسَاتٌ، الأَخيرُ من غير هَمْزٍ، وكِئاسٌ، مهموزٌ، قال الأَخْطَل:

  خَضِلِ الكِئَاسِ إِذَا تَثَنَّى لم تَكُنْ ... خُلْفاً مَوَاعِدُه كبَرْقِ الخُلَّبِ

  وحَكَى أَبو حَنيفَةَ |: كِيَاسٌ، بغير هَمْزٍ، فإِنْ صَحَّ ذلكَ فهُوَ على البَدَل، قَلَب الهَمْزَةَ في كأْس أَلفاً في نيَّة الواو، فقال: كاسٌ، كنَارٍ، ثمَ جَمَع كاساً على كِيَاسٍ، والأَصْلُ: كِوَاسٌ، فقُلبت الواوُ ياءً للْكَسْرة الّتي قَبْلَهَا.

  وكَأْسُ بِنْتُ الكَلْحَبَةِ، واسْمُه هُبَيْرَةُ بنُ عبد مَنَافٍ


(١) سورة الصافات من الآيتين ٤٥ و ٤٦.

(٢) قال ابن بري: عبطة أي شاباً في طراءته وانتصب على المصدر أي موت عبطة وموت هرم فحذف المضاف قال: وإن شئت نصبتهما على الحال ..

(٣) الآية ٤٥ من سورة الصافات.

(٤) يعني ابن سيده، كما في اللسان.