تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زكو]:

صفحة 494 - الجزء 19

  وتَحْتَ رَحْلِي زَفَيانٌ مَيْلَعُ⁣(⁣١)

  وَزَفَى الظَّلِيمُ زَفْياً: نَشَرَ جَناحَيْه وعَدا؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ.

  وبه قُرِئَ قَوْلُه تعالى: فأَقْبَلُوا إليه يزفون⁣(⁣٢).

  وقوْلُهم: مَيْزانُ زَفَيان إمَّا هو فَعَيالٌ مِن زَفَنَ إذا نَزَا فيُصْرَفُ في حالَيْهِ، أَو هو مِن الزَّفْيِ، وهو تَحْريكُ الرِّيحِ القَصَب والتُّرابَ، فيُصْرَفُ في النَّكِرَةِ دُونَ المَعْرفةِ وهو فَعَلانٌ حينَئِذٍ.

  [زقو]: وزَقَا الصَّدَى والدِّيكُ يَزْقُو زَقْواً، بالفتْحِ، وزُقاءً، كغُرابٍ: صاحَ؛ قالَ الشَّاعِرُ:

  فإنْ تَكُ هامةٌ بهَراةَ تَزْقُو ... فقد أَزْقَيْت بالمَرْوَيْنِ هامَا⁣(⁣٣)

  وفاتَهُ مِن مَصادِرِه: الزُّقُوُّ، كعُلُوِّ؛ والزُّقِيُّ، كعُتِيِّ بالضمِّ والكَسْرِ كما في التَّهْذِيبِ.

  والزَّقَّاءُ، ككتّانٍ الكَثيرُ الزَّقْوِ.

  [زقي]: ي كزَقَى يَزْقِي زَقْياً وزُقِيّاً، واوِيَّةٌ يائيَّةٌ.

  وكلُّ صائحٍ زاقٍ.

  والزَّقْيَةُ: الصَّيْحَةُ؛ نقلَهُ الجوهريُّ وقَرَأَ ابنُ مَسْعودٍ: إن كانتْ إلَّا زَقْيةً، مَكانَ صيحةً.

  والزُّقْيَةُ، بالضَّمِّ: الكُومَةُ مِن الدَّراهِم وغيرِها.

  ويقالُ: هو أَثْقَلُ من الزَّواقِي، أَي الدِّيَكَةِ لأنَّهم كانوا يَسْمُرونَ فإذا صاحَتْ تَفَرَّقُوا؛ نقلَهُ الجوهريُّ.

  وفي النهايَةِ: هو في حدِيثِ هشامِ بنِ عرْوَةَ: «أَنْتَ أَثْقَلُ مِن الزَّواقِي»، واحِدُها زاقٍ، لأنَّها إذا زَقَت سَحَراً تَفَرَّقَ السُّمَّارُ والأَحْبابُ، ويُرْوَى: أَثْقَلُ مِن الزَّاوُوق، وقد تقدَّمَ.

  وزَقَوْقَى، كخَجَوْجَى: ع بين فارِسَ وكِرْمانَ، سَيَأْتِي تَحْقيقُ وَزْنه في قطا.

  وزَقاءٌ، كسَحابٍ⁣(⁣٤): ماءٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  زَقَى الصَّبيُّ: إذا اشْتَدَّ بُكاؤُه.

  وأَزْقاهُ: أَبْكاهُ؛ ومنه قوْلُ الشاعِرِ الذي تقدَّمَ:

  فقد أَزْقَيْت بالمَرْوَيْن هامَا

  وزَقْيَةُ، بالفتْحِ: مَوْضِعٌ.

  [زكو]: وزَكا المالُ والزَّرْعُ وغيرُهما يَزْكُو زَكاءً، بالمدِّ، وزَكْواً، بالفتْحِ، كذا في النُّسخِ وفي المُحْكَم: كعُلُوٍّ*؛ نَمَا وراعَ.

  وفي حديثِ عليٍّ: «المالُ تنقُصُه النَّفَقَة والعِلْم يَزْكُو على الإِنْفاقِ»، فاسْتَعارَ له الزَّكاءَ وإن لم يَكُ ذا جِرْمٍ.

  وكلُّ شيءٍ يَزْدادُ ويَسْمَنُ. فهو يَزْكُو زَكاءً.

  وقالَ شيْخُنا: قوْلُه يَزْكو مُسْتَدركٌ، لأنَّ اصْطِلاحَه أن عَدَم ذِكْر المُضارع دَليلٌ على أنَّه ككَتَبَ.

  كأَزْكَى؛ نقلَهُ صاحِبُ المِصْباح.

  وزَكَّاهُ اللهُ تعالى تَزْكِيةً وأَزْكاهُ: أَنْماهُ وجَعَلَ فيه بركةً؛ واقْتَصَر الجوهرِيُّ على أَزْكاهُ.

  وزَكا الرَّجُلُ يَزْكُو زكواً: صَلُحَ؛ وبه فُسِّر قوْلُه تعالى: {ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ}⁣(⁣٥) {أَحَدٍ}، أَي ما صَلُحَ.

  وزَكا يَزْكُو: تَنَعَّمَ وكانَ في خِصْبٍ: نقلَهُ الجوهريُّ عن الأُمويّ؛ فهو زكِيٌّ مِن قوْمٍ أَزْكياءَ فيهما.

  والزَّكاةُ: صَفْوَةُ الشَّيءِ؛ عن أَبي عليِّ.

  والزَّكاةُ: ما أَخْرَجْتَه من مالِكَ لتُطَهِّرَهُ به؛ كذا في المُحْكَم.


(١) التهذيب واللسان وقبله فيه:

يا ليت شعري والمنى لا تنفع ... هل أغدون يوماً وأمري مجمع

ويروى:

وتحت رجلي زفيان مينع

(٢) سورة الصافات، الآية ٩٤.

(٣) اللسان.

(٤) قيدها ياقوت: زقا: بفتح أوله، والقصر ... ماءٌ لبني غنيّ.

(*) كما في النسخة التي بأَيدينا.

(٥) سورة النور، الآية ٢١.