تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فبزن]:

صفحة 424 - الجزء 18

  وغانَتْ نَفْسِي تَغِينُ غَيْناً: غَثَتْ.

  وغانَتِ الإِبِلُ: عَطِشَتْ، مثْلُ غامَتُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  غانَتِ السَّماءُ غَيْناً وغِينَتْ غَيْناً: طَبَّقَها الغَيْمُ.

  والأغْيَنُ: الأخْضَرُ.

  والغِينُ، بالكسْرِ، مِن الأرَاكِ والسِّدْرِ: كثْرَتُه واجْتِماعُه وحُسْنُه؛ عن كُراعٍ، والمَعْروفُ أنَّه جَمْعُ شَجَرة غَيْناء، وكذلِكَ حُكِي الغِينَةُ، بالكسْرِ، جَمْع شَجَرةٍ غَيْناء.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: وهذا غيرُ مَعْروفٍ في اللُّغَةِ ولا في قياسِ العَربيَّةِ، إنَّما الغِينَةُ الأَجَمَةُ.

  والغَيْنَةُ الشَّجْراءُ: مثْلُ الغَيْضَة الخَضْراء.

  والغَيْنُ: شَجَرٌ ملْتفٌ وغَيَّنَ غِيَناً حَسَنَةً وحَسَناً: كَتَبَها؛ والجَمْعُ غيونٌ وأَغْيانُ وغَيْنات.

فصل الفاء مع النون

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [فبزن]: فابزان: قَرْيةٌ بأَصْبَهان، منها: أَبو جَعْفرٍ أَحمدُ ابنُ سُلَيْمن بنِ يوسفَ بنِ صالحِ العقيليُّ، عن أَبيهِ، وعنه محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ يَعْقوب الأَصْفهانيُّ تُوفي سَنَة ٣٠١.

  [فبجن]: وفابجانُ، بالجيمِ بَدَل الزَّاي: قَرْيةٌ أُخْرى بأَصْفَهان غيرُ الأُولى⁣(⁣١)، منها أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ⁣(⁣٢) إبراهيمَ بنِ يَسَارٍ مَوْلَى قُرَيْش.

  [فتن]: الفَتْنُ، بالفتحِ، ذِكْرُ الفتْحِ مُسْتدركٌ لأنَّه مَفْهومٌ مِن إطْلاقِه: الفَنُّ والحالُ؛ ومنه قوْلُ عَمْرو بنِ أَحْمر الباهِلِيّ:

  إمَّا على نَفْسِي وإمَّا لَها ... والعَيْشُ فِتْنَان فَحُلْوٌ ومُرْ⁣(⁣٣)

  أَي ضَرْبانِ ولَوْنانِ حُلْوٌ ومُرٌّ؛ وقالَ نابِغَةُ بَني جعْدَةَ:

  هما فَتْنَانِ مَقْضِيٌّ عليه ... لِسَاعَتِه فآذَنَ بالوَداعِ⁣(⁣٤)

  والفَتْنُ: الإِحْراقُ بالنَّارِ. يقالُ: فَتَنَتِ النَّارُ الرَّغيفَ: أَحْرَقَتْهُ. ومنه قوْلُه، ø: {يَوْمَ هُمْ} عَلَى النّارِ يُفْتَنُونَ⁣(⁣٥)، أَي يُحْرَقُونَ بالنارِ. وجَعَلَ بعضُهم هذا المعْنَى هو الأَصْل؛ وقيلَ: معْنَى الآيَةِ يُقَرَّرُونَ بذنوبِهم.

  والفِتْنَةُ، بالكسْرِ: الخِبْرَةُ؛ ومنه قوْلُه تعالَى: {إِنّا جَعَلْناها فِتْنَةً}⁣(⁣٦)، أَي خِبْرَةً. وقوْلُه، ø: {أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ}⁣(⁣٧)؛ قيلَ: مَعْناهُ يُخْتَبَرُونَ بالدّعاءِ إلى الجِهادِ، وقيلَ: بإنْزَالِ العَذابِ والمَكْروه؛ كالمَفْتُونِ، صِيغَ المَصْدرُ على لَفْظِ المَفْعولِ كالمَعْقُولِ والمَجْلودِ؛ ومنه قوْلُه تعالَى: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ} بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ⁣(⁣٨).

  قالَ الجَوْهرِيُّ: الباءُ زائِدَةٌ كما زِيدَتْ في قوْلِهِ تعالَى: {قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً}⁣(⁣٩). والْمَفْتُونُ: الفِتْنَةُ، وهو مَصْدرٌ كالمَحْلُوفِ والمَعْقولِ، ويكونُ أَيُّكم المُبْتدا والْمَفْتُونُ خَبَره.

  قالَ: وقالَ المازِنيُّ: الْمَفْتُونُ هو رفعٌ بالابْتِداءِ وما قَبْله خَبَره كقوْلِهم: بمَنْ مُرْورُك وعلى أَيِّهم نُزُولُك، لأنَّ الأوّل في معْنَى الظَّرْفِ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: إذا كانت الباءُ زائِدَةً فالمَفْتُونُ الإِنْسان، وليسَ بمَصْدَر، فإن جعلت الباء غَيْر زائِدَةٍ فالمَفْتُونُ مَصْدَرٌ بمعْنَى الفُتُونِ.


(١) قال أبو سعد السمعاني: ولا أدري أهي الفابزانِ ... أم لا، قال: وظني أنهما قريتان.

(٢) في اللباب: أبو علي الحسن بن إبراهيم بن بشار.

(٣) اللسان والتهذيب وعجزه في المقاييس ٤/ ٤٧٣.

(٤) اللسان.

(٥) الذاريات، الآية ١٣.

(٦) الصافات. الآية ٦٣.

(٧) التوبة، الآية ١٢٦.

(٨) القلم، الآية ٦.

(٩) الإسراء، الآية ٩٦.