تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عصن]:

صفحة 381 - الجزء 18

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  ناقَةٌ عَشَوْزَنَة: غلِيظَةُ الجِسْمِ.

  والعَشَوْزَنُ: ما صَعُبَ مَسْلَكُه مِن الأَماكِنِ؛ قالَ رُؤْبَة:

  أَخْذَكَ بالمَيْسُورِ والعَشَوْزَنِ

  وقَناةٌ عَشَوْزَنَة: صُلْبَةٌ؛ قالَ عَمْرُو بنُ كُلْثوم:

  عَشَوْزَنَةً إذا غُمِزَتْ أَرَنَّتْ ... تشُجُّ قَفَا المُثَفِّفِ والجَبِينا⁣(⁣١)

  وحَكَى ابنُ بَرِّي عن أَبي عَمْرٍو: العَشَوْزَنُ الأَعْسَرُ؛ وهو عَشَوْزَنُ المِشْيَة إذا كان يَهُزُّ عَضُدَيْه.

  [عصن]: أَعْصَنَ الأَمْرُ: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وفي اللِّسانِ: أعْوَجَّ وعَسُرَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أَعْصَنَ الرَّجُل: شَدَّدَ على غرِيمِه وتملّكَه⁣(⁣٢).

  [عطن]: العَطَنُ، محرّكَةً: وطَنُ الإِبِلِ؛ وقد غَلَبَ على مَبْرَكِها⁣(⁣٣) حَوْلَ الحَوْضِ.

  وأيْضاً: مَرْبَضُ الغَنَمِ حَوْلَ الماءِ؛ عن ابنِ السِّكِّيت.

  ومنه الحدِيثُ: «اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى خيراً وانْقُشُوا له عَطَنَه». وقالَ اللّيْثُ: كلُّ مَبْرَكٍ يكونُ مَأْلَفاً له فهو عَطَنٌ له بمنْزِلَةِ الوَطَنِ للغَنَمِ والبَقَرِ، ج أَعْطَانٌ؛ ومنه الحدِيثُ: نَهَى عن الصَّلاةِ في أَعْطانِ الإِبِلِ؛ كالمَعْطَنِ، كمقْعَدٍ، ج مَعاطِنُ.

  قالَ الليْثُ: معْنَى مَعاطِنِ الإِبِلِ في الحدِيثِ: مَواضِعُها؛ وأَنْشَدَ:

  ولا تُكَلِّفُني نَفْسِي ولا هَلَعِي ... حِرْصاً أُقِيمُ به في مَعِطَنِ الهُونِ⁣(⁣٤)

  وقالَ ابنُ السِّكِّيت: وتقولُ هذا عَطَنُ الغَنَم ومَعِطَنُها لمَرَابِضِها حَوْلَ الماءِ.

  وقالَ الأزْهرِيُّ: أَعْطانُ الإِبِلِ ومَعَاطنُها لا تكونُ إلا مَبارِكَها على الماءِ، وفيه تَعْريضٌ على اللّيْثِ حيثُ فَسَّر المَعاطِنَ بالمَواضِع.

  وقالَ ابنُ الأثيرِ: إنَّما نَهَى عن الصَّلاةِ في أَعْطانِ الإِبِلِ، لأنَّ الإِبِلَ تَزْدَحِمُ في المَنْهَل، فإذا شَرِبَتْ رَفَعَتْ رُؤُوسَها، ولا يُؤْمَنُ مِن نِفارِها في ذلِكَ الموْضِعِ، فتُؤْذِي المُصَلِّي عنْدَها أَو تُلْهِيه عن صلاتِهِ، أَو تُنَجِسُه برَشَاشِ أَبْوالِها.

  وقوْلُ أَبي محمدٍ الحَذلميّ:

  وعَطَّنَ الذِّبَّانَ في قَمْقَامِها⁣(⁣٥)

  لم يُفسِّره ثَعْلَب، وقد يَجوزُ أنْ يكونَ عَطَّنَ تَعْطِيناً:

  اتَّخَذَهُ، كقوْلِكَ: عَشَّش الطائِرُ إذا اتَّخَذَ غُشّاً.

  وعَطَنَتِ الإِبِلُ عن الماءِ، كنَصَرَ وضَرَبَ، عُطوناً، وعَطَّنَتْ، بالتَّشديدِ، فهي عاطِنَةٌ، من إِبِلٍ عَواطِنَ وعُطونٍ، بالضَّمِّ، ولا يقالُ إبِلٌ عُطَّانٌ، رَوِيَتْ ثم بَرَكَتْ؛ قالَ كَعْبٌ يَصِفُ الحُمُرَ:

  ويَشْرَبْنَ من بارِدٍ قد عَلِمْنَ ... بأَن لا دِخالَ ولا عُطونَا⁣(⁣٦)

  وأَعْطَنَها: سَقَاها ثم أَناخَها وحَبَسَها عنْدَ الماءِ فَبَرَكَتْ بعدَ الوُرودِ لتَعودَ فتَشْرَبَ، قالَ لبيدٌ، رضِيَ الله تعالى عنه:

  عافَتا الماءَ فلم نُعْطِنْهما ... إنَّما يُعْطِنُ أَصْحابُ العَلَلْ⁣(⁣٧)


(١) من معلقته، مختار الشعر الجاهلي ٢/ ٣٦٩ برواية: إذا انقلبت أرنت تدق قفا» والمثبت كرواية اللسان والصحاح.

(٢) في اللسان: وتمككه.

(٣) في القاموس بالرفع، والكسر ظاهر بعد تصرف الشارح بالعبارة.

(٤) اللسان والتهذيب والمقاييس ٤/ ٣٥٣.

(٥) اللسان.

(٦) اللسان وعجزه في الصحاح برواية «وأن لا عطونا».

(٧) ديوانه ط بيروت ص ١٤٣ برواية:

إنما يعطن من يرجو العلل

ومثله في المقاييس ٤/ ٣٥٣ والأساس والصحاح، والمثبت كرواية اللسان.