تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مكس]:

صفحة 477 - الجزء 8

  أَمْرِ كذا، تَمْقَسُ، فهي مَاقِسَةٌ، إِذا أَنِفَتْ، وقال مَرَّةً: خَبُثَتْ، وهي بمَعْنَى لَقِسَتْ، كتَمَقَّسَتْ، قال أَبو زيد: صادَ أَعرَابِيٌّ هامَةً فأَكَلها، فقال: مَا هذا؟ فقيل: سُمَانَى، فغَثَتْ نَفْسُه فقال:

  نَفْسِي تَمَقَّسُ مِنْ سُمَانَى الأَقْبُرِ

  ويُروَى: تَمَقْحَسُ، كما تقدَّم.

  والتَّمْقِيسُ في الماءِ: الإِكْثَارُ مِن صبِّهِ، عنِ ابن عَبّادٍ.

  والمُمَاقَسَةُ: المُغَاطَّةُ في الماءِ، وكذلك التَّماقُسُ. وفي الحَديث: «خَرَجَ عبدُ الرَّحْمن بنُ زيدٍ وعاصِمُ بنُ عُمَرَ يَتَمَاقَسَانِ في البَحْر» أَي يَتَغَاوَصَانِ.

  ومِن المَجَازِ: هُو يُمَاقِسُ حُوتاً، أَي يُقَامِسُ، وقد تقدَّم.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  المَقْسُ: الجَوْبُ والخَرْقُ.

  ومَقَسَ في الأَرْضِ مَقْساً: ذَهَب فيها.

  وامْرَأَةٌ مَقَّاسَةٌ: طَوَّافَةٌ.

  [مكس]: مَكَسَ في البَيْعِ يَمْكِسُ مَكْساً، إِذا جَبَى مالاً، هذا أَصْلُ مَعْنَى المَكْسِ.

  والمَكْسُ: النَّقْصُ، عن شَمِرٍ، وبه فُسِّرَ قولُ جابِر بنِ حُنَيٍّ التَّغْلبيّ⁣(⁣١):

  أَفِي كُلِّ أَسْوَاقِ العِرَاقِ إِتَاوَةٌ ... وفي كُلِّ ما بَاعَ امْرُؤُ مَكْسُ دِرْهَم

  وقيل: المَكْسُ: انْتِقاصُ الثَّمَنِ في البِيَاعَة.

  والمَكْسُ: الظُّلْمُ، وهو مَا يَأْخُذُه العَشَّارُ، وهو ماكِسٌ ومَكَاسٌ. وفي الحَديث: «لا يَدْخُلُ صاحِبُ مَكْسٍ الجَنَّةَ» وهو العَشَّارُ.

  والمَكْسُ: دَرَاهِمُ كانَتْ تُؤخذُ⁣(⁣٢) مِن بائِعِي السِّلَعِ في الأَسْوَاقِ في الجاهِلِيّةِ، عن ابنِ دُرَيْد. أَو هو دِرْهَمٌ كان يَأْخُذُه المُصَدِّقُ بَعْدَ فَرَاغه من الصَّدَقَةِ، قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ ... ويُقال: تَمَاكَسَا في البَيْع، إِذا تَشَاحَّا، عن ابنِ دُرَيْدٍ ومَاكَسَه الرجُلُ مُماكَسَةً: شَاحَّةُ. هكذا في النُّسَخ، وفي بعضٍ شَاكَسَهُ⁣(⁣٣)، وفي حَدِيث عُمَرَ⁣(⁣٤): «لا بَأْسَ بالمُمَاكَسَةِ في البَيْع» وهو انْتِقَاصُ الثَّمَن وانْحِطاطُه، والمُنابَذَةُ بَيْنَ المُتَبَايعَيْن، وبه فُسِّرَ حَدِيثُ جابِرٍ: «أَتُرَى أَنَّمَا ماكَسْتُكَ لِآخُذَ جَملَكَ».

  ومِن دُونِ ذلِكَ مِكَاسٌ وعِكَاسٌ، وهو أَنْ تأْخُذَ بناصِيتَهِ ويَأْخُذَ بناصِيَتِك، أُخِذَ مِن المَكْسِ، وهو اسْتِنْقَاصُ الثَّمَنِ في البِيَاعَةِ؛ لأَن المُمَاكِسَ يسْتَنْقِصُه، وقد مَرَّ في ع ك س طَرَفٌ مِن ذلِكَ.

  * ومما يسْتَدْرَك عليه:

  مُكِسَ الرجُلُ، كعُنِيَ: نُقِص في بَيْعٍ ونَحْوِه.

  والمُكُوسُ: هي الضَّرَائِبُ الّتِي كانَت تَأْخُذُها العَشَّارُونَ.

  وماكِسِينُ ومَاكِسُونَ: مَوْضِعٌ، وهي قريةٌ على شاطئِ الفُرَاتِ، وفي النَّصْب والخَفْض: ماكِسِينَ⁣(⁣٥).

  وشَبْرَى المِكَاسِ: قَرْيَةٌ شَرْقِيَّ القاهِرَةِ، وقد ذُكِرَت في «ش ب ر» وهي شَبْرَى الخيْمَةِ؛ لأَن خَيْمةَ المَكْسِ كانَتْ تُضْرَبُ فيهَا.

  [ملس]: المَلْسُ: السَّوْقُ الشَّديدُ، قالَ الرَّاجِزُ:

  عَهْدِي بِأَظْعانِ الكَتُومِ تُمْلَسُ

  ويقَال: مَلَسْتُ بالإِبِلِ أَمْلُسُ بِهَا مَلْساً، إِذا سُقْتَهَا سَوْقاً فِي خُفْيَة، قال الرّاجِزُ:

  ملْساً بذَوْدِ الحَلَسِيِّ ملْسا

  والمَلْسُ: اخْتِلاطُ الظَّلامِ، وقيل: هو بَعْدَ المَلْث، كالإِمْلاس، يُقَالُ: أَتَيْتُه مَلْسَ الظَّلامِ، ومَلْثَ الظَّلامِ وذلك حينَ يخْتَلِطُ الليلُ بالأَرْضِ، ويختلطُ الظلامُ، يُسْتَعْملُ ظَرْفاً وغيرَ ظَرْفٍ، ورُوِيَ عن ابن الأَعْرَابيّ: اختلَطَ المَلْسُ بالملْثِ، والمَلْثُ أَوَّلُ سَوَادِ المغْرِبِ، فإِذا اشْتَدَّ حتَّى يأْتِيَ


(١) اللسان: الثعلبي.

(٢) سقطت من المطبوعة الكويتية.

(٣) وهي رواية اللسان.

(٤) في النهاية واللسان: ابن عمر.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وماكسين وماكسون الأولى الإِقتصار على ماكسون بدليل قوله وفي النصب الخ».