تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قرط]:

صفحة 372 - الجزء 10

  وهو قَحْطَانِيٌّ، على القِيَاسِ، وأَقْحاطِيٌّ، على غَيْرِ قِيَاسٍ، نَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ، وفي اللِّسَانِ: وكِلاهُمَا عربيٌّ فصيحٌ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: المِقْحَطُ، كمِنْبَرٍ: فَرَسٌ لا يَكَاد يَعْيا جَرْياً، وأَنْشَدَ:

  يُعَاوِدُ الشَدَّ مِعَنَّا مِقْحَطَا

  ومن المَجَازِ: أَقْحَطَ الرَّجُلُ، إِذا جَامَعَ ولم يُنْزِلْ، ومنه الحَدِيثُ: «مَنْ جامَعَ فأَقْحَطَ فلا غُسْلَ عليه» ومَعْنَاه أَنْ يَنْتَشِرَ فيُولِجَ ثم يَفْتُرَ ذَكَرُهُ قبلَ أَنْ يُنْزِلَ، وهو من أَقْحَطَ النّاسُ، إِذا لم يُمْطَرُوا، والإِقْحاطُ: مثلُ الإِكْسالِ، وكان هذا في صَدْرِ الإِسْلامِ، ثم نُسِخَ بقَوْلِه : «إِذا قَعَدَ بين شُعَبِهَا الأَرْبَعِ، ومَسَّ الخِتَانُ الخِتَانَ فقد وَجَبَ الغُسْلُ».

  وأَقْحَطَ القَوْمُ، أَي أَصابَهُمُ القَحْطُ، كما في الصّحاحِ، أَي إِذا لم يُمْطَرُوا.

  وأَقْحَطَ الله تعالَى الأَرْضَ، أَي أَصَابَهَا بِهِ. نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  أَرضٌ مَقْحُوطَةٌ: لم يُصِبْهَا المَطَرُ، وقد قُحِطَتْ، بالضَّمِّ.

  والقَحْطُ في كُلِّ شيْءٍ: قِلّةُ خَيْرِه. نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.

  وقَحْطاً له، مثلُ سُحْقاً وبُعْداً، منصوبٌ على المَصْدَرِ، وهو دُعَاءٌ بالجَدْبِ، مُسْتَعَارٌ لانْقِطَاع الخَيْر عنهُ، وجَذْبِه من الأَعْمالِ الصّالِحَةِ.

  وقولُ رُؤْبَةَ:

  دَانَتْ له والسُّخْطُ للسَّخَّاطِ ... نِزَارُها ويامِنُ الأَقْحَاطِ

  يُرِيد بَنِي قَحْطَانَ، كما في العُبابِ.

  وعامٌ مُقْحِطٌ: ذو قَحْطٍ، قال ابنُ هَرْمَةَ:

  ودَوادِياً وأَوَارِياً لَمْ يَعْفُهَا ... ما مَرَّ من مَطَرٍ وعامٍ مُقْحِطِ

  وقَحَطَ المَنِيَّ عن الثَّوْبِ: حَتَّه. عامِّيَّة.

  وقاحِطٌ ومُقْحِط: أَخَوَانِ لقَحْطانَ، فِيمَا رَوَاهُ ابنُ مُنَبِّه.

  قلتُ: وأَخوهم الرّابعُ فالَغُ⁣(⁣١) هو أَبو قُرَيْشٍ.

  وأَقْحَطَ الرَّجُلُ: صارَ في القَحْطِ، نقله ابنُ القَطّاع.

  [قرط]: القِرْطُ، بالكَسْرِ: نوعٌ من الكُرّاثِ يُعرَفُ بكُرّاثِ المائِدَةِ سُمِّيَ به لأَنَّهُ يُقَرَّطُ تَقْرِيطاً، أَي يُقَطَّعُ.

  والقُرْطُ، بالضَّمِّ: نَبَاتٌ كالرَّطْبَةِ إِلاّ أَنَّه أَجَلُّ مِنْها وأَعْظَمُ وَرَقاً، تَعْتَلِفُهُ الدَّوابُّ، نَقَلَه أَبو حَنِيفَةَ. قال: فارِسِيَّتُه الشَّبْذَرُ، كجَعْفَرٍ.

  والقُرْطُ⁣(⁣٢): سيفُ عَبْدِ الله بنِ الحَجّاجِ الثَّعْلَبِيِّ، وهو القائِلُ فيهِ:

  تَقُولُ والسَّيْفُ في أَضْرَاسِها نَشِبٌ ... هذَا لَعَمْرُكَ مَوْتٌ غَيْرُ طَاعُونِ

  فما ذَمَمْتُ أَخِي قُرْطاً فأُبْعِطَهُ ... وما نَبَا نَبْوةً يوماً فيُخْزِينِي

  والقُرْطُ: شُعْلَةُ النَّارِ كما في المُحْكَمِ.

  والقُرْطُ: زُبَيْبُ الصَّبِيِّ، عن ابْنِ عَبّادٍ، ونَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ، وقال: وهو مَجَازٌ.

  والقُرْطُ: الضَّرْعُ، هكَذَا في أُصُولِ القَامُوسِ بالضّادِ المُعْجَمَةِ، والَّذِي نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَانِ عن كُرَاعٍ: القُرْطُ: الصَّرْعُ بالصّادِ المُهْمَلَةِ، ويُؤَيِّدُه قولُ ابْنِ دُرَيْدٍ: القُرْط: الصَّرْعُ على القَفَا.

  والقُرْطُ: الشَّنْفُ، وقيل: والشَّنْفُ في أَعْلَى الأُذُن، والقُرْطُ في أَسْفَلِهَا، أَو هو المُعَلَّقُ في شَحْمَةِ الأُذُنِ، كما في الصّحاحِ، سَوَاء دُرَّةً، أَو تُومَةً⁣(⁣٣) من فِضَّةٍ، أَو مِعْلَاقاً من ذَهَبٍ، وفي الحَدِيثِ: «ما يَمْنَعُ إِحداكُنَّ أَنْ تَصْنَع قُرْطَيْنِ من فِضَّةٍ».

  ج: أَقْرَاطٌ، كقُفْلٍ وأَقْفَالٍ، قال رُؤْبَةُ:

  كأَنَّ بينَ العِقْدِ والأَقْرَاطِ ... سالِفَةً من جِيدِ رِيمٍ عاطِ


(١) في سفر التكوين: «فالحج» ويفهم من عبارة ابن حزم ص ٤٦٢ أن فالغ بن عابر من أجداد ابراهيم #.

(٢) في التكملة: ذو القُرْط.

(٣) عن التهذيب واللسان وبالأصل «ثومة»،