تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شتم]:

صفحة 383 - الجزء 16

  وفي حدِيْثِ أُمِّ سلمَةَ: أَنَّها شرِبَت الشُّبْرُمَ فقالَ إنَّه حارٌّ جارٌّ.

  قالَ ابنُ الأَثيرِ: هو حَبٌّ يُشْبِهُ الحِمَّصَ يُطْبَخُ ويُشْرَبُ ماؤُه للتَّداوِي.

  وأَخْرَجَه الزَّمخْشرِيُّ عن أَسْماء بنْت عُمَيْس، ولعلَّه حدِيْثٌ آخَرُ؛ وقالَ عَنْتَرَةُ:

  تَسْعَى حَلائِلُنا إلى جُثْمانِهِ ... بجَنَى الأَراكِ تَفِيئَةً والشُّبْرُمِ⁣(⁣١)

  والشُّبْرُمَةُ، بالضمِّ: السِّنَّوْرَةُ.

  ولو قالَ: وبهاءٍ واحِدَتُه والسِّنَّورَة كان أَلْيق بصنْعَتِه.

  والشُّبْرُمَةُ: ما انْتَثَرَ منَ الحَبْلِ والغَزْلِ كالمُشَبْرَمِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الشُّبْرُمانُ: نَبْتٌ، أَو مَوْضِعٌ؛ وقالَ يَصِفُ حميراً:

  تَرْفَعُ من كل رُقاقٍ قَسْطَلا ... فصَبَّحَتْ من شُبْرُمانَ مَنْهلا

  أَخْضَرَ طَيْساً زَغْرَبيّاً طَيْسلا⁣(⁣٢)

  وشُبْرمَةٌ، بالضمِّ: رجُلٌ مِن الصَّحابَةِ له ذِكْرٌ في نيابَةِ الحَجِّ.

  وسعيدُ بنُ النضرِ بنِ شُبْرمَةَ الحارِثيُّ الكُوفيُّ: محدِّثٌ رَوَى عنه ابْنُه أَبو صهيبٍ النَضْرُ بنُ سعيدٍ.

  [شتم]: شَتَمَهُ يَشْتِمُهُ، بالكسْرِ، ويَشْتُمُهُ، بالضمِّ، شَتْماً ومَشْتَمَةً، كمَرْحَلَةٍ، ومَشْتُمَةً، بضمِ التاءِ، فهو مَشْتومٌ وهي مَشْتومَةٌ وشَتِيمٌ، بغيرِ هاءٍ عن اللّحْيانيّ، سَبَّهُ.

  وقيلَ: الشَّتْمُ قبيحُ الكَلامِ وليسَ فيه قَذْفٌ؛ والاسْمُ: الشَّتِيمَةُ، كسَفينَةٍ.

  قالَ سِيْبَوَيْه في بابِ ما جَرَى به المَثَل:

  كلُّ شيءٍ ولا شَتِيمةُ حُرٍّ

  والمشْتَمَةُ والمشْتُمَةُ: قيلَ مَصْدرَانِ كما يَقْتَضِيه سِياقُه، أَو هُما اسْمَان، وإلى الأَخيرِ مالَ أَبو عُبَيْدٍ وأَنْشَدَ:

  لَيْسَتْ بمَشْتَمةٍ تُعدُّ وعَفْوُها ... عَرَقُ السِّقاءِ على القَعُودِ اللَّاغِبِ⁣(⁣٣)

  يقولُ: هذه الكَلِمَةُ وإن⁣(⁣٤) تُعَدّ شَتْماً فإنَّ العَفْو عنها شَديدٌ.

  وشَاتَما مُشاتَمَةً: سَابَّا. وتَشاتَما: تَسابَّا.

  وفي الصِّحاحِ: الشَّتِيمُ: الكَرِيهُ الوَجْهِ.

  يقالُ: فلانٌ شَتِيمُ المُحَيَّا؛ وقد شَتُمَ، ككَرُمَ، شَتْماً وشَتامَةً؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للمَرَّار الأَسَدِيِّ:

  يُعْطِي الجَزيلَ ولا يُرى في وَجْهِهِ ... لخَلِيلِه مَنٌّ ولا شَتْمُ⁣(⁣٥)

  قالَ: وشاهِدُ شَتامَةً قولُ الآخَر:

  وهَزِئْن مِنِّي أَن رَأَيْنَ مُوَيْهِناً ... تَبْدُو عليه شَتامَةُ المَمْلُوكِ⁣(⁣٦)

  والشَّتِيمُ: الأَسَدُ العابِسُ كالمُشَتَّمِ، كمُعَظَّمٍ، والشَّتَّامَة، كجَبَّانَةٍ، وهو مجازٌ.

  وكزُبَيْرٍ: شُتَيْمُ بنُ ثَعْلَبَةَ بنِ ذُؤَيْبِ بنِ السَّيِّدِ: أَبو قَبيلَةٍ في ضَبَّةَ؛ هكذا قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ في كتاب الاشْتِقاقِ، وقالَ: هو مِن شَتامَةِ⁣(⁣٧) الوَجْهِ؛ أَو الصَّوابُ شُيَيْمٌ بمُثَنَّاتَيْنِ من تَحْتُ، ولكنَّ أَوَّلَه على هذا مَكْسورٌ، وهو قولُ أَئمَّةِ النَّسَبِ مِن غيرِ اخْتِلافٍ، ويقُولونَ: صَحَّفَ ابنُ دُرَيْدٍ.

  وشُتَيْمُ بنُ خُوَيْلِدٍ الفَزارِيُّ: شاعِرٌ.

  قالَ الحافِظُ: اخْتُلِفَ في شُتَيْم الفَزارِيّ الصَّحابيّ أَحَد بَني سهْم بنِ مُرَّةَ والِد سَعِيدٍ فذَكَرَه الأَميرُ بيَاءَيْن تَحْتِيَّتَيْن وأَوَّلُه مَكْسورٌ، وذَكَرَه أَبو الوليدِ الفَرَضِيُّ. بفتْحِ الشِّيْن وكسْرِ المثَنَّاة، كذا نَقَلَه الرّشاطيُّ في بابِ السهمى فالله أَعْلَم انتَهَى.

  قلْتُ: وضَبَطَه الميانجى كضَبْطِ الأَميرِ. وفي سِياقِ المصنِّفِ قُصُورٌ لا يَخْفَى.


(١) ديوانه ط بيروت ص ٢٠٧ واللسان.

(٢) اللسان بدون نسبة وفيه: «في كل زقاق».

(٣) اللسان والتهذيب.

(٤) في اللسان والتهذيب: وإن لم تُعَدّ.

(٥) اللسان.

(٦) اللسان بدون نسبة.

(٧) يعني قبحه.