تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ضبعط]:

صفحة 322 - الجزء 10

  سَعْدٍ وذلِكَ أَنَّه سَقَى إِبلَهٌ يَوْماً وقد أَنْزَلَ أَخاهٌ في الرَّكِيَّة للمَيْح فازْدَحَمَتِ الإِبِلٌ فهَوَتْ بَكْرَةٌ منها في البِئْرِ، فأَخَذَ بذَنَبِهَا، وصاحَ به أَخوه: يا أَخِي المَوْتَ، قال: ذلِكَ إِلى ذَنَبِ البَكْرَةِ، يريدُ أَنَّه إِنْ انْقَطَعَ ذَنَبُهَا وَقَعَتْ. ثمّ اجْتَذَ بَهَا فأخْرَجَهَا قال الصّاغَانِيّ: هذه رِوَايَةُ حَمْزَةَ وأَبِي النَّدَى، وقال المُنْذِرِيُّ: هو عَابِسَةُ، من العُبُوسِ. ولم يَذْكُرْ عائِشَةَ بنَ عَثْمٍ ابنُ الكَلْبِيِّ في جَمْهَرَةِ نَسَبِ عَبْشَمْسِ بن سَعْدِ بن زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمٍ. قلتُ: وراجعتُ في أَنْسَاب أَبي عُبَيْدٍ فلم يَذْكُرْه في بَنِي عَبْشَمْسٍ أَيضاً.

  ومن المَجازِ: ضُبِطَت الأَرْضُ، بالضَّمِّ، إِذا مُطِرَتْ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ. وفي الأَسَاسِ: بَلَدٌ مَضْبُوطٌ مَطَراً، أَي معمومٌ بالمَطَرِ. وفي العُبَابِ: أَرضٌ مَضْبُوطَةٌ: عَمَّها المَطرُ.

  والأَضْبَطُ: الأَسَدُ يَعْمَلُ بيَسَارِه كعَمَلِهِ بيَمِينِه، قالتْ⁣(⁣١) مؤبِّنَةُ رَوْحِ بنِ زِنْبَاعٍ في نَوْحِهَا. وفِي العُبَاب: قال الأَصْمَعِيُّ: أَخْبَرَني من حَضَرَ جِنَازَةَ رَوْحِ بنِ حَاتمٍ وبَاكِيَةٌ تقولُ:

  أَسَدٌ أَضْبَطُ يَمْشِي ... بَيْنَ طَرْفاءٍ وغِيلِ

  لُبْسُه من نَسْجِ دَاوُو ... دَ كضَحْضَاحِ المَسِيلِ

  وقَال الكُمَيْتُ:

  هُوَ الأَضْبَطُ الهَوّاسُ فِينَا شَجَاعَةً ... وفِيمَنْ يُعَادِيهِ الهِجَفُّ المُثَقَّلُ

  وقِيلَ: إِنَّمَا وُصِفَ الأَسَدُ بذلِك لأَنَّه يَأْخُذُ الفَرِيسَة أَخذاً شَدِيداً، ويَضْبُطَهَا فلا تَكَادُ تُفْلِتُ منه، كالضّابِط، وُصِفَ به لما تَقَدَّم.

  والأَضْبَطُ بنُ قُرَيْع بن عَوف بنِ كَعْب بنِ سَعد بنِ زيد مَنَاةَ بن تَمِيمٍ: شَاعِرَ، م، مَعْرُوفٌ مَشْهُورٌ. وبَنُو تَميمٍ يَزْعَمُونَ أَنَّهُ أَوَّلُ من رَأَس فِيهم. قلتُ: وهو أَخُو جعْفَرٍ أَنْفِ النّاقَةِ.

  والأَضْبَطُ بنُ كِلَاب بن رَبِيعَةَ، واسمُ الأَضْبَطِ كَعْبٌ.

  وبَنُو الأَضْبَطِ: بَطْنٌ من بَنِي كِلابٍ، هو هذا الأَضْبَط الَّذِي ذَكَره.

  ورَبِيعَةُ بنُ الأَضْبَطِ الأَشْجَعِيُّ كَانَ من الأَشِدّاءِ على الأُسَراءِ، قال ابْنُ هَرْمَةَ يصفُ الوَتِدَ:

  هَزَمَ الوَلَائِدُ رَأْسَهُ فكأَنَّمَا ... يَشْكُو إِسارَ رَبِيعَةَ بنِ الأَضْبَطِ

  والضَّبْطَةُ: لُعْبَةٌ لَهُم، وهي المَسَّةُ أَيضاً، والطَّرِيدةُ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الضَّبْطُ: حَبْسُ الشَّيْءِ وقد ضَبَطَ عَلَيْهِ.

  وضَبِطَ الرَّجُلُ. كفَرِحَ، عن الجَوْهَرِيِّ.

  ولَبُؤَةٌ ضَبْطاءُ، ونَاقَةٌ ضَبْطَاءُ، ومن الأَوَّلِ قولُ الجُمَيحِ الأَسَدِيِّ:

  أَمّا إِذا أحَرَدَتْ⁣(⁣٢) حَرْدَى فمُجْرِيَةٌ ... ضَبْطاءُ تَمْنَعُ غِيلاً غَيْرَ مَقْرُوبِ

  أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ هكَذا، وشَبَّه المَرْأَةَ باللَّبُؤَةِ الضَّبْطَاءِ نَزَقاً وخِفَّةً. ومن الثّانِي قولُ مَعْنِ بنِ أَوْسٍ يَصف ناقَةً:

  عُذَافِرَة ضَبْطَاء تَخْدِي كَأَنَّهَا ... فَنِيقٌ غَدَا يَحْمِي السَّوَامَ السَّوَارِحَا

  وضَبَطَه وَجَعٌ: أَخَذَه، وهو مجَازٌ.

  وبَعِيرٌ ضَابِطٌ: قَوِيٌّ على العَمَلِ، وكذلِكَ رَجُلٌ ضابِطٌ للأُمُورِ، وهو مَجَازُ.

  وفُلانٌ لا يَضْبُطُ عَمَلَه، أَي لا يَقُومُ بما فُوِّضَ إِليه، وهو مَجَازٌ.

  وهو لا يَضْبُط قِرَاءَتَه، أَي لا يُحْسِنُهَا، وهو مجَازٌ.

  وكذلِكَ: كِتَابٌ مَضْبُوطٌ، إِذا أُصْلِحَ خَلَلُه.

  والضّابِطَةُ: المَاسِكَةُ. والقَاعِدةُ، جَمْعُه ضَوَابِطُ.

  ورَجُلٌ ضَبّاطٌ للأُمُورِ: كَثِيرُ الحفْظِ لهَا. ومن أَمثالِهِم: «هو أَضْبَطُ مِنَ الأَعْمَى».

  [ضبعط]: الضِّبَعْطَى، كحَبَنْطَى، والعْينُ مُهْمَلَة، أَهْملَه


(١) عن اللسان وبالأصل «قال».

(٢) في المطبوعة الكويتية: إذا حردت، وفي اللسان «تكن غيلا» وفي التهذيب: «تقرب غيلا» بدل «تمنع غيلا».