تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حيف]:

صفحة 154 - الجزء 12

  والحَوْفُ: د، بِعُمَانَ، وضَبَطَهُ الحافظُ بالخَاءِ المُعْجَمَةِ.

  وأيضاً نَاحِيَةٌ شَرْقِيَّةٌ، تُجَاهَ بُلْبَيْسَ جَمِيعُ رِيفِهَا يُسَمُّونَهَا الحَوْفَ ومَدِينَتُهَا قَصَبَةُ بُلْبَيْسَ، وقد نُسِبَ إِليها جَمَاعَةٌ مِن أَهْلِ الحَدِيثِ، منهم: خَلَفُ بنُ أَحْمدَ البَصْرِيَّ، عن القاضِي أَبي الحسنِ الحَلَبِيّ⁣(⁣١)، وأَبو الحسن عليُّ بنُ إِبراهِيمَ بنِ سعِيدِ بنِ يُوسُفَ الحَوْفيَّ النَّحْوِيُّ المُفَسِّرُ، تُوُفِّيَ سنة ٤٣٠.

  والْحَافانِ: عِرْقَانِ أَخْضَرَانِ تَحْتَ اللِّسَانِ الواحِدُ حَافٌ، بتَخْفِيفِ الفَاءِ، كما في العُبَابِ، ويُرْوَى بتَشْدِيدِهَا، وقد أَشَرْنَا إليه آنِفاً.

  وحَافَتَا الْوَادِي وغَيْرِهِ مِن كُلِّ شيءٍ: جَانِبَاهُ، وناحِيَتَاهُ، قال ضَمْرَةُ بنُ ضَمْرَةَ⁣(⁣٢):

  وَلَوْ كُنْتَ حَرْباً مَا طَلَعْتَ طُوَيْلِعاً ... وَلا حَوْفَهُ أَلَّا خَمِيساً عَرَمْرَمَا

  وَفي حديثِ الكَوْثَرِ: «إِذَا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَتاهُ قِبَابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ»، وقال أُحَيْحَةُ بنُ الجُلَاحِ:

  يَزْخَرُ في أَقْطَارِهِ مُغْدِفٌ ... بحَافَتيْهِ الشُّوعُ والغِرْيَفُ

  ج: حَافاتٌ، وَمنه الحديثُ: «عَلَيْكَ بِحَافَاتِ الطَّرِيقِ». والْحَافةُ أَيْضاً: الْحَاجَةُ والشِّدَّةُ في العَيْشِ، والحَافَةُ مِنْ الدَّوَائِسِ في الكُدْسِ: التي تَكُونُ في الطَّرَفِ، وهي أَكْثَرُهَا دَوَرَانًا. وحَافَةُ، بِلَا لَامٍ: ع، قال امْرُؤُ القَيْسِ:

  وَلو وَافقْتُهُنُّ علَى أُسَيْسٍ ... وَحَافَةَ إِذْ وَرَدْنَ بنا وُرُوداً⁣(⁣٣)

  والْحُوَافَةُ ككُنَاسَةٍ: ما يَبْقى مِن وَرَقِ الْقَتِّ على الأَرْضِ بَعْدَ ما يُحْمَلُ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. وحَوَّفهُ تَحْوِيفاً: جَعَلَهُ علَى الْحَافَةِ، أي: الجانبِ.

  وحَوَّفَ الْوَسْمِيُّ الْمَكَانَ: إذا اسْتَدَارَ بِهِ، كأَنَّهُ أَخَذَ حَافاتِهِ.

  وفي الْحَدِيثِ: «سُلِّطَ عَلَيْهِمْ مَوْتٌ طَاعُونٌ يُحَوِّفُ الْقُلُوبَ»، قال ابنُ الأَثِيرِ: أي: يُغَيِّرُهَا عَنِ التَّوُكُّلِ، وَيُنَكِّبُهَا إِيَّاه، ويَدْعُوهَا إِلَى الانْتِقال والْهَرَبِ مِنْهُ، وَهو مِن الْحَافةِ: نَاحِيَة المَوْضِعِ وجَانِبِهِ، ويُرْوَى: يَحُوفُ، كيَقُولُ، وَبه جَزَمَ أَبو عُبَيْد.

  قلتُ: وقد تَقَدَّم أَنَّه يُرْوَى أَيضاً: «يُحَرِّفُ» من التَّحْرِيفِ.

  وتَحَوَّفْتُ الشَّيْءَ: تنَقَّصْتُهُ، نَقَلَهُ الجوهَرِيُّ، وكذلك تَخَوَّفْتُه، بالخَاءِ وتَخَوَّنْتُهُ، بالنُّونِ، قال عبدُ الله بنُ عَجْلانَ النهْدِيُّ:

  تحَوَّفَ الرَّحْلُ منها تَامِكاً قَرِداً ... كما تَحَوَّفَ عُودَ النَّبْعَةِ السَّفَنُ⁣(⁣٤)

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  الحَوْفُ: الناحِيَةُ والجانبُ، وَاوِيَّةٌ يائِيَّةٌ.

  وَتَحَوَّفَ الشَّيْءَ: أَخَذَ حَافَتُه، وأَخَذَهُ مِن حَافَتِهِ والخاءُ لُغَةٌ فيه.

  وَحَافَ الشَّيْءَ حَوْفاً: كان في حَافَتِهِ، وحَافَهُ حَوْفاً: زَارَهُ.

  وَمِيحَافُ السَّفِينةِ، كمِحْرَابٍ: حَرْفُهَا وجَانِبُهَا، ويُرْوَى بالنُّونِ والجِيمِ.

  وَالحَوْفُ، شِدَّةُ العَيْشِ، وبه فُسِّرَ حديثُ عائشة السَّابِقُ.

  [حيف]: الْحَيْفُ: الْجَوْرُ والظُّلْمُ، وَقد حَافَ عَلَيه، يَحِيفُ: أي جَارَ، كما في الصِّحاحِ، وقيل: هو المَيْلُ في الحُكْمِ، وهو حَائِفٌ.

  وَفي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ: {أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ}⁣(⁣٥) أي: يَجُورَ.


(١) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «الجلى».

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ضمرة بن ضمرة. عبارة اللسان: وَحوف الوادي حرفه وناحيته ثم ذكر البيت وقال: ويروى جوفه وجوّه ..

(٣) ديوانه ط بيروت برواية: وحاقة، وفي شرحه: أُسيس وحاقة موضعان.

(٤) البيت في اللسان «خوف» ونسبه لابن مقبل، وفي الأساس «خوف» وَنسبه لزهير. وانظر المطبوعة الكويتية (الحاشية).

(٥) سورة النور الآية ٥٠.