تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فأر]:

صفحة 334 - الجزء 7

  ومن المَجَازِ: بَناتُ غَيْرٍ: الكَذِبُ، هكذا في التَّكْملَة.

  وفي الأساس: جاءَ ببَناتِ غَيْرٍ، أَي بأَكاذيبَ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:

  إِذا ما جِئْتَ جاءَ بَنَاتُ غَيْرٍ ... وإِنْ وَلَّيْتَ أَسْرَعْن الذَّهَابَا

  والغِيَارُ، بالكسْرِ: البِدَالُ، مصدرُ غايَر السِّلْعَةَ، قال الأَعْشَى:

  فلا تَحْسَبُنِّي لَكُمْ كافِراً ... ولا تَحْسَبُنِّي أُرِيدُ الغِيَارَا

  والغِيَارُ أَيضاً: عَلَامَةُ أَهلِ الذِّمَّةِ، كالزُّنّارِ للمَجُوسِ ونَحْوِه وقيل: هو عَلَامَةُ اليهُود.

  وغَيْرَةُ، بالفَتْحِ: فَرَسُ الحارِث بنِ يَزِيدَ الهَمْدانيِّ؛ نقَلَه الصاغانيّ.

  وغِيَرَةُ كعِنبَة: اسمُ، وهو أَبو قَبيلَة.

  * ومّما يُسْتَدْرَك عليه:

  المُغَيِّر: الَّذي يُغَيِّرُ على بَعيَرِه أَدَاتَه لِيُخَفِّف عَنْهُ ويُرِيحَهُ.

  قال الأَعشى:

  واسْتُحِثَّ المُغَيِّرُونَ من القَوْ ... مِ وكانَ النِّطَافُ ما في العَزَالِي

  وقال ابنُ الأَعرابيّ: يُقَال: غَيَّرَ فلانٌ عن بَعِيرِه، إِذا حَطَّ عنه رَحْلَهُ وأَصْلح منْ شَأْنه. ويقال: تَرَكَ⁣(⁣١) القَوْمَ يُغَيِّرون، أَي يُصْلحُون الرِّحَالَ. قال الشاعر:

  جِدِّي فما أَنْتِ بأَرْضِ تَغْيِيرْ ... واعْتَرِفِي لدَلَجٍ وتَهْجِيرْ

  وتغَايَرَت الأَشْيَاءُ: اخْتَلَفَتْ.

  وتَغْيِيرُ الشَّيْبِ: نَتْفُه.

  وفلانٌ لا يَتَغَيَّر على أَهْلِه، أَي لا يَغَارُ.

  وتقولُ العَرَبُ: أَغْيَرُ من الحُمَّى: أَي أَنّهَا تُلازِمُ المَحْمُومَ مُلازَمَةَ الغَيُورِ لبَعْلِها.

  ورَجُلٌ غَيّارٌ، وامرأَةٌ غَيّارَةٌ: كثيرةُ الغَيْرَةِ والأَنَفَة. وغِيرَةُ بنُ سَعْدِ بنِ لَيْثِ بنِ بَكْر، جَدُّ بَنى البُكَيْرِ البَدْرِيِّين.

  وغِيرَةُ أَيضاً: جَدٌّ لواثِلَةَ بنِ الأَسْقعِ.

  وفي ثَقِيفٍ غِيَرَةُ بنُ عَوْفِ بن ثَقِيف.

فصل الفاءِ مع الراءِ

  [فأر]: الفَأْرُ، م، معروفٌ، وهو مهموزٌ ج فِئْرانٌ، بالكَسْر، وفِئَرَةٌ كعِنَبَةٍ.

  والفُؤَرُ⁣(⁣٢) كصُرَدِ للذَّكَر، عن ابن الأَعرابيّ، قال عُكّاشَةُ بن أَبي مَسْعَدَةَ السَّعْديّ:

  كَأَنّ حَجْمَ حَجَرٍ إِلى حَجَرْ ... نِيطَ بَمْتَنْيهِ من الفَأْرِ الفُؤَرْ

  وقيل: هو كقَوْلِهم: لَيْلٌ لائِلٌ، ويَوْمٌ أَيْوَمُ، والفَأْرَةُ لَهُ وللأُنْثَى، كما قالُوا للذَّكَرِ والأُنْثَى من الحَمامِ: حَمَامَةٌ.

  والفَأْرَةُ مَهْمُوزَةٌ، وقد يُتْرَك هَمْزُهَا تَخْفِيفاً. وعَقِيلٌ تَهْمِزُ الفَأْرَةَ والجُؤْنَةَ والمُؤْسَى والحُؤْت.

  والفَأْرَةُ، بهَمْزٍ وبغَيْرِ هَمْزِ: ريحٌ يكونُ في رُسْغ البَعِير، وفي المحكم: في رُسْغ الدَّابَّة تَنْفَسُّ، بتشديد الشّين، إذا مُسِحَتْ، وتَجْتَمع إِذا تُرِكَت، كالفُؤْرَة، بالضَّمّ، يُهْمَزُ ولا يُهْمَز.

  والفَأْرَةُ: شَجَرَةٌ، يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ.

  والفَأْرة: نافِجَةُ المِسْكِ، وبِلا هاءٍ: المِسْكُ، رُبَّمَا سُمِّيَ به لأَنّه من الفَأْرِ يَكُونُ، في قولِ بَعْضِهم. أَو الصَّوابُ إِيرادُ فَأْرَةِ المِسْكِ في «ف ور» لفَوَرانِ رائحَتِهَا وانْتِشَارِهَا، أَوْ يَجُوز هَمْزُهَا لأَنَّهَا على هَيْئَة الفَأْرَة، قال الجاحظ: سأَلْتُ رجُلاً عَطّاراً من المُعْتَزلَة عن فَأْرَةِ المِسْك، فقال: ليْسَ بالفَأْرَة، وهو بالخِشْفِ أَشْبَهُ. ثم قال: فَأْرَةُ المِسْكِ تكونُ بناحيَةِ تُبَّتَ، يَصِيدُهَا الصَّيّاد، فيَعْصِبُ سُرَّتَها بعِصَابٍ شديدٍ، وسُرَّتُهَا مُدَلّاة فيَجْتَمِع فيها دَمُها، ثم تُذْبَح. فإِذا سَكَنَتْ قَوَّرَ السُّرَّةَ المُعَصَّبة⁣(⁣٣)، ثم دَفَنَهَا في


(١) في اللسان: نزل القوم.

(٢) في اللسان: «الفُؤْرُور» ونبه بهامشه إلى عبارة القاموس وشارحه.

(٣) في اللسان: المعَصَّرة.