تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مزج]:

صفحة 486 - الجزء 3

  [مردرسنج]، [مردسنج] المُرْدَارْسَنْجُ، م وهو بضَمّ الميم، وقد تَسقُط الرّاءُ الثّانيةُ تَخفيفاً، وهو مُعرَّب مُرْدارْسَنْك، ومعناه الحَجَرُ الميت⁣(⁣١).

  ومُرْدَاسَنْجَه بإِسقاط الرّاءِ الثّانية: لقبُ جدِّ أَبي بكرٍ محمدِ بنِ المبارَكِ بن محمد السّلاميّ، شيخٌ مُستورٌ، بغداديّ، روى عن أَبي الخطّاب بن البَطِر، وعنه أَبو سعدٍ السَّمْعانيّ.

  [مزج]: المَزْجُ: الخَلْطُ بالشَّيْءِ، مَزَجَ الشَّرَابَ: خَلَطَه بغَيرِه. ومَزَجَ الشَّيْءِ يَمْزُجُه مَزْجاً فامْتَزَجَ: خَلَطَه. ومن المَجاز: المَزْجُ: التَّحْرِيش تقول: مَزَجْتهُ⁣(⁣٢) على صاحِبه:

  إِذا غِظْته وحَرَّشْته عليه؛ كذا في الأَساس.

  والمِزْج بالكسر: اللَّوْزُ المُرُّ، قال ابن دُريد: لا أَدري ما صِحَّتهُ، وقيل: إِنما هو المُنْج، كالمَزيج، كأَميرٍ؛ الأَخير من الأَساس. والمِزْجُ، بالكسر: العَسَلُ، وفي التّهذيب: الشَّهْدُ⁣(⁣٣). قال أَبو ذُؤيب الهُذليّ:

  فجَاءَ بمِزْجٍ لمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَه ... هُوَ الضَّحْكُ إِلّا أَنّه عَمَلُ النَّحْلِ

  قال أَبو حَنيفة: سُمِّيَ مِزْجاً لأَنّه مِزاجُ كُلِّ شَرَابٍ حُلْوٍ طَيِّب به. وسَمَّى أَبو ذُؤيبٍ الماءَ الّذي تُمْزَجُ به الخَمْرُ مِزْجاً، لأَنّ كلَّ واحدٍ من الخَمْرِ والماءِ يُمازِجُ صَاحِبَه، فقال:

  بمِزْجِ مِنَ العَذْبِ عَذْبِ الفُرَاتِ ... يُزَعْزِعُه الرِّيحُ بَعْدَ المَطَرْ

  وغلِطَ الجوهريّ في فَتْحِه فإِنّ أَبا سعيدٍ السُّكَّرِيَّ قَيَّدَه في شَرْحهِ بالكسر عن ابن أَبي طَرَفَة، وعن الأَصمعيّ وغيرهما، وكفَى بهم عُمْدةً، أَو هي لُغَيَّة ذَكرها صاحبُ ديوان الأَدَب في باب «فَعْل» بفتح الفاءِ، وتبعه ابنُ فارس والجَوهريّ. وهكذا وُجدِ بخَطّ الأَزهريّ في التّهذيبِ مضبوطاً.

  ومِزَاجُه عَسَل. مِزَاجُ الشَّرابِ: ما يُمْزَجُ به، وكلُّ نَوعين امتزجَا فكلُّ واحد منهما لصاحبه مِزْجٌ ومِزاجٌ.

  والمِزَاجُ من البَدَنِ: ما رُكِّبَ عليه من الطَّبائع الأَرْبَع: الدَّمِ والمِرَّتَيْن والبَلْغَمِ، وهو عند الحُكماءِ كيْفِيَّة حاصلَة من كَيْفِيَّاتٍ مُتضادَّةٍ وفي الأَساس: يقال: هو صَحيحُ المِزاجِ وفاسِدُه، وهو ما أُسِّسَ عليه البدَنُ من الأَخْلاط.

  وأَمْزِجةُ الناس⁣(⁣٤) مختلفةٌ.

  والنِّساءُ يَلْبَسْنَ المَوْزَجَ: وهو الخُفّ، مُعرَّبُ مُوزَه، ج مَوازجَةٌ مِثالُ الجَوْرَب والجَواربَة، أَلحقوا الهاءَ للعُجْمَة.

  قال ابنُ سيده: وهكذا وُجِدَ أَكْثَرُ هذا الضَّرْب الأَعجميّ مُكَسَّراً بالهاءِ فيما زَعمَ سيبويهِ، وإِن شِئت حَذَفْتها وقلت مَوازِجُ. ومن سَجعات الأَساس: فُلانٌ يَبيع المَوازجَ، ويأْخذُ الطَّوازجَ⁣(⁣٥)».

  والتَّمْزيجُ: الإِعطاءُ، قال ابن شُمَيلٍ: يَسْأَل السائلُ فيُقال: مَزِّجوه، أَي أَعْطوه شيئاً. ومن المجاز: التَّمْزيجُ في السُّنْبُل والعِنَب: أَن يُلَوِّن⁣(⁣٦) من خُضْرَةٍ إِلى صُفْرةِ. وقد مَزَّجَ: اصْفَرَّ بعدَ الخُضْرة؛ ومثلُه في التّهذيب.

  والمِزَاجُ، ككِتَابٍ: ناقةٌ. و: ع شَرْقيَّ المُغِيثَةِ بين القادسيّة والقَرْعاءِ أَو يَمِينَ القَعْقَاع، وفي نسخة: أَو بمَتْنِ القَعْقَاعِ.

  ومازَجَه مُمازَجَةَ. وتَمازَجَا وامْتَزَجَا. ومن المجاز: مازَجَه: فاخَرَه. وقَوْلُ البُرَيق الهُذليّ:

  أَلَمْ تَسْلُ عن لَيلَى وقدْ ذَهبَ الدَّهرُ ... وقد أَوحَشَتْ منها المَوازِجُ والحَضْرُ⁣(⁣٧)

  قال ابنُ سيده: أَظنّ المَوازِج، ع، وكذلك الحَضْرُ.

  قلْت: وهكذا صَرَّحَ به أَبو سعيد السُّكَّريّ في شرحه.

  * وممّا يُستدرَك عليه:

  شَرابٌ مَزْجٌ: أَي مَمْزوج.


(١) عن التكملة، وبالأصل «الحجر الخبيث» وفي تذكرة داود: مرداسنج: معرب عن سنك الفارسي ومعناه الحجر المحرق ويكون من سائر المعادن المطبوخة إلا الحديد بالإحراق. وأجوده الصافي البراق الرزين.

(٢) الأصل والتكملة وفي الأساس: مَزَّجْتُه.

(٣) في اللسان: المَزْح والمِزْج: العسل. وفي الأساس المَزْج: الشهد.

(٤) عن الأساس وبالأصل: النساء.

(٥) في الأساس: الطرازج.

(٦) في القاموس: يُلوَّن بالبناء للمجهول، وما أثبت بالبناء للمعلوم موافقاً لما في اللسان والتكملة والتهذيب. ففيها جميعاً: لَوَّنَ».

(٧) الأصل واللسان، وفي معجم البلدان:

أقفرت منها الموازج فالحضر