تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طيح]:

صفحة 147 - الجزء 4

  وتَطوَّحَ، إِذا ذَهَبَ وجَاءَ في الهواءِ، قال ذو الرُّمَّة يَصف رَجُلاً على البعير في النَّومِ يَتَطوَّح، أَي يَجِيء ويَذهَبُ في الهوَاءِ:

  ونَشْوَانَ مِن كأْسِ النُّعَاسِ كأَنَّه

  بحَبْلَيْنِ في مَشْطُونَةٍ يَتَطوَّحُ⁣(⁣١)

  وطَوَّحَ بثَوْبه: رَمَى به في مَهْلَكةٍ. وطَيَّحَ به، مثله. وقال الفرّاءُ: يقال: طَيَّحْتُه وطَوَّحْتُه، وتَضوَّعَ رِيحُه وتَضيَّعَ، والمَيَاثِق والمَوَاثِق.

  وطَوَّحَ الشَّيْءَ وطَيَّحَه: [ضَيَّعَه]⁣(⁣٢) وتَطَاوَحُوه بالأَمْرِ وبالضَّربِ: تَنازَعوه.

  والدَّلْوُ تَطَوَّحَ في البِئر: سَقَطَ.

  [طيح]: الطَّيْحُ: خشَبَةُ الفَدّانِ التي في أَصْله.

  وعن أَبي سعيد: أَصابتْهم طَيْحةٌ، أَي أُمورٌ فَرَّقَتْ بينهم. وكان ذلك في زَمنِ الطَّيْحةِ. وطوَّحَتْهم طَيْحاتُ: أَهْلَكَتْهم خُطوبٌ. وذَهَبَتْ أَمْوالُهم طَيْحَاتٍ، أَي متفرِّقةً بعيدةً.

  وطَيَّحَ بثَوْبِه: رَمَى به في مَضِيعَةٍ أَي مَهْلَكة، لغة في طَوحَ، وقد تقدّم. وطَيّحَ فلاناً: تَوَّهَه كطَوَّحَه. وطَيَّحَ الشَّيْءَ: ضَيَّعه، كطَوَّحَه، لغتانِ.

  وعن ابن الأَعرابيّ: أَطاحَ مالَه وطوَّحَه: أَهْلَكَه، واويّةٌ يائيّةٌ. قال سيبويه في طاح يَطِيح: إِنه فَعِلَ يَفْعِل⁣(⁣٣) لأَن فَعَل يَفْعِل لا يكون في بَناتِ الواو كراهِيَةَ الالْتباسِ ببَناتِ الياءِ، كما أَن فَعَل يَفْعُل لا يكون في بَنات الياءِ كَراهِيَةُ الالْتباس ببَناتِ الواوِ أَيضاً؛ فلما كان ذلك عَدَماً البَتَّةَ، ووجَدُوا فعِل يَفْعِل في الصّحيح كحسِب يحْسِبُ وأَخواتها، وفي المعتلّ كَولِيَ يَلِي وأَخواته، حَملُوا طاحَ يطِيح على ذلك. وله نظائرُ، كتَاهَ يَتِيه، ومَاهَ يَمِيه، وهذا كلّه فيمن لم يَقُلْ إِلّا طَوَّحَه وتَوَّهَه، وماهَتِ الرَّكِيَّةُ موْهاً. وأَمّا مَن قال: طَيَّحَه وتَيَّهَه وماهَتِ الرَّكِيَّةُ مَيْهاً، فقد كُفِينا القولَ في لُغته، لأَن طاحَ يَطِيح وأَخواته على هذه اللُّغةِ من بناتِ الياءِ، كباعَ يَبِيع ونحْوها؛ كذا في اللسان.

  والمُطَيَّح، كمُعظَّم: الفاسِدُ. قلْت: وقد تقدّم⁣(⁣٤) في «طبح» بالموحّدة، فهو تكرارٌ أَو تصحيف.

  * ومما يستدرك عليه:

  طاحَ به فَرسُه: إِذا مَضَى يَطِيح طَيْحاً [وذلك]⁣(⁣٥) كذَهَابِ السَّهْم بسُرْعَةٍ. يقال: أَينَ طُيِّح بك؟: أَي أَين ذُهِبَ بك.

  قال الجعديّ يَذكُر فَرساً:

  يَطِيحُ بالفَارِسِ المُدجَّجِ ذي الْ

  قَوْنَسِ حتّى يَغِيبَ في القَتَمِ⁣(⁣٦)

  و «كَفًّا طَائِحَة»: أَي طائرةً من مِعْصَمها: جاءَ ذلك في حديث أَبي هُريرةَ في اليَرْموك.

  وما كانت إِلا مَزْحَة طاحَ⁣(⁣٧) بها لِساني، أَي ذَهبَ بها.


(١) ديوانه / ٨٧ والرواية فيه:

بحبلين في مشطونة يترجح

وفي الهامش: رواية أخرى: يتطوح.

(٢) زيادة عن اللسان.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله فعل يفعل أَي بكسر العين في الماضي والمضارع، وقوله: كما أن فعل يفعل أَي من باب نصر، وقوله: ووجدوا فعل يفعل أَي بكسر العين في الماضي والمضارع.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وقدم تقدم الخ هذا سهو، فإِنه لم يتقدم، وعبارة المتن هناك: المطبح كمعظم «السمين. اه. ولم يذكر في هذه المادة غيره».

(٥) زيادة عن التهذيب. وفي الأساس: مضى مضي السهم.

(٦) أراد القتام وهو الغبار.

(٧) وتمامه كما في النهاية (طوح): فما رئي موطن أكثر قحفاً ساقطاً وكفّاً طائحة.» ونبه بهامش المطبوعة المصرية إِلى رواية اللسان للحديث، وروايته كالنهاية.