تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حرض]:

صفحة 32 - الجزء 10

  وحَبَضَ الغُلامُ، إِذا ظُنَّ بِهِ خَيْراً فأَخْلَفَ، فهو حَابِضٌ قال:

  وإِنّا لَقَوّالُونَ لِلْخَصْمِ أَنْصِتُوا ... إِذَا حَبَضَ الكَعْبِيُّ إِلاَّ التَّكَعُّبَا

  يَقُولُ: إِذا لَمْ يَكُنْ عِنْدَه شَيْءُ غير أَنْ يَقُول: أَنا من بَنِي كَعْبٍ.

  وحَبَضَ القَوْمُ يَحْبِضُون حُبُوضاً: نَقَصُوا.

  وقال اللَّيْثُ: القَلْبُ يَحْبِضُ حَبْضاً أَي يَضْرِبُ ضَرْباً شَدِيداً ثمّ يَسْكُنُ، وكَذلِكَ العِرْقُ يَحْبِضُ ثُمَّ يَسْكُنُ.

  والمِحْبَضُ، كمِنْبَرِ: عُودٌ يُشْتَارُ بِهِ العَسَلُ، كما في الصّحاح، أَو يُطْرَدُ به الدَّبْرُ، بفَتْح فسُكون، والجَمْع مَحَابِضُ، قال ابنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ نَحْلاً:

  كَأَنَّ أَصْوَاتَها مِنْ حَيْثُ تَسْمَعُهَا ... صَوْتُ الْمَحَابِضِ يَنْزِعْنَ المَحَارِينَا

  المَحَارِين: مَا تَسَاقَطَ من الدَّبْرِ في العَسَل فمَاتَ فيه.

  وقال الشَّنْفَرَى وأَشْبَعَ الكَسْرَ فوَلَّد ياءً:

  أَو الخَشْرَمُ المَبْثُوثُ حَثْحَثَ دَبْرَهُ ... مَحَابِيضُ أَرْسَاهُنَّ شارٍ مُعَسِّلُ

  أَراد بالشَّارِي الشَّائرَ، فقَلَبَهُ.

  والمِحْبَضُ: الْمِنْدَفُ، نقلَه الجَوْهَرِيّ عن أَبِي الغَوْثِ، والجَمْع أَيْضاً مَحَابِضُ.

  وحَبُّوضَةُ، كسَبُّوحَةٍ: قَرْيَةٌ قَرِيبَةٌ من شِبَام وتَرِيمَ، من أَعمالِ حَضْرَمَوت.

  وحَبِيضٌ، كأَمِير: جَبَلٌ قُرْبَ مَعْدنِ بَنِي سُلَيْمٍ، نقله الصَّاغَانِيّ: قُلتُ: هو يَمْنَةَ الحَاجِّ إِلى مَكَّةَ شَرَّفَهَا الله تَعالَى.

  وأَحبَضَ: سَعَى، عن ابن الأَعْرَابِيّ. وأَحْبَضَ السَّهْمُ ضِدُّ أَصْرَدَ، نقله الجوْهَرِيّ. وفي الأَسَاس: يُقَالُ: أَنْبَضَ فأَحْبَضَ.

  وقال أَبو عَمْرٍو. أَحْبَضَ الرَّكِيَّةُ إِحْبَاضاً: كَدَّهَا فلم يَتْرُكْ فِيهَا مَاءً. قال: والإِحْبَاطُ: أَنْ يَذْهَبَ مَاؤُهَا فلا يَعُودُ كما كَانَ. قال: وسأَلتُ الحُصَيْبِيّ عنه فقال: هُمَا بمَعْنًى واحِدٍ.

  وحَبَّضَ الله تَعَالَى عنه تَحْبِيضاً، أَي سَبَّخَ عنه وخَفَّفَ، كما في العُبَابِ والنَّوادِر.

  * وممّا يُسْتَدْرك عليه:

  حَبَضُ الدَّهْرِ، بالتَّحْرِيك: ضَرَبَانُه، عن اللَّيْث.

  والمَحَابِضُ: أَوْتَارُ العُودِ، عن أَبي عَمْرٍو، وبه فُسِّرَ قَوْلُ ابنِ مُقْبِل:

  فُضْلَى تُنَازِعُهَا المَحَابِضُ رَجْعَهَا ... حَذَّاء لا قَطعٌ ولا مِصْحَالُ⁣(⁣١)

  ورجُلٌ حَابِضٌ وحَبَّاضٌ: مُمْسِكٌ لِمَا في يَدَيْهِ بَخِيلٌ.

  وحَبَضَ لنا بشَيْءٍ، أَيْ أَعْطَانَا.

  [حرض]: الْحَرَضُ، مُحَرَّكَةً: الفَسَادُ يَكُون في البَدَنِ، وفي المَذْهَبِ، وفي العَقْلِ قالَه ابنُ عَرَفَةَ.

  والْحَرَضُ: الرَّجُلُ الفَاسِدُ المَرِيضُ، يُحْدِثُ في ثِيَابِه، وَاحِدُه وَجَمْعُه سَوَاءٌ، كما في الصّحاح، كالحَارِضَةِ، والحَارِضِ، والحَرِضِ، كَكَتِفٍ، يقالُ: إِنَّه حَارِضَةُ قَوْمه، أَي فَاسِدُهم.

  والحَرَضُ: الكَالُّ المُعْيِي، وقِيلَ: هو. المُشْرِفُ عَلَى الهَلَاكِ، كالحَارِضِ. يُقَالُ: رَجُلٌ حَرَضٌ وحَارِضٌ، إِذا أَشْرَفَ على الهَلاكِ. وقِيلَ: الحَارِضَةُ والْحَرَضُ: مَنْ لا خَيْرَ عِنْدَهُ، وهو مَجَاز، ورَوَى الأزْهَرِيُّ عن الأَصْمَعِيّ: رَجُلٌ حَارِضَةٌ: لا خَيْرَ فيه، قال:

  يا رُبَّ بَيْضَاءَ لها زَوْجٌ حَرَضْ ... حَلاَّلَةٍ بَيْنَ عُرَيْقٍ وحَمَضْ⁣(⁣٢)

  أَو هو الَّذِي لا يُرْجَى خَيْرُه ولا يُخَاف شَرُّه، وهو مَجَاز.

  يُقَال للْوَاحِدِ والجَمْع والمُؤَنَّثِ، قالَ الفَرَّاءُ: يُقَال: رَجُلٌ حَرَضٌ، وقَوْم حَرَضٌ، وامْرَأَةُ حَرَضٌ، يَكُون مُوَحَّداً على كُلّ حالٍ، الذَّكَرُ والأُنْثَى والجَمْعُ فيه سَوَاءُ. قال: ومِنَ العَرَبِ مَنْ يَقُولُ: للذَّكَرِ حَارِضٌ والأُنْثَى حَارِضَةٌ.

  ويُثَنّى هُنَا ويُجْمَعُ، لأَنَّهُ خَرَجَ على صُورَةِ فَاعل، وفَاعِلٌ يُجْمَعُ. قال: وأَمَّا الحَرَضُ فتُرِكَ جمْعُهُ لأَنَّهُ مَصْدَرٌ بمَنْزِلَةِ


(١) في التهذيب: بأحذّ لا قطعٍ ولا مصحالٍ.

(٢) حمض وعريق، بالتصغير، مرضعان بين البصرة والبحرين.