تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وهبل]:

صفحة 788 - الجزء 15

  كأَنَّه يَرْفَئِيٌّ باتَ عن غَنَمِ

  مُسْتَوْهِلٌ في سَوادِ الليل مَذْؤُبُ⁣(⁣١)

  ولَقِيتُه أَوَّلَ وَهْلَةٍ، بالفتحِ ويُحَرَّكُ، وأَوَّلَ واهِلَةٍ، كلُّ ذلِكَ أَوَّلَ شيءٍ، قالَهُ الفرَّاءُ. وقيلَ: هو أَوَّل ما تَرَاهُ.

  وتَوَهَّلَهُ: عَرَّضَهُ لأَنْ يَغْلَطَ، ومنه الحَدِيْث: «كيفَ أَنَتَ إذا أَتاكَ مَلَكان فتَوَهَّلاكَ في قَبْرِك؟».

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  وَهِلَ إليه: إذا فَزِعَ إليه.

  والوَهَلُ: الوَهْمُ.

  والوَهْلَةُ: المرَّةُ مِن الفَزَعِ.

  ويقالُ: وَقَعُوا في أَوْهالٍ وأَهْوالٍ.

  [وهبل]: وَهْبيلُ بنُ سَعْدِ بنِ مالِكِ بنِ النَّخَعِ: أَهْمَلَهُ الجوْهَرِيُّ والصَّاغانيُّ. وقالَ ابنُ سِيْدَه: أَبو بَطْنٍ، قالَ: وإِنَّما قُلْنا إِنَّ الواوَ أَصْلٌ وإنْ لم تكنْ في بناتِ الأَرْبعة حَمْلاً له على وَرَنْتَلٍ إذ لا نَعْرِف لوَهْبِيلٍ اشْتِقاقاً كما لا نَعْرِفه لوَرَنْتَل منهم: عَليُّ بنُ مُدْرِكٍ الوَهْبيلِيُّ المُحَدِّثُ، ذَكَرَه ابنُ الأثيرِ.

  ومن بنِي مالِكِ بنِ وَهْبيلٍ سِنانُ بنُ أَنَس قاتِلُ الحُسَيْن، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه ولَعَنَ قاتِلَه.

  ومن بنِي ذُهْلِ بنِ وَهْبيلٍ: شُرَيْك بنُ عبدِ اللهِ القاضِي الفَقِيه.

  ومن بنِي جشمِ بنِ وَهْبيلٍ: حفْصُ بنُ غَيَّاث الكُوفِيّ الفَقِيه، ذَكَرَهم ابنُ الكَلْبي وابنُ أبي حاتِمٍ.

  [ؤول]: الأَوَّلُ: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ والجماعَةُ هنا، وذَكَرُوه في وَأَلَ، وهنا * مَوْضِعُه وقد ذُكِرَ في «وأَل» وحيثُ أَنَّه وافَقَهم فلا معْنَى للاسْتِدْراكِ وكأَنَّه أَشارَ به إلى ما ذَهَبَ إليه بعضُهم مِن أَنَّ أَصْلَه وَوَّل قُلِبَت الواوُ هَمْزَةً وهو أَفْعل لقَوْلِهم: هذا أَوَّلُ منك، لكنَّه لا فعل له إذ ليسَ لهم فِعْل فاؤُه وعَيْنُه واوُ. وما في الشَّافِيَة أَنَّه مِن وول بيان للفِعْل المُقَدَّرِ. وقيلَ أَصْلُه: وَوَّل على فَوْعَل؛ وقيلَ: أَوْأَل مِن وَأَلَ إذا نجا؛ وقيلَ: أَأْوَل مِن آلَ، وقيلَ غيرُ ذلِكَ.

  قالَ النُّحاةُ: أَوائِلُ بالهَمْزِ أَصْلُهُ أَوَاوِلُ لكنَّه⁣(⁣٢) لمَّا اكْتَنَفَتِ الألِفَ واوانِ ووَلِيَت الأخِيرَةُ منهما الطَّرَفَ فَضَعُفَتْ وكانتِ الكَلِمَةُ جَمْعاً، والجَمْعُ مُسْتَثْقَلٌ، قُلِبَتِ الأخيرَةُ منهما هَمْزَةً؛ هذا نَصُّ الأزْهرِيّ في التّهْذِيبِ؛ قالَ: وقد يَقْلِبُونَ فيقولونَ الأَوَالي، وقد مَرَّ البَحْثُ فيه في وأل.

  [ويل]: الوَيْلُ: حُلولُ الشَّرِّ؛ وهو في الأصْلِ مَصْدرٌ لا فِعْل له لعَدِم مجيءِ الفِعْل ممَّا اعْتلَّتْ فاؤُهُ وعَيْنُه.

  قالَ أَبو حَيَّان: وما قيلَ إنَّ فِعْلَه وال مصنوع.

  والوَيْلَةُ، بهاءٍ: الفَضِيحَةُ والبَلِيَّةُ، أَو هو تَفْجِيعٌ⁣(⁣٣)، وإذا قالَ القائِلُ: وا وَيْلَتاه فإنّما يعْنِي وا فَضِحَتَاه، وكَذلِكَ تفْسِير قوْلِه تعالَى: {يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ}⁣(⁣٤).

  ويقالُ: وَيْلَهُ ووَيْلَكَ ووَيْلِي. وفي النُّدْبةِ: ويلاهْ.

  ورَوَى المنْذِرِيُّ عن أَبي طالِبٍ النَّحويّ أَنَّه قالَ: قَوْلُهم وَيْلَه كان أَصْلَه وَيْ وُصِلَتْ بِلَهُ، ومعْنَى وَيْ حُزْنٌ، ومنه قوْلُهم: وايْه، معْناه حُزْنٌ أُخْرِجَ مُخْرَج النُّدْبَةِ، قالَ: والعَوْلُ البُكاءُ في قوْلِه: وَيْلَه وعَوْلَه، ونُصِبا على الذَّمِّ والدُّعاءِ، وأَنْشَدَ الصَّاغانيُّ للأَعْشَى:

  قالتْ هُرَيْرَةُ لمَّا جئتُ زَائرَها:

  وَيْلي عليكَ ووَيْلي منكَ يا رَجُلُ⁣(⁣٥)

  قالَ: وقد تدْخُل عليه الهاءُ فيقالُ: وَيْله، قالَ مالِكُ بنُ جعْدَةَ:

  لأُمِّك وَيْلَةٌ وعليك أُخْرَى

  فلا شاةٌ تُنِيلُ ولا بَعِيرُ⁣(⁣٦)

  ووَيَّلَهُ ووَيَّلَ له: أَكْثَرَ له مِن ذِكْرِ الوَيْلِ، وهُما يَتَوايَلانِ.

  وتَوَيَّلَ: دَعا بالوَيْلِ لمَا نَزَلَ به، قالَ الجعْدِيُّ:


(١) اللسان.

(*) كذا بالأصل، وفي القاموس: «هذا» بدل: «هنا».

(٢) في القاموس: لكن.

(٣) اللسان: تفجّع.

(٤) الكهف الآية ٤٩.

(٥) ديوان الأعشى ط بيروت ص ١٤٦ واللسان وعجزه في الصحاح.

(٦) اللسان والصحاح.