تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حنبص]:

صفحة 262 - الجزء 9

  مُتَكَلِّمٌ أَخَذَ عَنْهُ الإِمَامُ فَخْرُ الدّينِ الرّازِيُّ، وهكَذا ضَبَطَهُ الحَافِظُ في التَّبْصِيرِ، أَو هُوَ بالضّادِ، والأَوّلُ الصّوَابُ.

  وحَمَّصَ تَحْمِيصاً: اصْطادَ الظِّباءَ نِصْفَ النّهَارِ، قالَهُ الفَرّاءُ.

  وقال الأَزْهَرِيُّ: وقرأْتُ في كُتُبِ الأَطِبّاءِ: حَبٌّ مُحَمَّصٌ، كمُعَظَّمٍ: مَقْلُوٌّ، قَالَ: وكَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ من الحَمْصِ بالفَتْحِ، وهو التَّرَجُّحُ.

  قُلْتُ: والَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ لُغَةٌ في السِّين، وقَدْ تَقَدَّمَ التَّحْمِيصُ بمَعْنَى التَّقْلِيَةِ، يُقَالُ: حَمَّسَهُ، وحَمَّصَهُ إِذا قَلَاه، فتَأَمَّلْ.

  وانْحَمَصَ من الشَّيْءِ: انْقَبَضَ.

  وانْحَمَصَ مِنْهُ، إِذا تَضَاءَلَ.

  وانْحَمَصَت الجَرَادَةُ: أَكَلَت القَرَظَ فاحْمَرَّتْ.

  وانْحَمَصَتْ أَيْضاً، إِذا ذَهَبَ غِلَظُهَا، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  وانْحَمَصَ الوَرَمُ: سَكَنَ، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وانْحَمَصَتِ النّاقَةُ: كانَتْ بَادِنَةً، أَيْ عَظِيمَةَ الجِسْمِ فنَحُفتْ وقَلَّ لَحْمُهَا، عَنْ ابنِ فارِسٍ.

  وتَحَمَّصَ: تَقَبَّضَ واجْتَمَع، ومِنْهُ حَدِيثُ ذِي الثُّدَيَّةِ المَقْتُولِ بالنَّهْرَوَانِ: «أَنّه كانَتْ له ثُدَيَّةٌ مِثْلُ ثَدْيِ المَرْأَةِ إِذا مُدَّت امْتَدَّتْ، وإِذا تُرِكَتْ تَحَمَّصَتْ». قَالَ الأَزْهَرِيُّ: أَي تَقَبَّضَتْ واجْتَمَعَتْ⁣(⁣١).

  ومِنْهُ تَحَمَّصَ اللَّحْمُ، إِذا جَفَّ وانْضَمَ في بَعْضِه.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  جُرْحٌ حَمِيصٌ، كأَمِيرٍ: قَدْ سَكَنَ وَرَمُهُ، وحَمَصَه الدَّوَاءُ، وحَمَزَه، وكَذلِكَ حَمَّصَهُ.

  واحْتَمَصَ: سَرَقَ، مِثْلُ احْتَرَسَ.

  وحِمْصُ: مَدِينَةٌ بالأَنْدَلُسِ، وهِيَ إِشْبِيلِيَةُ، سَكَنَ بها أَهْلُ حِمْصِ الشّام فسَمَّوْهَا باسْمِهَا، ومِنْهَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن خَلَفٍ الكُتَامِيُّ الحِمْصِيُّ والفَقِيهُ، عَلَّقَ عنه السِّلَفِيُّ، وهُوَ من أَقْرَانِه. وانْحَمَصَ فلانٌ، أَيْ شَحَبَ وسَهَمَ.

  وحَمَصَه الدَّوَاءُ، وحَمَزَه، إِذا أَخْرَج ما فِيه.

  [حنبص]: حَنْبَصٌ، كجَعْفَرٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وهُوَ اسْمٌ، نَقلَه ابنُ دُرَيْدٍ، قالَ: واحْسَبُ أَنَّ النّونَ فيهِ زائِدَةٌ؛ لأَنَّه من الحَبْصِ.

  قُلْتُ: هُوَ حَنْبِصُ بنُ يَعْفُرَ اليَهَرِيُّ، من أَجْدَادِ عريب بنِ زَيْدٍ الصَّحَابِيِّ، ذَكَرَهُ الرُّشاطِيُّ عن الهَمْدَانِيّ، وذُو يَهَرٍ: من حِمْيَرَ، قد تَقَدَّم.

  وقالَ الفَرّاءُ: الحَنْبَصَةُ: الرَّوَغَانُ في الحَرْبِ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أَبُو الحِنْبِصِ، بالكَسْرِ: كُنْيَةُ الثَّعْلَب، قُلْتُ: كَأَنَّه لِمُرَاوَغَتِه، وقالَ ابنُ بَرِّيّ: يُقَالُ للثّعْلَبِ: أَبُو الحِنْبِصِ، وأَبُو الهِجْرِسِ، وأَبُو الحُصَيْنِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  حِنْبِصُ، بالكَسْر: قَبِيلَةٌ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، قُلْتُ: هِيَ الَّتِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا.

  وحِنْبِصٌ: قصْرٌ باليَمَنِ، سُمِّيَ، لنُزُولِ حِنْبِصِ بنِ يَعْفُرَ فِيهِ، وإِلَيْهِ نُسِبَ أَبُو نَصْرٍ محمَّدُ بنُ عَبْدِ الله بن سَعِيدِ بنِ عَبْدِ الله بنِ مُحَمّدِ بنِ وَهْبِ الحِنْبِصِيُّ، وجَدُّهُ ابنُ عَمِّ حِنْبِصِ بنِ يَعْفُرَ أَيْضاً، فلَوْ نُسِبَ إِلَيْهِ هكذَا لَصَحَّ، وهُوَ شَيْخُ حِمْيَرَ، وعَلاّمَتُهَا، والمُحِيطُ بلُغَاتِهَا، قالَهُ الهَمْدانِيُّ.

  [حنص]: حَنَصَ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وابنُ سِيدَه، والصّاغَانِيُّ⁣(⁣٢)، وفي العُبَابِ عن اللِّحْيَانِيِّ: حَنَصَ الرَّجُلُ: مَاتَ.

  ونَقَلَ الأَزْهَرِيُّ عَنِ اللَّيْثِ الحِنْصَأْوُ، كجِرْدَحْلٍ، وكَذَا الحِنْصَأْوَةُ: الرَّجُلُ الضَّعِيفُ. يُقَال: رَأَيْتُ رَجُلاً حِنْصَأْوَةً، أَيْ ضَعِيفاً، وقَالَ شَمِرٌ نَحْوَه، وأَنْشَدَ:

  حَتّى تَرَى الحِنْصَأْوَةَ الفَرُوقَا ... مُتَّكِئاً يَقْتَمِحُ السَّوِيقَا

  [حنفص]: الحِنْفِصُ، بالكَسْرِ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هُو الصَّغِيرُ الجِسْمِ، وقَدْ تَقَدَّمَ ذلِكَ في


(١) لم ترد لفظة «واجتمعت» في التهذيب، وهي في اللسان نقلا عن الأزهري.

(٢) ورد في التكملة: حنص: وقال الليث الحِنصَأَوة من الرجال الضعيف، وقال شمر نحوه، وأنشد، ذكر رجزين كالوارد هنا بالأصل.