تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جرشع]:

صفحة 61 - الجزء 11

  [جرشع]: الجُرْشُعِ، كقُنْفُذٍ: العَظِيمُ من الإِبِلِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، زادَ الصّاغَانِيّ: ومِن الخَيْلِ، أَوْ هو العَظِيمُ الصَّدْرِ، وقِيل: الطَّوِيلُ، وزادَ الجَوْهَرِيُّ: المُنْتَفِخُ الجَنْبَيْنِ، وأَنْشَدَ لأَبِي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الحُمُرَ:

  فنَكِرْنَهُ فنَفَرْنَ وامْتَرَسَتْ به ... هَوْجَاءُ هَادِيَةٌ وهادٍ جُرْشُعُ

  أَي فَنكِرْنَ الصائِدَ. وامْتَرَسَت الأَتَانُ بالفَحْلِ، والهَادِيَةُ: المُتَقَدِّمَةُ. قالَ الصّاغَانِيّ: ويُرْوَى: «عَوْجَاءُ» ويُرْوَى: «سَطْعَاءُ»⁣(⁣١).

  وِالجَرَاشِعُ: الأَوْدِيَةُ العِظَاءُ الأَجْوَافِ. قالَ أَبُو سَهْمٍ الهُذَلِيّ:

  كأَنَّ أَتِيَّ السَّيْلِ مَدَّ عَلَيْهِمُ ... إذا دَفَعَتْهُ فِي البَدَاحِ، الجَرَاشِعُ⁣(⁣٢)

  وِقالَ ابنُ عَبّادٍ: الجَرَاشِعُ: الجِبَالُ الصِّغَارُ الغِلاظُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ ولَمْ يَذْكُرْ لَهَا وَاحِداً، والظّاهِرُ أَنَّهُ جُرْشُعٌ، كقُنْفُذٍ، عَلَى التَّشْبِيهِ بالمُنْتَفِخ الجَنْبَيْنِ مِن الإِبِلِ، فتَأَمّلْ.

  [جرع]: الجَرْعَةُ، بالفَتْحِ، ويحَرَّكُ: الرَّمْلَةُ العَذَاةُ الطَّيِّبَةُ المَنْبِتِ، الَّتِي لا وُعُوثَةَ فيهَا، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَانِ. أوْ هي الأَرْضُ ذَاتُ الحُزُونَةِ تُشَاكِلُ الرَّمْلَ، كَما في اللِّسان. وقِيلَ: هي الرَّمْلَةُ السَّهْلَةُ المُسْتَوِيَةُ، أَو الدِّعْصُ لا يُنْبِتُ شَيْئاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، واقْتَصَرَ عَلَى التَّحْرِيكِ، وزادَ غَيْرُه: ولا تُمْسِكُ مَاءً. قُلْتُ: وهي مُشَبَّهَةٌ بِجَرْعَةِ الماءِ، وذلِكَ لِأَنَّ الشُّرْب لا يَنْفَعُهَا، فكأَنَّهَا لَمْ تَرْوَ. أَو الكَثِيبُ جانِبٌ مِنْهُ وحْلٌ⁣(⁣٣) وجانِبٌ حِجَارَةٌ، كالأَجْرَعِ، والجَرْعاءِ، وفي الكُلِّ. نَقَلَ الجَوْهَرِيّ مِنْهَا الجَرَعَةُ - مُحَرَّكَةً - والجَرْعَاءُ. وقِيلَ: الجَرْعَاءُ والأَجْرَعُ أَكْبَرُ مِن الجَرْعَةِ. وقَالَ ذُو الرُّمَّةِ في الأَجْرَعِ، فجَعَله يُنْبِتُ النَّبَاتَ:

  وِمَا يَوْمُ حُزْوَى إنْ بَكَيْتُ صَبَابَةً ... لعِرْفانِ رَبْعٍ أَو لعِرْفَانِ مَنْزِلِ

  بأَوَّلَ ما هَاجَتْ لَكَ الشَّوْقَ دِمْنَةٌ ... بأَجْرَعَ مِقْفَارٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ

  ويُرْوَى: مِرْبَاعٍ، ولا يَكُونُ مَرَبًّا مُحَلَّلاً، إلَّا وهو يُنْبِتُ النَّبَات. وقالَ أَيْضاً:

  أَمَا اسْتَحْلَبَتْ عَيْنَيْكَ إلَّا مَحَلَّةٌ ... بجُمْهُورِ حُزْوَى، أَوْ بَجْرعاءِ مَالِكِ

  وقَالَ أَيْضاً: يُخَاطِبُ رَسْمَ الدارِ:

  وِلَمْ تَمْشِ مَشْيَ الأُدْمِ في رَوْنَقِ الضُّحَى ... بِجَرعَائكِ البِيضُ الحِسَانُ الخَرَائدُ

  وقالَ أَيْضاً:

  أَلا يَا اسْلَمِي، يا دارَمَيَّ، عَلَى البِلَى ... وِلا زَالَ مُنْهَلًّا بجَرْعَائكِ القَطْرُ

  وقِيلَ: الجَرْعاءُ: رَمْلٌ يَرْتَفِعُ وَسَطُهُ، وتَرِقُّ نَوَاحِيهِ. وقالَ ابْنُ الأَثِيرِ: الأَجْرَعُ: المَكَانُ الوَاسِعُ الَّذِي فيه حُزُونَةٌ وخُشُونَةٌ.

  وِالجَرَعُ، مُحَرَّكةً: الجَمْعُ، أَيْ جَمْعُ جَرَعَةٍ، بحَذْفِ الهاءِ. وقِيلَ الجَرَعُ مُفْرَدٌ مِثْلُ الأَجْرَعِ، وجَمْعُهُ أَجْرَاعٌ وجِرَاعٌ. وجَمْعُ الجَرْعَةِ، بالفَتْحِ، جِرَاعٌ، بالكَسْرِ. وجَمْعُ الجَرْعَاءِ جَرْعَاوَاتٌ. وجَمْعُ الأَجْرَعِ أَجَارِعُ. وجَمْع الجَرَعَةِ، مُحَرَّكَة، جِرْعَانٌ، بالكَسْرِ. ومِنْهُ حَدِيثُ قُسٍّ: «بَيْنَ صُدُورِ جِرْعَانٍ»، كما ضَبَطَه ابنُ الأَثِيرِ، وكُلُّ ذلِكَ قَدْ أَغْفَلَهُ المُصَنِّفُ.

  وِالجَرَعُ أَيْضاً: الْتِوَاءٌ في قُوَّةٍ مِن قُوَى الحَبْلِ، كما في الصّحاح، زَادَ غَيْرُهُ: أَو الوَتَرِ. قالَ الجَوْهَرِيُّ: ظَاهِرَةٍ عَلَى سائِرِ القُوَى، وذلِكَ الحَبْلُ أَوِ الوَتَرُ مَجَرَّعٌ، كمُعَظَّمٍ، وجَرِعٌ كَكَتِفٍ، يُقَالُ: وَتَرٌ جَرِعٌ، أَي مُسْتَقِيمٌ، إلَّا أَنَّ في مَوْضِعٍ مِنْهُ نُتُوءًا فيُمْسَحُ ويُمْشَقُ بقِطْعَةِ كِسَاءٍ حَتّى يَذْهَبَ ذلِكَ النّتُوءُ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ.

  وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ⁣(⁣٤): من الأَوْتَارِ: المُجَرَّعُ: وهو الَّذِي اخْتَلَفَ فَتْلُهُ، وفيه عُجَرٌ، ولَمْ يُجَدْ فَتْلُهُ، ولا إغَارَتُهُ، فظَهَرَ بَعْضُ قُوَاهُ علَى بَعْضٍ. يُقَالُ: وَتَرٌ مُجَرَّعٌ ومُعَجَّرٌ، وكَذلِكَ المُعَرَّدُ.


(١) وهي رواية ديوان الهذليين ١/ ٨.

(٢) ديوان الهذليين ٢/ ٢٠١ في شعر أسامة بن الحارث الهذلي.

(٣) في اللسان: «رمل».

(٤) في اللسان: «في» والأصل كالتهذيب والتكملة.