تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وسل]:

صفحة 774 - الجزء 15

  والوَذَالَةُ: ما يَقْطَعُ الجَزَّارُ من اللَّحْمِ بغيرِ قَسْمٍ؛ يقالُ: لقد تَوَذَّلُوا منه، كذا في الصِّحاحِ، وضَبَطَه بكسْرِ الواوِ وفتْحِها.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الوَذلَةُ: القِطْعَةُ الخَفيفَةُ مِن الناسِ والإِبِلِ وغيرِها.

  ورجُلٌ وَذَلٌ وَذِلٌ: خَفيفٌ سَريعٌ فيمَا أَخَذ فيه.

  [ورل]: الوَرَلُ، مُحرَّكةً: دابَّةٌ كالضَّبِّ على خلْقَتِه إِلَّا أَنَّه أَعْظَم منه، يكونُ في الرِّمالِ والصَّحارِي؛ أَو العظيمُ من أَشكالِ الوَزَغِ طويلُ الذَّنَبِ صغيرُ الرَّأْسِ.

  قالَ الأَزْهرِيُّ: الوَرَلُ سَبِط الخَلْق طويلُ الذنَبِ كأَنَّ ذنَبَه ذنَبُ حيَّة، قالَ: ورُبَّ وَرَلٍ يَرْبُو طولُه على ذِرَاعَيْن، قالَ: وأَمَّا ذَنَبُ الضَّبِّ فهو عَقِد⁣(⁣١) وأَطْولُ ما يكونُ قدْرَ شِبْرٍ، والعَرَبُ تَسْتخْبِثُ الوَرَلَ وتَسْتقْذِرُه فلا تأْكُلُه، وأَمَّا الضَّبُّ فإِنَّهم يَحْرِصُون على صَيْدِه وأَكْلِه، والضبُّ أَحْرَشُ الذنَبِ خَشِنُه مُفَقَّره، ولونُه إِلى الصُّحْمة وهي غُبْرةٌ مُشْرَبة سَواداً، وإِذا سَمِنَ اصْفَرَّ صَدْره ولا يأكَلُ إِلَّا الجَنادِبَ والدُّبَّاء والعُشْب، ولا يأْكُلُ الهوامَّ، وأَمَّا الوَرَلُ فإِنَّه يأْكُلُ العَقارِبَ والحيَّات والحَرابي والخَنافِسَ، ولَحْمُهُ حارٌّ جِدّاً دِرْياق يُسَمِّنُ بقُوَّة، ولذا تَسْتَعْملُه النِّساءُ، وزِبْلُهُ يَجْلو الوضَحَ، وشَحْمُه يُعَظِّمُ الذَّكَرَ دَلْكاً، ج وِرْلانٌ، بالكسْرِ، وأَوْرالٌ، وأَرْؤُلٌ، بالهمزِ كأَفْلُسٍ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: هو مَقْلوبٌ مِن أَوْرُل، وقُلِبَت الواوُ هَمْزةً لانْضِمامِها.

  ووَرْلَةُ، بالفتحِ ذِكْرُ الفتْحِ مُسْتدركٌ، بِئْرٌ مَطْوِيَّةٌ في جوْفِ الرَّمْلِ لبني كِلابٍ، قالَهُ نَصْر.

  وأَورالٌ: ع، عن أَبي حاتِمٍ، قالَ امرُؤُ القَيْسِ يَصِفُ عُقاباً:

  تَخَطَّفَ خِزَّانَ الأُنَيْعِمِ بالضُّحَى

  وقد حَجَرَتْ منها ثعالِبُ أَوْرالِ⁣(⁣٢)

  قلْتُ: وقد مَرَّ أَنَّ الراءَ واللامَ لم يَجْتمعَا في كلمةٍ واحدَةٍ إِلَّا في جَرَلَ وَارَلَ ووَرَلَ ولا رَابع لها.

  قالَ شيْخُنا: والمنعرلة للقلفة كذا في ذيلِ الفَصِيحِ للموفَّقِ البَغْدادِيِّ، ومَرَّ في القافِ لرقة وذَكَرَ في الهَمْز أَلْفاظاً غيرَها.

  [ورتل]: الوَرَنْتَلُ، كسَمَنْدَلٍ: أَهْمَلَه الجوْهِريُّ.

  وقالَ السِّيارفيّ: هي الدَّاهيةُ والشَّرُّ والأَمْرُ العَظيمُ كالوَرَنْتَلَى مَقْصوراً، مثَّلَه سِيْبَوَيْه وفسَّرَه السِّيرافي، قالَ: وإِنَّما قَضَيْنا على الواوِ أَنَّها أَصْلٌ لأَنَّها لا تُزادُ أَوّلاً البتَّة، والنُّون ثالِثَة وهو مَوْضِع زيادتها، إِلَّا أَن يجيءَ ثَبْت بخِلافِ ذلِكَ.

  وقالَ بعضُ النّحَوِيِّين: النونُ في وَرَنْتَلٍ زائِدَةٌ كنونِ جَحَنْفَل، ولا تكونُ الواوُ هنا زائِدَةً لأَنَّها أَوَّل والواوُ لا تُزادُ أَوّلاً البتَّة.

  قلْتُ: فإِذنْ وزْنُه فَعَنْلَل فَنْعَل لفَقْدِه، وقد جاءَتْ أَصْلاً في مُضاعَف الرُّباعِي، وإِذا اجْتَمَعَ شُذوذُ أصَالَةٍ وشُذوذُ زِيادَةٍ فالأَصَالَةُ أَوْلى لوُجُوبِها ما أَمْكَنَت؛ وذَهَبَ أَبو عليٍّ إِلى زِيادَةِ لامِه.

  قالَ شيْخُنا: وهو ظاهِرُ التَّسْهيلِ.

  ووَرَنْتَلُ: ع، وفي بعضِ شُروحِ المراح: أَنَّه اسمُ بلدَةٍ.

  [وسل]: الوسِيلَةُ والواسِلَةُ: المَنْزِلَةُ عند المَلِكِ والدَّرَجَةُ والقُرْبةُ والوُصْلَةُ، والجَمْعُ الوَسائِلُ.

  وقالَ الجوْهَرِيُّ: الوَسِيلَةُ ما يُتَقَرَّبُ به إِلى الغَيْرِ والجَمْعُ الوسيل⁣(⁣٣) والوَسائِلُ.

  وفي حَدِيْث الأَذان: «اللهمَّ آتِ محمداً الوَسِيلَة».

  قالَ ابنُ الأَثيرِ: هي في الأَصْلِ ما يُتَوَصَّلُ به إِلى الشيءِ ويُتَقَرَّبُ به، والمُرادُ به في الحَدِيْث القُرْبُ مِن اللهِ تعالَى، وقيلَ: هي الشَّفاعَةُ يومَ القِيامَةِ، وقيلَ: هي مَنْزلَةٌ مِن مَنازِلِ الجَنَّةِ، كذا جَاءَ في الحَدِيْث.

  ووَسَّلَ إِلى اللهِ تعالَى تَوسِيلاً: عَمِلَ عَمَلاً تَقَرَّبَ به إِليه


(١) في التهذيب: فهو ذو عُقَد.

(٢) ديوانه برواية: «خزان الشربة» والأصل كرواية التكملة.

(٣) في اللسان: الوُسُل.