تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سرقسط]:

صفحة 280 - الجزء 10

  خَالِصَةً، وكذلِكَ رَوَاهُ الكِسَائيُّ عن حَمْزَةَ «الزِّراط» بالزَّاي، كما تَقَدَّم في مَوْضِعِه. وما ذَكَرَه من التَّحَامُلِ على الأَصْمَعِيِّ فلا يُلْتَفَت إِليه مع مُوَافَقَتِه لحَمْزَةَ. وأَبِي عَمْرٍو في إِحْدَى رِوَايَتَيِه، فتأَمَّل.

  والسّرطْرَاطُ، بكَسْرَتَيْن، وبِفَتْحَتَيْن، كلِاهُمَا عن اللَّيْثِ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الأَوَّل وكزُبَيْرِ، هكَذَا في الأُصُولِ، والصَّواب: كقُبَّيْط: الفالُوذَجُ⁣(⁣١)، شامِيّةٌ، أَو الخَبِيصُ، وقد تَقَدَّم التَّعْرِيفُ به. قال الأَزْهَرِيُّ: أَمّا السِّرِطْراطُ بالكَسْرِ، فهي لُغَةٌ جَيِّدةٌ لها نَظائِرُ، مثل جِلِبْلابٍ وسِجِلاّطٍ. وأَمّا [سَرَطْرَاط] بالفَتْحِ، فلا أَعْرِفُ له نَظِيراً. وهو فعلْعالٌ من السَّرْطِ الَّذِي هو البَلْعُ. وقيل للفالُوذَج⁣(⁣٢): سِرِطْرَاطٌ، فكُرِّرت فيه الرّاءُ والطّاءُ تَبْلِيغاً في وَصْفِه، واسْتِلْذَاذَ آكِلِه إِيَّاه إِذا سَرِطَه وأَساغَه في حَلْقِه.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: السُّرَيْطَاءُ، كالرُّتَيْلاءِ: حَسَاءٌ كالحَرِيرَةِ ونَحْوِها، هكَذا هُوَ في النَّسَخِ الحَرِيرَةِ بالحاءِ المهملة والراءِ، والصِّوابُ: الخَزِيرَة، كما هو نصّ الجَمْهرة⁣(⁣٣). وفي اللِّسَان: هي السُّرَّيْطَى، أَي كسُمَّيْهَى: شِبْهُ الخَزِيرَةِ.

  ورَجُلٌ سُرَطَةٌ، كهُمَزَةٍ: سَرِيعُ الاسْتِراطِ، نَقَلَه ابنُ عَبَّادٍ.

  * ومّما يُستدرك عليه:

  السِّرْوَطُ، كدِرْهَمٍ: الذِي يَسْتَرِط كُلَّ شَيْءٍ يَبْتَلعُه.

  ورجُلٌ مِسْرَطٌ وسَرّاطٌ كمِنْبَرٍ وكَتّانٍ، أَي سَرِيعُ الأَكْل، وكذلِكَ سَرَطْرَطٌ، كحَزَنْبَلٍ، وهذِه عن ابْنِ عَبّادٍ.

  والسَّرَطَانُ، مُحَرَّكةً: البَلِيغُ المُتَكَلِّمُ.

  ويُقَال: السَّرَطانُ: هو داءُ الفِيلِ.

  ومن المَجَازِ: هُوَ فِي دِينِه على سِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.

  [سرقسط]: سَرَقُسْطَةُ، بفتحِ السِّينِ والرّاءِ وضَمّ القافِ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ، وقال الصّاغانِيُّ: د، بالأَنْدَلُسِ تَتَّصِلُ أَعمالُهَا بأَعْمَال تُطِيلَةَ⁣(⁣٤)، كما في العُبَابِ.

  وقال شَيْخُنَا: وهي من أَعْجَبِ بِلادِ الأَنْدَلُسِ وأَكْبَرِهَا وأَكْثَرِهَا فَوَاكِهَ، ولها أَعمالٌ كثيرَةٌ: مُدُنٌ وقُرًى وحُصُونٌ مسافةَ أَرْبَعِينَ مِيلاً، ولا يَدْخُلُها عقربٌ ولا حيَّةٌ إِلاَّ ماتَتْ، ولا يُسَوِّسُ فِيها شيءٌ من الطَّعَامِ والأَخْشَابِ والثِّيَابَ، نَقَل ذلِكَ الشّهَابُ المَقَّرِيُّ في نَفْحِ الطِّيبِ. وقد خَرَجَ منها أَعْلامٌ كالسَّرَقُسْطِيِّ صاحِبِ الأَفْعَالِ. وغيرُ واحِدٍ، وأَبو الطّاهِرِ مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ السَّرَقُسْطِيُّ صاحِبُ المَقَامَات التَّمِيمِيَّةِ اللُّزُومِيّة، وهي خَمْسُون مَقَامَةً.

  وسَرَقُسْطَةُ أَيضاً: د، بنَواحِي خُوارَزْمَ، عن العِمْرَانيّ الخُوارَزْمِيِّ، كما في العُبَابِ. قلتُ: ولعَلَّ هذا الأَخِيرَ سَراي قُسْطَة بإِضافَةِ السَّراي إِلى قسْطَةُ. وقُسْطَةُ: اسمُ رَجُلٍ نُسِبَ إِليه السَّرَايُ، فتَأَمَّلْ.

  [سرمط]: تَسَرْمَطَ الشَّعرُ: قَلَّ وخَفَّ، عن ابْنِ دُرَيْدٍ.

  والسَّرَوْمَطُ، كصَنَوْبَرٍ: الجَمَلُ الطَّوِيلُ، عن اللَّيْث، وأَنْشَدَ:

  أَعْيَسَ سامٍ سَرْطَم سَرَوْمَط

  كالسَّرْمَطِ والسُّرَامِطِ، كجَعْفَرٍ وعُلابِطٍ والمُسَرْمَطِ، كمُدَحْرَجٍ، والسَّرْمَطِيطِ، كلُّ ذلِكَ عن ابْنِ دُرَيْدٍ، ويروَى:

  بِكُلّ سَامٍ سَرْمَطٍ سَرَوْمَطِ

  وقيل: السَّرَوْمَطُ وما بعدَه كلُّه: الطّوِيلُ من كُلِّ شيْءٍ.

  وقال الجَوْهَرِيُّ: السَّرَوْمَطُ: الطويلُ من الإِبِل وغَيْرِهَا، وأَنْشَدَ لِلَبِيدٍ يَصِف زِقَّ خَمْرٍ اشْتُرِيَ جُزَافاً:

  بمُجْتَزَفٍ⁣(⁣٥) جَوْنٍ كأَنَّ خِفَاءَه ... قَرَا حَبَشِيٍّ بالسَّرَوْمَطِ مُحْقَبِ

  وقِيلَ: السَّرَوْمَطُ في البَيْتِ: جِلْدُ ضَائِنَةٍ يُجْعَلُ فيه زِقُّ الخَمْرِ، وقِيلَ: هي جِلدُ ظَبْيَةٍ لُفَّ فيه زِقُّ الخَمْرِ. وفي المُحْكَمِ: وِعَاءٌ يكونُ فيه زِقُّ الخَمْرِ ونَحوُه.

  وقيل: كُلُّ خِفَاءٍ يُلَفُّ فيه شَيْءٌ فهو سَرَوْمَطٌ له.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  السَّرَوْمَطُ: اسم جَبَلٍ، وبه فُسّر بيتُ لَبِيد.


(١) في القاموس: «الفالوذ» والأصل كالتهذيب عن الليث.

(٢) الذي في التهذيب هنا: وقيل للفالوذ.

(٣) الذي في الجمهرة ٢/ ٣٣٠ «الحريرة» كالأصل وعلى هامشها عن نسخة أخرى «الخزيرة».

(٤) عن معجم البلدان وبالأصل «قطيلة».

(٥) اللسان: ومجتزف.