تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قمن]:

صفحة 464 - الجزء 18

  في قوْلِ الشاعِرَةِ، فلا وَجْه لإنْكارِ ياقُوت عليه ومن حفظ حجة على من لم يَحْفَظْ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [قمن]: تَقَمَّنَ الشيءَ: أَشْرَفَ عليه ليأْخُذَه؛ نَقَلَهُ ابنُ كَيْسان.

  ونَقَلَ اللّحْيانيُّ: إنَّه لقْمُون⁣(⁣١) أَنْ يَفْعلَ ذلكَ، وإنَّه لمَقْمَنة أَنْ يَفْعلَ ذلكَ، كقَوْلِكَ مَخْلَقة ومَجْدَرَة.

  وهذا الأَمْرُ مَقْمَنةٌ لكَ: أَي مَحْراةٌ.

  وهذا الوَطَنُ لكَ قَمِنٌ: أَي جَدِيرٌ أَن تَسْكنَه.

  وأَقْمِنُ بهذا الأَمْرِ: أَخْلِقْ به.

  وحكَى اللَّحْيانيُّ: ما رأَيْتُ من قَمَنِه وقَمَانَتِه.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: القَمِنُ، ككَتِفٍ: السَّريعُ والقَرِيبُ.

  [قنن]: القَنُّ: تَتَبُّعُ الأَخْبارِ؛ قيلَ: الصَّوابُ فيه القسُّ بالسِّيْن.

  والقَنُّ: التَّفَقُّدُ بالبَصَرِ؛ ومنه القِنْقِنُ والقُناقِنُ للمُهَنْدِسِ.

  والقَنُّ: الضَّرْبُ بالعَصا، قيل: الصَّوابُ فيه القفنُ.

  والقُنُّ، بالضَّمِّ: الجَبَلُ الصَّغيرُ؛ وفي بعضِ النسخِ: الحَبْلُ بالحاءِ المُهْمَلةِ وسكونِ الموحَّدَةِ.

  والقِنُّ، بالكسْرِ: عَبْدٌ مُلِكَ هو وأَبَواهُ للواحِدِ والجَمْعِ والمُؤَنَّثِ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: هذا الأَعْرَفُ، أَو يُجْمَعُ أَقْناناً وأَقِنَّةً، الأَخيرَةُ نادِرَةٌ؛ قالَ جريرٌ:

  إنَّ سَلِيطاً في الخَسَارِ إنَّهْ ... أَبْناءُ قوْمٍ خُلِقُوا أَقِنَّهْ⁣(⁣٢)

  أَو هو الخالِصُ العُبودَةِ بَيِّنُ القُنُونَةِ والقَنانَةِ؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ؛ وعن اللّحْيانيِّ: بَيِّنُ القَنانَةِ أَو القِنَانَةِ. أَو الذي وُلِدَ عنْدَكَ ولا تَسْتَطِيعُ إخْراجَه عَنْكَ؛ عن اللّحْيانيّ.

  وحُكِي عن الأصْمعيِّ: لسْنا بعَبيدِ قِنٍّ ولكنَّا عَبيدُ مَمْلُكة، مُضافَانِ جَمِيعاً.

  وقالَ أَبو طالِبٍ: قوْلُهم عبدٌ قِنٌّ، قالَ الأصْمعيُّ: القِنُّ الذي كانَ أَبُوهُ مَمْلوكاً لمَوالِيه، فإذا لم يكنْ كذلِكَ فهو عبدُ مَمْلَكةٍ، وكأنَّ القِنَّ مأْخُوذٌ من القِنْيَةِ وهي المِلْكُ.

  قالَ الأزْهرِيُّ: ومِثْلُه الضِّحُّ لنُورِ الشمْسِ⁣(⁣٣) وأَصْلُه ضِحْيٌ.

  وقالَ ثَعْلَب: مَنْ مُلِكَ وأَبَواهُ من الفِتْيانِ⁣(⁣٤) وهو الكُمُّ يقولُ: كأَنَّه كُمِّه هو وأَبَواهُ.

  والقِنَّةُ⁣(⁣٥)، بالكسْرِ: قُوَّةٌ من قُوَى الحَبْلِ، أَو يَخُصُّ القُوَّةَ من قُوَى حَبْلِ اللِّيفِ⁣(⁣٦).

  قالَ الأصْمعيُّ: وأَنْشَدَنا أَبو القَعْقاعِ اليَشْكُري:

  يَصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْهاً جَأْبَا ... صَفحَ ذِراعَيْه لعَظْمٍ كَلْبا⁣(⁣٧)

  والجَمْعُ قِنَنٌ.

  وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي مُسْتشْهداً به على القِنَّةِ ضَرْبٍ من الأَدْوِيَةِ.

  والقِنَّةُ: دَواءٌ م مَعْروفٌ فارِسِيَّتُه بيرْزَدْ؛ بكسْرِ الباءِ الفارِسِيَّةِ؛ مُدِرٌّ مُحَلِّلٌ، مفَشِّ للرِّياحِ، نافِعٌ من الإِعْياءِ والكُزَازِ والصَّرْعِ والصُّداعِ والسُّدَدِ⁣(⁣٨) ووَجَعِ السِّنِّ المُتَأكِّلَةِ والأُذُنِ واخْتِنَاقِ الرَّحِمِ تِرْياقٌ للسِّهامِ المَسْمومَةِ ولجميعِ السُّمومِ، ودُخانُه يَطْرُدُ الهَوَامَّ.

  والقُنَّةُ، بالضمِّ: الجَبَلُ الصَّغيرُ.


(١) في اللسان: إنه لمقمون.

(٢) اللسان وعجزه في الصحاح.

(٣) زيد في التهذيب: المشرق على الأرض.

(٤) في التهذيب واللسان: القُنَان.

(٥) على هامش القاموس عن نسخة: بالكسر.

(٦) في القاموس بالنصب، والكسر ظاهر.

(٧) اللسان والتهذيب.

(٨) في القاموس: «والسَّدَرِ» ومثله في تذكرة داود.