تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خدم]:

صفحة 195 - الجزء 16

  محمدِ بنِ إسْماعيلَ البُخارِيِّ، وعنه عبدُ المُؤْمِن بنُ خلَفٍ النَّسفيُّ؛ قيَّدَه⁣(⁣١) الحافِظُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الخُجارِمُ، كعُلابِطٍ: المرْأَةُ الواسِعَةُ الهَنِ؛ أَوْرَدَه صاحِبُ اللّسانِ اسْتِطْراداً.

  [خدم]: خَدَمَهُ يَخْدِمُهُ ويَخْدُمُه، مِن حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ، الأُوْلَى عن اللَّحْيانيِّ، خِدْمَةً بالكسْرِ ويُفْتَحُ، وهذه عن اللّحْيانيّ: أَي مَهَنَهُ؛ وقيلَ: بالفتْحِ المَصْدَر، وبالكسْرِ: الاسْمُ؛ فهو خادِمٌ ج خُدَّامٌ ككَاتِبٍ وكُتَّابٍ، وخَدَمٌ، محرَّكَةً، اسمٌ للجَمْعِ كالرَّوَحِ ونَظائِرِهِ؛ قالَ الشاعِرُ:

  مُخَدَّمون ثِقالٌ في مَجالِسِهم ... وفي الرِّجال إذا رافقتَهم خَدَمُ⁣(⁣٢)

  وهي خادِمٌ وخادِمَةٌ عَرَبيَّتانِ فَصِيحتانِ، يقَعُ على الذَّكَرِ والأُنْثَى لإجْرائِهِ مُجْرَى الأَسْماءِ غير المَأْخُوذَةِ مِن الأَفْعالِ كحائِضٍ وعاتِقٍ. وفي حدِيْث فاطِمَةَ وعليٍّ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنهما: «اسأَلي أَباكِ خادِماً تَقِيكِ حَرَّ ما أَنْتِ فيه» وفي حدِيْث عبدِ الرَّحْمن: «أَنَّه طلَّقَ امْرَأَتَه فَمَتَّعها بخادِمٍ سَوْداء» أَي جارِيَةٍ.

  واخْتَدَمَ: خَدَمَ نَفْسَه.

  حَكَى اللّحْيانيُّ قالَ: لا بُدَّ لمَنْ لم تكنْ له خادِمٌ أَن يَخْتَدِمَ أَي يَخْدُم نَفْسَه.

  واسْتَخْدَمَهُ واخْتَدَمَهُ فأَخْدَمَه: اسْتَوْهَبَه خادِماً فَوَهَبَه له.

  ويقالُ: اسْتَخْدَمْتُ فلاناً واختَدَمْتُه: سأَلْتُهُ أَن يَخْدُمني.

  وزَعَمَ القُطبُ الرَّاوندي في شرْحِ نهْجِ البَلاغَةِ: أَنَّه يقالُ: اسْتَخْدَمْته لنفْسِي ولغيرِي وأَخْدَمْته لنفْسِي خاصَّةً.

  قالَ ابنُ أَبي الحَديدِ: وهذا ممَّا لم أَعْرِفه.

  والخَدَمَةُ، محرَّكةً: السَّيْرُ الغَليظُ المُحْكَمُ مِثْلَ الحَلْقَةِ تُشَدُّ في رُسْغِ البَعيرِ فَيُشَدَّ إليها سَرائِحُ نَعْلِها، وهو مجازٌ، ومنه أَخَذَ الخَدَمَة بمعْنَى حَلْقَةِ⁣(⁣٣) القَوْمِ المُسْتَديرَة المُحْكَمَة على التَّشْبيهِ في الاجْتِماعِ.

  قالَ الجوْهَرِيُّ: ومنه سُمِّي الخَلْخالُ خَدَمَةً لأَنَّه رُبَّما كانَ مِن سيورٍ يُرَكَّبُ فيه الذهبُ والفضَّةُ؛ وقد يُسَمَّى السَّاقُ خَدَمَةً حملاً على الخَلْخالِ لكَوْنِها مَوْضعه؛ ومنه حدِيْث سَلْمان: «أَنَّه كانَ على حِمارٍ وعليه سَراويِلُ وخَدَمَتاه تَذَبْذَبانِ»؛ أَرادَ بهما ساقَيْه لأَنَّهما مَوْضِعُ الخَدَمَتَيْن وهُما الخَلْخَالانِ، ج خَدَمٌ، محرَّكةً، وخِدامٌ، ككِتابٍ.

  وفي الحدِيْثِ: «لا يحولُ بَيْننا وبينَ خَدَمِ نِسائِكم شيءٌ؛ «جَمْعُ خَدَمَةٍ، يعْنِي الخلخال. وفي حدِيْث: «كُنَّ يُدلِجْنَ بالقِرَبِ على ظُهورِهنَّ، ويَسْقِينَ أَصْحابَه بادِيَةً خِدامُهُنَّ»، وقالَ الشاعِرُ:

  كيف نَوْمِي على الفِراشِ ولمَّا ... تَشْمَلِ الشأمَ غارةٌ شَعْواءُ

  تُذْهِلُ الشيخَ عن بَنيهِ وتُبْدي ... عن خِدامِ العَقِيلَةُ العَذْراءُ⁣(⁣٤)

  أَي عن خِدامِها، أَي تكشفُ، وهو مجازٌ.

  يقالُ: أَبْدتِ الحرْبُ عن خِدامِ المُخدَّرات، أَي اشْتَدَّتْ، كما في الأساسِ؛ وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدٍ:

  كانَ مِنَّا المُطارِدون على الأُخْ ... رى إذا أَبْدَتِ العَذَارَى الخِدامَا⁣(⁣٥)

  والمُخَدَّمُ، كمُعَظَّمٍ: مَوْضِعُ الخَلْخالِ مِن ساقِ المرْأَةِ؛ قالَ طُفَيْل:

  وفي الظَّاعِنينَ القَلْبُ قد ذَهَبَتْ به ... أَسيلَةُ مَجْرى الدَّمْعِ رَيَّا المُخَدَّمِ⁣(⁣٦)

  والمُخَدَّمُ أَيْضاً: مَوْضِعُ السَّيْرِ مِن البَعيرِ، وهو ما فوْق الكَعْبِ كالمُخَدَّمَةِ، بهاءٍ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  ومِن المجازِ: المُخَدَّمُ: رِباطُ السَّراويلِ عندَ أَسْفَلِ رِجْلِ المَرْأَةِ.


(١) التبصير ١/ ٢٤٤ - ٢٤٥.

(٢) اللسان والأساس والتهذيب، وعجزه في الأساس:

وفي الرحال إذا وافيتهم خدم

(٣) ضبطت في القاموس بالضم.

(٤) اللسان وبدون نسبة.

(٥) اللسان والتهذيب بدون نسبة فيهما.

(٦) اللسان.