تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غرل]:

صفحة 537 - الجزء 15

  [غرل]: الغُرْلَةُ، بالضَّمِ: القُلْفَةُ، ومنه حدِيثُ أَبي بكْرٍ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه: «غُلاماً رَكِبَ الخَيْل على غُرْلَتِه»، يُريدُ على صِغَرِه قَبْل أَنْ يُخْتَن. وفي حدِيثِ الزِّبْرِقان: «أَحَبُّ صِبْيانِنا إِلَيْنا الطويلُ الغُرْلة»، إِنَّما أَعْجَبَه طُولَها لتَمام خلقِه.

  والأَغْرَلُ: الأَقْلَفُ، وكذلِكَ الأَرْغَلُ، نَقَلَه الأَحْمر، وقد تقدَّمَ.

  والأَغرلُ من الأَعْوامِ: المُخْصِبُ، ومن العَيْشِ: الواسِعُ كالأَرْغَلِ فيهما.

  والغَرِلُ، ككَتِفٍ: الرُّمْحُ الطَّويلُ المفرط في الطّولِ، قالَ العجَّاجُ:

  لا غَرِل الخَلْقِ ولا قَصِير⁣(⁣١)

  وأَيْضاً: الرَّجُلُ المُسْتَرْخِي الخَلْقِ وبه فسِّرَ بيتُ العَجَّاجِ أَيْضاً.

  وقالَ أَبو عَمْرٍو: الغِرْيَلُ، كحِذيَمٍ: هو الغِرْيَنُ بالنُّونِ، هو الطِّيْنُ يَبْقى في أَسْفلِ الحوْضِ. وقيلَ: هو الغُبارُ.

  وقالَ أَبو زَيْدٍ في كتابِ المَطَر: الغِرْيَلُ، باللامِ والنّونِ: الطِّينُ يَحْمِلُه السَّيْلُ فَيَبْقَى على وجهِ الأَرضِ مُتَشَقِّقاً رَطْباً كان أَو يابساً، وليسَ في نَصِّ أَبي زَيْدٍ مُتَشَقِّقاً، وإنَّما أَخَذَه مِن سِياقِ الأَصْمَعِيّ قالَ: الغِرْيَلُ أَن يَجيءَ السَّيْلُ فيَثْبت على الأَرْضِ ثم يَنْضُبَ، فإذا جَفَّ رَأَيْت الطِّينَ رَقِيقاً قد جَفَّ على وجْهِ الأَرْضِ قد تَشَقَّق.

  وأَيْضاً: مُخاطُ كلِّ ذي حافِرٍ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

  وأَيْضاً: الغَديرُ الذي تَبْقَى فيه الدَّعاميصُ لا يُقْدَرُ على شُرْبِه، عن أَبي عَمْرٍو.

  وأَيْضاً: الثُّفْلُ في أَسْفَلِ القارورةِ، عن أَبي عَمْرٍو.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الغِرْيَلُ: ثُفْل ما صبغَ به.

  والغُرْلُ، بالضمِ: جَمْعُ الأَغْرلِ، ومنه الحدِيثُ: «يُحْشَرُ الناسُ يومَ القِيَامَةِ حُفاةً عُراةً «غُرلاً بُهْماً» أَي قُلْفاً.

  [غربل]: غَرْبَلَهُ أَي الدَّقيق ونَحْوه غَرْبَلَةً: نَخَلَهُ، وقيلَ: غَرْبَلَهَ قَطَعَه.

  وغَرْبَلَ القومَ: قَتَلَهم وَطَحَنَهم، ومنه الحدِيثُ: «كيفَ بكُم إذا كُنْتم في زمانٍ يُغَرْبَلُ الناسُ فيه غَرْبَلةً» أَي يُقْتَلُون ويُطْحَنُون، وقيلَ: يُذْهَبُ بخيارِهم وتَبْقى أَرَاذلُهم، كما يَفْعَل مَنْ يُغَرْبلُ الطَّعامَ بالغِرْبالِ.

  والمُغَرْبَلُ، بفتحِ الباءِ: الدُّونُ الخَسيسُ مِن الرِّجالِ كأَنَّه خَرَجَ من الغِربالِ، وأَيْضاً: المَقْتولُ المُنْتَفِخُ، عن أَبِي عُبَيْدٍ وقد غَرْبل القتِيل: انتَفَخَ فأَشَالَ رِجْلَيْه، وأَنْشَدَ لعامِرِ الخصفيّ خصفة بن قَيْس عَيْلان:

  أَحْيا أَباه هاشم بن حَرْمَله

  يومَ الهَبا آتِ ويوم اليَعْمَله

  ترى الملوكَ حَوْلَه مُغَرْبَلَه

  ورُمْحَه للوالدات مَثْكَله

  يقتل ذا الذنبِ ومن لا ذنب له⁣(⁣٢)

  ويُرْوَى: مُرَعْبَلَه. قيلَ: يُريدُ أَنَّه يَنْتَقِي السَّادةَ فيَقْتلُهم.

  وقالَ السَّهيليُّ في الرَّوْض: والذي أَرَاه أَنَّه يُريدُ بالغَرْبَلَةِ اسْتِقْصاءَهم وتَتَبّعَهم كما قالَ مَكْحولُ الدِّمَشْقيُّ: دَخَلْت الشامَ فغَرْبَلْتُها غَرْبَلَةً حتى لم أَدَع عِلْماً إلَّا حَوَيْته.

  والمُلْكُ المُغَرْبَلُ: الذَّاهِبُ نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

  والغِرْبالُ بالكسرِ: ما يُنْخَلُ به مَعرُوف، قالَ الحُطَيْئةُ يَهْجُو أُمّه:

  أَ غِرْبالاً إذا اسْتُودِعْت سِرًّا

  وكانُوناً على المُتَحَدِّثينَا⁣(⁣٣)

  والجَمْعُ الغَرَابيلُ قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ:

  وما تَمَسَّكَ بالعهدِ الذي زَعَمَتْ

  إلّا كما تُمسكُ الماءَ الغَرابيلُ⁣(⁣٤)

  والغِرْبالُ: الدُّفُّ الذي يُضْرَب به شُبِّه بالغِرْبالِ في


(١) ديوانه ص ٣٠ واللسان والتهذيب ويروي: الطول بدل الخلق.

(٢) اللسان، والأول والثالث والخامس في التهذيب، والثالث والخامس في الصحاح، وبعض الرجز تقدم في «عمل».

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٢٣ والتكملة.

(٤) من قصيدته بانت سعاد، شرح القصيدة لابن هشام ص ٢٤ وفيه: «ولا تمسك ... يُمْسكُ الماء ...».