[رثغ]:
  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: الرَّبْغُ: التُّرَابُ المُدَقَّقُ، مِثْلُ الرَّفْغِ سَوَاء.
  وقال ابنُ عَبّادٍ: الرَّبَغُ بالتَّحْرِيكِ: سَعَةُ العَيْشِ.
  قال والرَّبِغُ كَكَتِفٍ: الماجِنُ الفاجِرُ، وَقد رَبِغَ، كفَرِحَ.
  والأَرْبَغُ: الكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيءٍ، والاسمُ الرَّباغَةُ، كَسَحَابَةٍ(١) قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وفِعْلُه رَبُغَ، ككَرُمَ.
  واليَرْبَغُ، كاليَرْمَعِ: ع، م مَعْرُوفٌ(٢)، عن ابْنِ دُرَيْدٍ، وَأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ:
  فاعْسِفْ بناجٍ كالرَّبَاعِي المُشْتَغِي ... بصُلْبِ رَهْبَى أو جِمَادِ اليَرْبَغِ(٣)
  قال الصّاغَانِيُّ: هُوَ بَيْنَ عُمَانَ والبَحْرَيْنِ.
  ويُقَالُ: أَخَذَهُ برَبَغِهِ، مُحَرَّكَةً أي: بحِدْثانِهِ ورُبّانِهِ قَبْلَ أَنْ يَفُوتَ، كَذا في المُحيطِ، وفي اللِّسَانِ: وقِيلَ: بأَصْلِه.
  وأَرْبَغَ إِبِلَهُ: تَرَكَها تَرِدُ الماءَ كَيْفَ شاءَتْ، بِلا تَوْقِيتٍ، هكذا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ، والصَّحِيحُ بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ، وقد تَقَدَّمَ، يُقال: تُرِكَتْ إِبِلُهُمْ هَمَلاً مُرْبَغًا، كَذا نَص التَّهْذِيبِ، وفي المُحْكَم: مُرْبَغَة.
  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَليهِ:
  أَرْبَغَ الشَّيْطَانُ في قَلْبِهِ وعَشَّشَ، أي: أَقامَ عَلَى فَسَادٍ اتَّسَعَ لَهُ المُقَامُ مَعَهُ، قالَهُ أَبُو سَعِيدٍ.
  وَناقَةُ مُرْبِغَةٌ، كمُحْسِنَةٍ: سَمِينَةٌ مُخْصِبَةٌ، ومِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ ¥: «هَلْ لَكَ في ناقَيْنِ مُرْبِغَتَيْنِ؟».
  وَرَبِغَت الإِبِلُ رَبْغًا: وَرَدَتِ الماءَ مَتى شاءَتْ وَأَرْبَغُ، كأَحْمَد: مُوضِعٌ عن ابْنِ دُرَيْدٍ، وأَهْمَلَهُ ياقُوت.
  وَأَرْبَاغ: موضِعٌ آخَرُ، قال الشَّنْفَرَى:
  وَأُصْبِحُ بالعَضْداءِ أَبْغِي سَرَاتَهُم ... وَأُسْلِكُ خِلًّا بَيْنَ أَرْبَاغَ والسَّرْدِ
  ومِنْ أَمْثَالِهم: «الفُساءُ خَيْرٌ من الرَّبْغ» وقد مَرَّ ذِكْرُه في «ف س أَ»(٤).
  [رثغ]: الرَّثَغُ، مُحَرَّكَةً أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ اللَّيْثُ:
  هُوَ لُغَةٌ في اللَّثَغِ، بالّلامِ، كما سَيَأْتِي، هكَذا هُوَ في اللِّسَانِ والعُبَابِ والتَّكْمِلَةِ.
  [ردغ]: الرَّدَغَةُ، مُحَرَّكَةً وتُسَكَّنُ: الماءُ والطِّينُ، والوَحَلُ الكَثِيرُ الشَّدِيدُ، قال أبُو زَيْدٍ: هِيَ الرَّدَغَةَ، أي: بالتَّحْرِيكِ، وقد جاءَ رَدْغَةُ وفي مَثَلٍ مِنَ المُعَاياة: قالُوا: «ضَأْنٌ بِذِي تُنَاتِضَةَ(٥)، تَقْطَعُ رَدْغَةَ الماءِ، بعَنَقٍ وإِرْخَاءٍ» يُسَكِّنُونَ دالَ الرَّدْغَةِ في هذِه وَحْدَها، ولا يُسَكِّنُونَها في غَيْرِها، وقد ذُكِرَ في «ن ت ض» فراجِعْهُ.
  ج: رَدْغٌ، ورَدَغٌ، ورِدَاغٌ، كصَحْبٍ، وخَدَمٍ، وجِبَالٍ وَمِنْهُ حَدِيثُ شَدّادِ بنِ أَوْسٍ ¥: «مَنَعَنَا هذا الرِّداغُ عَن الجُمُعَةِ» وفي حَدِيثٍ آخرَ: «خَطَبَنا في يَوْمٍ ذِي رَدْغٍ».
  ومَكَانٌ رَدِغٌ ككَتِفٍ: كَثِيرُهُ، وَفي اللِّسَانِ: أي: وَحِلٌ، وَفي التَّكْمِلَةِ: ذُو رَدْغٍ(٦).
  ورَدْغَةُ الخَبَالِ بالفَتْحِ ويُحَرَّك: عُصَارَةُ أَهْل النّارِ، هكَذَا فُسِّرَ بِهِ حَدِيثُ حَسّانِ بنِ عَطِيَّةَ: «مَنْ قَفَا مُسْلِما بما لَيْسَ فِيهِ وَقَفَه الله في رَدْغَةِ الخَبَالِ، حَتَّى يَجئَ بالمَخْرَجِ مِنْهُ»، وفي رِوَايةٍ أُخْرَى: «مَنْ قالَ في مُؤْمِنٍ ما لَيْسَ فِيهِ حَبَسَهُ اللهُ في رَدْغَةِ الخَبَالِ» وفي حَدِيثٍ آخَرَ: «مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ سَقَاهُ الله مِنْ رَدْغَةِ الخَبَالِ».
  والرَّدِيغُ، كأَمِيرٍ: الصَّرِيعُ عن ابْنِ الأَعْرابِيِّ، والعَيْنُ لُغَةٌ فِيهِ، كما تَقَدَّمَ، وقَدْ رُدِغَ بِه، أي: صُرعَ.
  والرَّدِيغُ، قال الأَزْهَرِي: هكَذَا أَقْرَأَنِيهِ الإِيادِيُّ عَنْ شَمِرٍ، وأَمّا المُنْذِريُّ فإِنَّهُ أَقْرَأَني لأبِي عُبَيْدٍ فِيما قَرَأَ عَلَى أَبِي الهَيْثَمِ بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ، قَالَ: وكِلاهُمَا عِنْدِي مِنْ نَعْتِ الأحْمَق، وَزادَ غَيْرُه: الضَّعِيف.
  وناقَةٌ ذاتُ مَرادِغَ أي: سَمِينَةٌ وكذلِكَ: جَمَلٌ ذُو مَرادِغَ،
(١) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: كصحابة.
(٢) في معجم البلدان: موضع في ديار بني تميم بين عمان والبحرين.
(٣) المشتغي: الذي قد همّ أن يلقي رباعيته إذا شخصت ونفضت، أراد البزول، تكملة.
(٤) كذا بالأصل، ولم أعثره عَلَيه هناك.
(٥) الأصل واللسان وفي التهذيب: تناقضه بالقاف.
(٦) في التكملة: ذو ردغة.