تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سهبر]:

صفحة 557 - الجزء 6

  وسَعيد بن عبد الحميد السَّوَّارِيّ، بالتشديد، سمع من أصحاب الأَصَمِّ.

  وعَمْرُو بنُ أَحمدَ السَّوّاريّ، عن أَحْمَدَ بنِ زَنْجَوَيهِ القَطّان.

  والأَسْوارِيّةُ: طائفةٌ من المُعْتَزِلَة.

  [سهبر]: السَّهْبَرَةُ، أَهمله الجَوْهَرِيّ، وقال اللَّيْثُ: هو من أَسْمَاءِ الرَّكايَا، نقَله الصَّاغانيّ هكذا.

  [سهجر]: سَهْجَرَ الرجلُ سَهْجَرَةً: عَدَا عَدْوَ فَزِعٍ، كَكَتِفٍ⁣(⁣١)، وهو الخائِفُ.

  [سهدر]: بَلَدٌ سَهْدَرٌ، كجَعْفَر، وسَمَهْدَرٌ كسَفَرْجَل: بَعِيدٌ، وقد تقدّم سمهدر قريباً.

  [سهر]: سَهِرَ، كفَرِحَ، يَسْهَر سَهَراً: أَرِقَ، ولم يَنَمْ لَيْلاً، وفلان يُحِبُّ السَّهَرَ والسَّمَرَ.

  ورَجُلٌ ساهِرٌ وسَهَّارٌ، ككَتّان، وسَهْرَانُ وسُهَرَةٌ، الأَخِيرَة كتُؤَدَةٍ، أَي كَثيرُ السَّهَرِ، عن يعقوب.

  ومن دعاءِ العَرَبِ على الإِنْسَان: مالَه سَهِرَ وعَبِرَ.

  وقد أَسْهَرَنِي الهَمُّ أَو الوَجَعُ، قال ذُو الرُّمَّةِ، ووَصفَ حَمِيراً وَرَدَتْ مَصائِدَ:

  وقَدْ أَسْهَرَتْ ذا أَسْهُمٍ باتَ جاذِلاً ... له فَوْقَ زُجَّىْ مِرْفَقَيْهِ وَحَاوِحُ

  وقال اللَّيْثُ: السَّهَر: امتِنَاعُ النَّومِ باللّيل، ورجلٌ سُهَارُ العَيْنِ: لا يَغْلِبُه النَّوم، عن اللِّحْيَانيّ.

  ومن المَجَاز قالوا: لَيْلٌ سَاهِرٌ أَي ذُو سَهَرٍ، كما قالوا: ليلٌ نائِم، قال النابِغَة:

  كَتَمْتُكَ لَيْلاً بالجَمُومَيْنِ ساهِرَا ... وهَمَّيْنِ: هَمًّا مُسْتَكِنًّا وظاهِرَا

  هكذا أَورَدَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَساس. وفسَّره⁣(⁣٢). قلْت: ويَحْتَمِل أَن يكون «ساهراً» حالاً من التّاءِ في «كَتَمْتُك».

  ومن المَجَاز السّاهِرَةُ: الأَرْضُ ونُقِلَ ذلِكَ عن ابن عبّاس.

  وفي الأَسَاس: هي الأَرْضُ⁣(⁣٣) البَسِيطَةُ العَريضَةُ يَسْهَرُ سالِكُها. أَو وَجْهُهَا، قاله اللَّيْثُ عن الفَرّاءِ. وقال ابن السيد في الفرْق: لأَنّ عَمَلَهَا في النّباتِ باللَيْلِ والنَّهَار سَوَاءٌ.

  وفي الأَساس: أَرضٌ ساهِرَةٌ: سَرِيعَة النَّبَاتِ، كأَنَّها سَهِرَتْ بالنَّبَات، قال:

  يَرْتَدْنَ ساهِرَةً كأَنّ عَمِيمَها ... وجَمِيمَها أَسْدافُ لَيْلٍ مُظْلِمِ

  قلت: وهو قولُ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيّ.

  ومن المجاز: السّاهِرَةُ: العَيْنُ الجَارِيَةُ، يقال: عينٌ ساهِرَةٌ، إِذا كانَتْ تَجْرِي لَيْلاً ونَهَاراً لا تَفْتُر، وفي الحديث: «خَيْرُ المالِ عَيْنٌ ساهِرَةٌ لعَيْنٍ نائِمَة» أَي عينُ ماءٍ تَجرِي ليلاً ونهاراً وصاحِبُها نائمٌ، فجعلَ دَوَامَ جَرْيِهَا سَهَراً لها. وقال الزَّمَخْشَرِيّ: وهي عينُ صاحِبِها؛ لأَنه فارِغُ البال، لا يَهْتَمُّ بها.

  وقيل: السَّاهِرَةُ: الفَلَاةُ يَسْهَرُ سالِكُهَا، وبه فَسَّرُوا قولَ النابَغَةِ السابق. وفي الكتاب العزيز {فَإِذا هُمْ بِالسّاهِرَةِ}⁣(⁣٤) قيل: هي أَرْضٌ لم تُوطَأْ، أَو هي أَرْضٌ يُجَدِّدُها الله تَعالَى يومَ القِيَامَةِ، وقال ابن السيد في الفرْق: وقيل: هي أَرْضٌ لم يُعْصَ الله تعالَى عليها. وقيل: السّاهِرَةُ: جَبَلٌ بالقُدْسِ، قاله وَهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ. وفي عبارة ابن السّيد: أَرضُ بيْتِ المَقْدِسِ.

  وقيل: السَّاهِرَةُ: جَهَنَّمُ. أَعاذَنَا الله تعالى منها، قاله قَتَادَة.

  وقيل: هي أَرْضُ الشّامِ، قاله مُقاتِلٌ.

  وقال أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيّ في قول الشَّمّاخِ:

  تُوَائِلُ من مِصَكٍّ أَنْصَبَتْهُ ... حَوالِبُ أَسْهَرَيْهِ بالذَّنِينِ


(١) كذا بالأصل ومثله في التكملة، وضبطت في القاموس «فَزَعٍ» ضبط قلم.

(٢) كذا، وعبارة الأساس: وليل فلان ساهر، وذكر البيت، واقتصر على ذلك. وفي اللسان: يجوز أن يكون ساهراً نعتاً لليل، جعله ساهراً على الاتساع.

(٣) عبارة الأساس: قطعوا ساهرة: أرضاً بسيطة عريضة يسهر سالكها.

(٤) سورة النازعات الآية ١٤.