تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ضبر]:

صفحة 119 - الجزء 7

  وصائِرٌ: وادٍ نَجْدِيٌّ.

  ومحمّدُ بنُ المُسْلِم بن عليّ الصّائِرِيّ، كتَبَ عنه هِبَةُ الله الشِّيرازِيّ.

فصل الضاد المعجمة مع الراءِ

  [ضبر]: ضَبَرَ الفَرَسُ، وكذلك المُقَيَّدُ في عَدْوِه يَضْبِر، بالكَسْر، ضَبْراً، بالفَتْح، وضَبَرَاناً، محرّكةً، إِذا عَدَا، وفي المحكم: جَمَعَ قَوَائِمَهُ وَوَثَبَ.

  وقال الأَصمعيّ: إِذَا وَثَبَ الفَرَسُ فوَقَعَ مَجْموعَةً يَدَاهُ، فذلِك الضَّبْرُ، قال العَجّاجُ يَمدح عُمَر بنَ عُبَيْدِ الله بنِ مَعْمَرٍ القُرَشِيّ:

  لَقَدْ سَمَا ابنُ مَعْمَرٍ حينَ اعْتَمَرْ ... مَغْزًى بَعِيداً مِن بَعِيدٍ وضَبَرْ

  يقول: ارْتَفَع قَدْرُه حين غَزَا مَوضِعاً بَعيداً من الشام، وجَمعَ لذلك جَيْشاً.

  وفي حديث سعْدِ بنِ أَبي وَقّاص: «الضَّبْرُ ضَبْرُ البَلْقَاءِ، والطَّعْنُ طَعْنُ أَبي مِحْجَن»، البَلْقَاءُ: فَرَسُ سَعْد، وكان أَبو مِحْجَن قد حَبَسَه سَعْدٌ في شُرْبِ الخَمْرِ، وهم في قِتَالِ الفُرْسِ، فلمّا كان يوم القادِسيّة رأَى أَبو مِحْجَن الثَّقَفِيُّ من الفُرْسِ قُوَّةً، فقال لامرأَةِ سَعْد: أَطْلِقِينِي ولك اللهُ عَلَيَّ [إِن سلَّمني اللهُ]⁣(⁣١) أَنْ أَرجِعَ حتّى أَضَعَ رِجْلي في القَيدِ، فحَلَّتْه، فرَكِبَ فَرساً لسعْدٍ يقال لها: البَلْقَاءُ، فجعلَ لا يَحْمِل على ناحية من العَدُوِّ إِلّا هَزَمَهُم، ثم رَجعَ حتّى وَضعَ رِجْلَه في القَيْدِ، ووَفَى لها بذِمَّتِه. فلمّا رَجَعَ [سعدٌ]⁣(⁣٢) أَخبَرَتْهُ بما كانَ مِن أَمرِه، فخَلَّى سَبِيلَه.

  وضَبَرَ الكُتُبَ يَضْبِرُهَا ضَبْراً، بالفَتْح: جَعَلَها إِضْبَارَةً، أَي حُزْمَةً، كما سيأْتي.

  وضَبَرَ الصَّخْرَ يَضْبِرُه ضَبْراً: نَضَّدَه، قال الراجِزُ يَصف ناقَةً:

  تَرَى شُئُونَ رَأْسِهَا العَوارِدَا ... مَضْبُورَةً إِلى شَباً حَدَائِدَا

  ضَبْرَ بَراطِيلَ إِلى جَلامِدَا

  هَكَذَا أَنشدَه الجَوهريّ، قال الصَّاغانيّ: والصَّوَابُ يَصِف جَمَلاً، وهذا موضع المَثَلِ «اسْتَنْوَق الجَمَلُ» والرَّجَز لأَبي محمّد الفَقْعَسِيّ، والرواية: «شُئُونَ رَأْسِه».

  وفَرَسٌ ضِبِرٌّ، كطِمِرٍّ: وَثّابٌ، وكذلك الرجلُ.

  والتَّضْبِيرُ: الجَمْعُ، يقال: ضَبَّرْتُ الكُتُبَ وغَيْرَها تَضْبِيراً: جَمَعْتُهَا.

  والضَّبْرُ، والتَّضْبِيرُ: شِدَّةُ تَلْزِيزِ العِظَامِ، واكتِنَازُ اللَّحْمِ، يقال: جَمَلٌ مَضْبُورٌ، أَي مُجْتَمِعُ الخَلْقِ أَملسُ، قاله اللَّيث. ومُضِّرٌ كمُعْظْمٍ، وفَرَسٌ مُضَبَّرُ الخَلْقِ، أَي مُوَثَّقُه، وناقَةٌ مُضَبَّرَةُ الخَلْقِ.

  ورَجُلٌ ذُو ضَبَارَةٍ في خَلْقِه، كسَحَابَةٍ: مُجْتَمِعُ الخَلْقَ⁣(⁣٣)، وقيل: وَثِيقُ الخَلْقِ، ومنه سُمِّيَ الرَّجلُ ضُبَارَةَ، وكذا أَسَدٌ ضُبَارِمٌ وضُبَارِمَةٌ منه، بضَمِّهما، فُعَالِمٌ عند الخليلِ، وقد أَعادَه المصنّف في الميم من غير تَنْبِيهٍ عليه.

  والإِضْبارَةُ بالكَسْرِ والفَتْحِ⁣(⁣٤)، الحُزْمَةُ من الصُّحُفِ، كالإِضْمَامَة، ج أَضابِيرُ، قال ابنُ السِّكّيتِ: يقال: جاءَ فلانٌ بإِضْبَارةٍ من كُتُب وإِضْمامَة من كُتُب، وهي الأَضابِيرُ والأَضامِيمُ.

  وقال اللَّيْثُ: إِضْبارَةٌ من صُحُفٍ أَو سِهَام، أَي حُزْمَة.

  والضُّبارُ، ككِتَاب وغُرَابٍ: الكُتُبُ، بلا واحِدٍ، قال ذُو الرُّمَّة:

  أَقُولُ لنَفْسِي وَاقِفاً عِنْدَ مُشْرِفٍ ... عَلَى عَرَصَات كالضُّبَارِ النّواطِقِ

  والضَّبْرُ، بالفَتْح: الجَمَاعَةُ يَغْزُونَ على أَرْجُلِهم، يقال: خَرَجَ ضَبْرٌ من بني فُلان، ومنه قول ساعِدَةَ الهُذَلِيّ:

  بَيْنَا هُمُ يَوماً كذلك راعَهُمْ ... ضَبْرٌ لِبَاسُهُم القَتِيرُ مُؤَلَّبُ


(١) زيادة عن النهاية.

(٢) زيادة عن اللسان والنهاية.

(٣) بعدها في القاموس: مُوَثَّقه.

(٤) اقتصر في الصحاح على الإضبارة بالكسر.