تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شطس]:

صفحة 327 - الجزء 8

  والشَّسُّ: لغةٌ في الشَّثّ⁣(⁣١) بالمُثَلَّثَةِ، للنَّباتِ المَعْروفِ المتقدِّم ذِكرُه.

  والشّاسُّ: الناحِلُ الضَّعِيفُ من الرِّجالِ.

  وقد شَسَّ المَكَانُ شُسُوساً، بالضّمِّ، إِذ يَبِسَ، وكذلك شَزَّ يَشِزّ شَزِيزاً، وقد تقدَّم.

  [شطس]: الشَّطْسُ. أَهمله الجَوْهَرِيُّ، وقال اللَّيْثُ: هو الدَّهَاءُ والعِلْمُ بِهِ وليس في نَصِّه لفظُ «به»، وفي التهذيب: الدَّهَاءُ والغِلُّ، وفي المُحْكَم: الدَّهاءُ والفِطْنَةُ. والشُّطَسِيُّ كجُمَحِيٍّ: الرجلُ المُنْكَرُ [المارِد]⁣(⁣٢) الداهِيَةُ، ذو أَشْطَاسٍ.

  قَال رُؤْبَة:

  يا أَيُّهَا السَّائِلُ عَنْ نُحَاسِي ... عَنِّي ولَمَّا يَبْلُغُوا أَشْطَاسِي

  ورَوَى أَبو تُرَابٍ عن عَرَّامٍ: شَطَسَ فُلانٌ في الأَرْضِ وشَطَفَ، إِذا ذَهَبَ، وفي اللسَان والتَّكْمِلَة: دَخَل فيها إِمّا راسِخاً وإِمَّا وَاغلاً، وأَنشد:

  تُشَبُّ لعَيْنَيْ وَامِقٍ شَطَسَتْ بِهِ ... نَوًى غَرْبَةٌ وَصْلَ الأَحِبَّةِ تَقْطَعُ

  والشُّطْسَةُ والشُّطْسُ، بضمِّهما: الخِلَافُ، يقال: أَغْنِ عَنِّي شُطْسَتَكَ وشُطْسَك. والشَّطُوسُ، كصَبور: المخَالفُ لمَا أُمِرَ. وقال الأَصْمَعِيُّ: هو الذَّاهِب في نَاحيَةٍ، وهو المخَالِفُ، عن أَبِي عَمْرٍو. قال رُؤْبَةُ:

  والخَصْمَ ذَا الأُبَّهَةِ الشَّطُوسَا ... كَدُّ العِدَا أَخْلَقَ مَرْمَرِيسَا

  * ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه:

  [شقرطس]: شُقْرَاطِسُ⁣(⁣٣): مدينة من أَعمالِ أَقْرِيطِشَ، منها أَبو محَمّدٍ⁣(⁣٤) عبدُ الله بنُ يَحْيَى بنِ عَليّ الشُّقْرَاطِسِيّ، صاحب القَصِيدَةِ المَعْرُوفَة.

  [شكس]: الشَّكْسُ، بالفَتْح: قَبْلَ الهِلَالِ بيومٍ أَو يَوْمَيْنِ، وهو المحَاقُ، نَقَله الصّاغَانِيُّ في العُبَاب، عن أَبِي عَمْرٍو، وأَنشد:

  يَومَ الثّلاثاءِ بيَوْمٍ شَكْس ... وذِكْرُ الفَتْح مُسْتَدْرَكٌ.

  والشَّكُسُ، كنَدُسٍ وكَتِفٍ، الأَخِيرُ عن الفَرَّاءِ، وهو القِيَاسُ: الصَّعْبُ الخُلُقِ العَسِرُهُ في المُبَايَعَةِ وغَيرِهَا، وقال الفَرَّاءُ: رَجُلٌ شَكِسٌ عَكِصٌ، قال الراجِزُ:

  شَكْسٌ عَبُوسٌ عَنْبَسٌ عَذَوَّرُ

  ج شُكْسٌ، بالضّمّ، مِثَال: رَجُلٌ صَدْقٌ، وقَوْمٌ صُدْقٌ، وقد شَكُسَ، ككَرُمَ، وفي التَّهْذِيب: وقَد شَكِسَ، بالكَسْر، يَشْكَسُ شَكَساً وشَكَاسَةً، وقال الفَرَّاءُ: رجُلٌ شَكِسٌ، وهو القِيَاس.

  وإِنه لشَكِسٌ لَكِسٌ، أَي عَسِرٌ.

  ومن المَجَازِ: الشَّكِسُ، ككَتِفٍ: البَخِيلُ، وأَصْلُ الشَّكَاسَةِ: العُسْرُ في المُعَامَلَة، ثمّ سُمِّيَ به البَخِيلُ، نقله الصّاغَانِيُّ.

  وفي قَوْلِه تعالى: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ} مُتَشاكِسُونَ⁣(⁣٥) أَي مُخْتَلِفُون لا يتَّفِقُون. وقيل: مُتَنَازِعُونَ*.

  وتَشَاكَسُوا: تَخَالَفُوا وتَضَادُّوا، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: تَشَاكَسُوا: تَعَاسَرُوا في بَيْعٍ أَو شِرَاءٍ⁣(⁣٦). وشَاكَسَهُ: عَاسَرَهُ.

  * ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:

  شَكَاسَةُ الأَخْلَاقِ: شَرَاسَتُهَا.

  ورَجُلٌ شَكِسٌ، بالكَسْر، كمِشْكَسٍ، كمِنْبَرٍ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ:

  خُلِقْتُ شَكْساً لِأَعادِي مِشْكَسَا

  ومَحَلَّةٌ شَكْسٌ: ضَيقَةٌ، قال عَبْدُ مَنَافٍ الهُذَلِيُّ:

  وأَنا الَّذِي بَيَّتُّكُمْ فِي فِتْيَةٍ ... بِمَحَلَّةٍ شَكْسٍ ولَيْلٍ مُظْلِمِ


(١) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: والشَّسُّ.

(٢) زيادة عن القاموس.

(٣) بالأصل «سقراطس» وصوبها محقق المطبوعة الكويتية «شقراطس» وهو ما أثبتناه.

(٤) عن المطبوعة الكويتية، وبالأصل «أبو عبد الله بن يحيى ... السقراطسي. وبحواشي المطبوعة الكويتية قال: «هي قصيدة لامية في السير والمدائح النبوية أولها:

الحمد لله منا باعث الرُّسُلِ ... هدى بأَحمدَ منا أحمدَ السُّبُلِ»

(٥) سورة الزمر الآية ٢٩.

(٦) في الجمهرة ٣/ ٢٣.

(*) في القاموس: «عَسِرون» بدل «متنازعون».