تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خمق]:

صفحة 127 - الجزء 13

  وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ شاهِداً على أَخْلَقَ الثَّوبُ لأَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤلِيِّ:

  نَظَرْتُ إِلى عُنْوانِه فنَبَذْتُهُ ... كنَبْذِكَ نَعْلاً أَخْلَقَتْ من نِعالِكَا

  وفي حَدِيثِ أُمِّ خالِدٍ: «قالَ لها: أَبْلِي وأَخْلِقِي» يُرْوَى بالقافِ وبالفاءِ، فالقاف⁣(⁣١) من إِخْلاقِ الثَّوْبِ وتَقْطِيعِه، والفاءُ بمعنَى العِوَضِ والبَدَلِ، وهو الأَشْبَهُ، وقد تَقَدَّم.

  وحَكَى ابنُ الأَعْرابِيِّ: باعَهُ بَيْعَ الخَلَقِ، ولم يُفَسِّرْهُ، وأَنْشَدَ:

  أَبْلغْ فَزارَةَ أَنِّي قد شَرَيْتُ لَها ... مَجْدَ الحَياةِ بسَيْفِي بَيْعَ ذِي الخَلَقِ

  والخَلْقُ، بالفَتْحِ: كُلُّ شَيْءٍ مُمَلَّسٍ.

  والخَلائِقُ: حَمائِرُ الماءِ، وهي: صُخُورٌ أَرْبَعٌ عِظامٌ مُلْسٌ، تَكُونُ على رَأْسِ الرَّكِيَّةِ، يَقُوم عليها النّازِعُ والماتِحُ، قالَ الرّاعِي:

  فغادَرْنَ مَرْكُوًّا أَكَسَّ عَشِيَّةً ... لَدَى نَزَحٍ رَيّانَ بادٍ خَلائِقُهْ⁣(⁣٢)

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: حَوْضٌ بادِي الخَلائِقِ، أَي: النَّصائِب.

  وسَحابَةٌ خَلْقاءُ، مثلُ خَلَقَةٍ، عن ابْنِ الأَعْرابِيِّ.

  والخَلْقاءُ: السَّماءُ، لمَلاسَتِها واسْتِوائِها.

  وحُكِيَ عن الكِسائيِّ: إِنَّ أَخْلَقَ بكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذا، قالَ: أَرادُوا إِنَّ أَخْلَقَ الأَشْياءِ بكَ أَن تَفْعَلَ ذلك.

  وهو خَلِيقٌ له، أَي: شَبِيهٌ، وما أَخْلَقَه، أَي: ما أَشْبَهَهُ.

  ويُقال: أَخْلِقْ بهِ، أَي: أَجْدِرْ بهِ، وأَحْرِ بهِ، واشْتِقاقُه من الخَلاقَةِ، وهو التَّمْرِينُ.

  والخِلاقَى: من مِياه الجَبَلَيْنِ، قالَ زَيْدُ الخَيْلِ الطّائِيُّ ¥:

  نَزَلْنا بَيْنَ فَتْكٍ والخِلاقَى ... بحَيٍّ ذِي مُداراةٍ شَدِيدِ

  وقول ذِي الرُّمَّةِ:

  ومُخْتَلَقٌ للمُلْكِ أَبْيَضُ فَدْغَمٌ ... أَشَمُّ أَبَجُّ العَيْنِ كالقَمَرِ البَدْرِ

  عَنَى بهِ أَنَّه خُلِقَ خِلْقَةً تَصْلُحُ للمُلْكِ، وكذا قَوْلُ ابْنِ أَحْمَرَ:

  مُسْتَبْشِرُ الوَجْهِ للأَصْحابِ مُخْتَلَقٌ ... لا هَيِّبانٌ ولا في أَمْرِه زَلَلُ

  والمُخْتَلَقُ: المُمَلَّسُ، قال رُؤْبَةُ:

  فارْتازَ عَيْرَيْ⁣(⁣٣) سَنْدَرِيٍّ مُخْتَلَقْ

  واخْلَوْلَقَتِ السَّماءُ أَنْ تُمْطِرَ، أَي: قارَبَتْ وشابَهَتْ.

  والخَلاقُ، كسَحابٍ: الدِّينُ، أَو الحَظُّ مِنْهُ.

  وأَخْلَقَ الدَّهْرُ الشَّيْءَ: أَبْلاهُ وأَخْلَقَ شَبابُه: وَلَّى.

  ويُقالُ للسّائِلِ: أَخْلَقْتَ وَجْهَك، وهو مَجازٌ.

  والخُلْقانِيُّ، بالضَّمِّ: نِسْبَةُ من يَبِيعُ الخَلَقَ من الثِّيابِ وغيرِها، وقد انْتَسَبَ هكَذا بعضُ المُحَدِّثِينَ، منهم: الرَّبِيعُ بنُ سُلَيْمٍ الأَزْدِيُّ، وأَبُو زِيادٍ إِسْماعِيلُ بنُ زَكَرِيّا، وأَبُو سَعِيدٍ الحَسَنُ بنُ خَلَفٍ الأَسْتَراباذِيُّ، وأَبُو عَبْدِ اللهِ مُوسَى بنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، الخُلْقانِيُّونَ.

  وخَلُوق، كصَبُورٍ، أَو خَلُوقَة: بَطْنٌ من العَرَبِ، منهم أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ الخَلُوقِيُّ، وله ابْنانِ: عبدُ الرَّحْمنِ، وعَبْدُ الواحِدِ، حَدَّثُوا.

  وأَبُو مَرْوانَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ هُذَيْل بن إِسْماعِيلَ التَّمِيميُّ الخَلَقيُّ، مُحَرَّكَةً الفَقِيهُ المُحَدِّثُ الزاهِدُ، كانَ يَلْبَسُ خَلَقَ الثِّيابِ، ذَكَرَه القاضِي عِياضٌ فِي المُدارَك، توفِّيَ سنة ٣٥٩.

  وخُلَّيْقَى، كسُمَّيْهَى: هَضْبَةٌ ببلادِ بَنِي عُقَيْلٍ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [خمق]: الخَمْقُ، أَهمَلَه الجَماعَةُ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: هو الأَخْذُ في خِفْيَةٍ، قال: ولا أَحْسِبُه عَرَبيًّا، كما في اللِّسانِ.


(١) سقطت من المطبوعة الكويتية، وفي اللسان: فبالقاف.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٩٠ وانظر تخريجه فيه.

(٣) بالأصل «غيرى» والمثبت عن المطبوعة الكويتية.