تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نحث]:

صفحة 271 - الجزء 3

  وقال الأَصمعيّ: رجُلٌ نَجَّاثٌ، ونَجِثٌ ككَتِفٍ: يَتَتَبَّع الأَخْبَارَ ويَسْتَخْرِجُهَا، وأَنشد الأَصمعيّ:

  ليس بَقَسّاسٍ ولا نَمٍّ نَجِثْ

  والنَّجْثُ: الإِخْرَاجُ، والنَّجْثُ: الاسْتِخْرَاجُ، وكأَنَّه بالحديثِ أَخَصّ، وفي حديثِ أُمِّ زَرْعٍ: «ولا تُنَجِّثُ عن أَخْبَارِنَا تَنْجِيثاً».

  والنَّجْثُ: النَّبْشُ، وفي حديث هِنْد أَنَّهَا قالَتْ لأَبِي سُفْيَانَ، لمّا نَزَلوا بالأَبْواءِ في غزْوَةِ أُحُدٍ: «لو نَجَثْتُمْ قَبْرَ آمِنَةَ أُمِّ مُحَمّدٍ» ، أَي نَبَشْتُم.

  نَجَثَ فُلانٌ القَوْمَ: اسْتَغْواهُم، بالغين في سائر الأُصول، وقال أَبو عُبيدة: ويقال اسَتَعْواهُم، بالعين المهملة وبهما ضُبطَ في نسخة الصّحاح التي عندنا، وكذا نُسخة القاموس. وفي اللّسَان: نَجَثَ فُلانٌ بني فلانٍ يَنْجُثُهم نَجْثاً: اسْتَغْواهم واسْتَغَاثَ بِهِم ويقَال: يَسْتَعْوِيهِم، بالعين.

  والاستِنْجاثُ: الاستِخْرَاجُ والمُسْتَنْجِثُ: المستَخْرِج، كالانْتِجاث والنَّجْثِ، والتَّنَجُّثِ، وأَنشد الأَصمعيّ:

  أَو يَسْمَعُ العَوْراءَ تُنْثَى لم يُبِثْ ... سَفَاتَها عن سُوئِها فَيَنْتَجِثْ

  والاسْتِنْجَاثُ التَّصَدِّي للشَّيْءِ والإِقْبَالُ عليه والوَلُوعُ به، واسْتَنْجَثَ الشيْءَ: تَصَدّى له وأَولِعَ به وأَقْبَلَ عليه.

  والنَّجِيثُ، والنَّجِيثَةُ: ما أُخْرِجَ من تُرابِ البِئْرِ، مِثل النَّبِيثَة.

  والنَّجِيثَةُ: ما ظَهَرَ من قَبِيحِ الخَبَرِ.

  ويقال: بُلِغَتْ نَحيثَتُه وَنَكِيثَتُه أَي بُلِغَ مَجْهُودُه.

  والنَّجِيثُ: البَطِيءُ، وبَقْلَةٌ تُشْبِهُ النَّجْمَةَ.

  ومن المَجاز: النَّجِيثُ: سِرٌّ يُخْفَى.

  وهو نَجِيثُ القَوْمِ، أَي سِرهم. قال الفرَّاءُ: من أَمثالهم، في إِعلانِ السِّرِّ وإِبْدَائه بعدَ كِتْمانِه فقولُهم: «بدا نَجِيثُ القَوْمِ»، إِذا ظَهَر سِرُّهُم الذي كانوا يُخْفُونه.

  ونَجِيثُ الثَّنَاءِ: ما بَلَغَ منه.

  ونَجِيثُ الحُفْرَةِ ما خَرَجَ من تُرابِها.

  وأَتَانَا نَجِيثُ القَوْمِ، أَي أَمرُهُم [الذِي]⁣(⁣١) كانُوا يُسِرُّونَه.

  والنَّجِيثُ: الهَدَفُ، وهو تُرابٌ يُجْمَعُ سُمِّيَ نَجِيثاً؛ لانتِصابِه واسْتِقْبَالِه.

  وقيل: النَّجِيثُ: تُرَابٌ يُسْتَخْرَج ويُبْنَى منه غَرَضٌ ويُرْمَى فيه، قال لَبيدٌ يَذْكُرُ بَقرَةً:

  مَدَى العَيْنِ منها أَن تُرَاعَ بنَجْوَةٍ ... كَقَدْرِ النَّجِيثِ ما يَبُدُّ المُنَاضِلا

  أَراد أَنّ البَقَرَةَ قَريبةٌ من وَلِدهَا تُرَاعِيه كقَدْرِ ما بينَ الرّامي والهَدَفِ.

  والنُّجْثُ، بالضّمّ ويُروى بضَمَّتُيْنِ: الدِّرْعُ وغِلافُ القَلْبِ، وبَيْتُ الرَّجُلِ الذِي يكون فيه ج: أَنْجَاثٌ قال:

  تَنْزُو قُلُوبُ النّاسِ⁣(⁣٢) في أَنْجَاثِها

  والتَّنَاجُثُ: التَّبَاثُّ والتَّبَاحُث.

  والانْتِجَاث: الانْتِفَاخُ وظهُورُ السِّمَنِ في الدّابَّةِ، يقال: انْتَجَثَت الشَّاةُ، إِذا سَمِنَتْ، قال كُثَيِّرُ عَزّةَ يَصف أَتاناً:

  تَلَقَّطَها تَحْتَ نَوْءِ⁣(⁣٣) السِّمَاكِ ... وقد سَمِنَتْ سَوْرَةً وانْتِجاثَا

  وأَمْرٌ له نَجِيثٌ، أَي عاقِبَةُ سَوْءٍ.

  [نحث]: * نحث، بالحاءِ المهملة بعد النُّون، هذه المادّة أَهملَها المُصَنّف، والصّاغَانِيّ، وقد جَاءَ منها: النَّحِيثُ، وهو لغةٌ في النَّحِيفِ، عن كرَاع، قال ابن سِيدَهْ: وأُرَى الثاءَ فيهِ بَدَلاً من الفاءِ، والله أَعلم.

  [نعث]: نَعَثَه، كمَنَعَهَ، أَهمله الجوهريّ، وقال الصّاغَانيّ: أَخَذَه وتَنَاوَلَه، كانْتَعَثَه.

  وأَنْعَثَ في مالِه: قَدَّمَ فيه، وقيلَ: أَسْرَفَ، وقيلَ: بَذَّرَه.

  وأَنْعَثَ: أَخَذَ في الَجِهَازِ للمَسِيرِ.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله أمرهم كانوا، الظاهر الذي كانوا كما في اللسان».

(٢) الأصل واللسان، وفي التهذيب: قلوب القوم.

(٣) عن اللسان، وبالأصل: نوّ».