تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وتي]:

صفحة 277 - الجزء 20

  قال أَبو الهَيْثم والافْتِعالُ مِن وَأَى يَتَّئي اتَّأَى يَتَّئى، فهو مُتَّئٍ؛ والاسْتِفعالُ منه: اسْتَوْأَى يَسْتَوئِي فهو مُسْتَوْءٍ: أَي اتَّعَدَ واسْتَوْعَدَ.

  والتَّوائِي، كالتَّرامِي: الاجْتِماعُ؛ هو وما قَبْله نقَلَه الصَّاغَاني، وهو مِن الوَأْي العَدَد الكَثِير.

  وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  قَدَحٌ وَئِيَّة: قَعِيرَةٌ؛ وكَذلكَ رَكِيَّة وَئِيَّة؛ عن ابنِ شُمَيّل.

  وفي المَثَل: كِفْتٌ إلى وَئِيَّة، يُضْرَبُ فيمَنْ حَمَّل رجُلاً مكْروهاً ثم زادَه أَيْضاً؛ والكُفْتُ، بالضم⁣(⁣١): القِدْرُ الصَّغيرَةُ؛ وهذا مِثْل قَوْلهم: ضغْثٌ على إبالةٍ.

  وقالوا: هو يَئِي ويَعِي، أَي يَحْفَظ، ولم يقولوا وَأَيْتُ كما قالوا وَعَيْتُ، إنَّما هو آتٍ لا ماضٍ.

  والوَأى: السَّيْفُ؛ وَجَدْته في شِعْرِ أَبي حزمٍ العُكْليّ:

  فلمَّا انْتَتَأت لدرّيهم ... نَزَأْتُ عليه الوَأى أَهْذؤُه

  الدّريُّ: العرِّيفُ، ونَزَأْتُ نَزَعْتُ، والوَأى: السَّيْفُ، وأهذؤه: أَقْطَعَه؛ وقد مَرَّ ذلكَ في «ن ت أ»:

  *مهمة*

  قالَ الجَوْهرِي: قال سيبويه: سأَلَتُ الخَليلَ عن فُعِلَ مِنْ وَأَيْتُ فقالَ: وؤى⁣(⁣٢)، فقلْت: فمَنْ خَفَّف؟، فقالَ: أُوِيَ، فأَبْدَلَ مِن الواوِ هَمْزةً، وقالَ: لا يَلْتَقِي واوانِ في أَوَّلِ الحَرْف؛ قالَ المَازِني: والذي قالَهُ خَطَأٌ لأنَّ كلَّ واوٍ مَضْمومةٍ في أَوَّلِ الكَلمةِ فأَنْتَ بالخِيارِ، إنْ شِئْت تَرَكْتها على حالِها، وإن شِئْت قَلَبْتها هَمْزةً، فقلْت: وُعِدَ وأُعِدَ ووُجُوه وأُجُوه، ووُرِيَ وأُورِيَ، لا لاجْتِماعِ السَّاكِنَيْن ولكن لضَمَّةِ الأوْلى، انتَهَى.

  قالَ ابنُ برِّي: إنَّما خطَّأَه المَازِني مِن جهَةِ أنَّ الهَمْزةَ إذا خُفِّفَتْ وقُلِبَتْ واواً فليسَتْ واواً لازِمةً، بل قَلْبها عارِضٌ لا اعْتِدادَ به، فلذلكَ لم يلْزَمْه أنْ يَقْلبَ الواوَ الأُولى هَمْزة بخلافِ أُوَيْصِل في تَصْغيرِ واصِلٍ، قالَ: وقولهُ في آخِرِ الكَلامِ لا لاجْتِماعِ السَّاكِنَيْن صَوابُه لا لاجْتِماعِ الوَاوَيْن.

  [وتي]: ي الوَتْيُ: أَهْملَهُ الجَوْهري.

  وهو مَضْبوطٌ عنْدَنا في النسخِ بالفَتْح والصَّوابُ الوُتَى، بالضم، كهُدًى، كما هو نَصُّ التّهُذيبِ والتّكْملةِ⁣(⁣٣).

  وقوله: الجَيْئَاتُ، هكذا في النسخ ومِثْلُه في التّكْملةِ، ووَقَعَ في نسخِ التّهْذيبِ: الجَبَات⁣(⁣٤)، وهو غَلَطٌ.

  وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  وَاتاهُ على الأمْرِ مُواتَاةً ووِتاءً: طاوَعَهُ، لُغَةٌ في الهَمْز وقد تقدَّمَ.

  [وثى]: والوَثْيُ، بالفتحِ مَقْصورٌ: أَهْملَهُ الجَوْهرِي.

  وقالَ اللّيْث: هي لُغَةٌ في الوَثْءِ⁣(⁣٥)، بالهَمْزِ، وهو شِبْهُ الفسْخ في المَفْصِل، ويكونُ في اللّحْمِ كالكسْرِ في العَظْم وقد تقدَّمَ.

  وَوَثِيَتْ يَدُه، بالضَّمِّ، ونَصُّ اللَّيْث: وثيت يَدهُ كرميت؛ فهي مَوْثِيَّةُ، كمَرْمِيَّةٍ، أَي مَوْثُوءَةٌ. وسَبَقَ للمصنِّفِ في الهَمْزةِ.

  وبه وَثْءٌ، ولا تَقُلْ وَثْيٌ، وهي عِبارَةُ الجَوْهرِي هناكَ.

  وَذَكَرْنا هناك أنَّ الوَثْيَ مِن لُغَةِ العامَّة، فما أَنْكَره أَوّلاً كيفَ يَسْتَدْرِكُه ثانِياً.

  وسَبَقَ أَيْضاً عن صاحِبِ المبرزِ أنَّه نَقَلَ عن الأصْمعي: أَصابَهُ وَثْءٌ، فإن خَفَّفَتْ قُلْتَ: وَثٌ، ولا يقالُ وَثْيٌ ولا وَثْوٌ، وتقدَّمَ أَيْضاً وُثِئتْ يَدُه، كعُنِيَ، فهي مَوْثُوءَةٌ ووَثِئَة فتأَمَّل ذلكَ.

  والوُثَى، كالهُدَى: الأوْجاعُ.

  وقالَ ابنُ الأعْرابي: أَوْثَى الرَّجُلُ: انْكَسَرَ به مَرْكَبُهُ من حَيَوانٍ أَو سَفِينَةٍ.


(١) ضبطت في اللسان بالكسر.

(٢) في الصحاح: وُئيَ.

(٣) ضبطت في التكملة بالتحريك، بفتح الواو والتاء.

(٤) في التهذيب: الجِيَّات.

(٥) في القاموس بالرفع، والكسر ظاهر.