تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حنقط]:

صفحة 225 - الجزء 10

  فتَحَنَّطَ هو. وفي الصّحاح: والحَنُوطُ: ذَرِيرَةٌ، وقد تَحَنَّطَ بهِ الرَّجُلُ، وحَنَّطَ المَيِّتَ تَحْنِيطاً. انتهى.

  وفي قِصّةِ ثَمُود: «لمّا اسْتَيْقَنُوا بالعَذَابِ تَكفَّنُوا بالأَنْطَاعِ وتَحَنَّطُوا بالصَّبِرِ؛» لئِلاّ يَجِيفُوا.

  وفي حَدِيثِ ثابِتِ بنِ قَيْسٍ: «وقد حَسَرَ عن فَخِذَيْه وهو يَتَحَنَّطُ» أَي يَسْتَعْمِلُ الحَنُوطَ في ثِيَابِه عند خُرُوجِه للقِتَالِ، كأَنَّه أَرادَ به الاسْتِعْدَادَ للمَوْتِ، وتَوْطِينَ النَّفْسِ بالصَّبْرِ على القِتَالِ.

  والحُنَطِئَةُ: العَرِيضَةُ الضَّخْمَةُ، وقد ذُكرَ في الهَمْزِ.

  والأَحْنَطُ: العَظِيمُ اللِّحْيَةِ الْكَثُّهَا، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، وأَنْشَدَ:

  لَمْ يَخِبْ إِذْ جَاءَ سَائِلُه ... لَيْسَ مِبْطاناً ولا أَحْنَطَ كَثّ

  وأُحْنِطَ الرَّجُلُ، بالضَّمِّ، إِذا ماتَ.

  وقَالَ الفَرَّاءُ في نَوَادِرِه: اسْتَحْنَطَ الرَّجلُ، إِذا اجْتَرَأَ على الموْتِ، وهَانَتْ عليه نَفْسُه⁣(⁣١).

  والحَنْطُ، بالفَتْحِ: النَّبْلُ الَّذِي يُرْمَى به، يَمَانِيَةٌ.

  وقالَ ابنُ فَارِسٍ: الحاءُ والنّونُ والطّاءُ ليس بذلِكَ الأَصْلِ الذي يُقَاسُ عليه أَو مِنْهُ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الْحَانِطُ: المُدْرِكُ من الشَّجَر والعُشْب، وأَنْشَد الدِّينَوَرِيُّ:

  والدِّنْدِنُ البَالِي وخَمْطٌ حانِطُ

  وأَحْنَطَ الرِّمْثُ: ابْيَضَّ وَرَقُه، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وغيرُه، فهو مُحْنِطٌ وحَانِطٌ، الأَخِيرُ على غير قِيَاسٍ، وقد تَقَدَّمَ قَريباً.

  والإِحْنَاطُ: التَّرمِيلُ⁣(⁣٢) والإِدْماءُ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:

  لَوْ أَنّ كَابِيَةَ بنَ حُرْقُوصٍ بهِمْ ... نَزَلَتْ قَلُوصِي حينَ أَحْنَطَها الدَّمُ

  أَي رَمَّلَهَا ودَمّاها. وقال آخرُ:

  وخَيْل بَنِي شَيْبَانَ أَحْنَطَها الدَّمُ

  وتَحَنَّطَ أَيْضاً، من الحِنْطَةِ، كما في الأَساسِ.

  وقَوْمٌ حَانِطُونَ: حَانَ حَصَادُ زَرْعِهِم، وهو على النَّسَبِ.

  والحَنّاطُ: لَقَبُ جَمَاعَةٍ من المُحَدِّثِينَ، منهم: فِطْرُ⁣(⁣٣) بنُ خَلِيفَة، والحَسَنُ بن سَهْلٍ شَيْخُ مُطَيَّن، وأَحمدُ بنُ محمَّدٍ الكُوفيُّ شيخُ ابنِ مَرْدَوَيْه، وخَلَف بن عُمَرَ الهَمَذَانِيّ عن جَعْفَر الخَلَدِيِّ، وأَبُو الطَّيِّبِ محمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله النَّيْسَابُورِيُّ الحَنّاطُ، عن مُحَمَّدِ بنِ أَشْرَسَ. ووالدُه سَمِعَ ابنَ رَاهَوَيْهِ، وأَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بنُ محمَّد الحَنّاطُ: شيخٌ للدَّارَقُطْنِيِّ، وأَبو ثُمَامَةَ الحَنَّاط: تَابعيٌّ، عن كَعْبِ بنِ عجْرَة، ومُسْلِمٌ الحَنَّاطُ⁣(⁣٤): تَابِعِيٌّ أَيضاً، عن ابنِ عُمَرَ، وأَحْمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الحَنُوطِيُّ المِصْرِيُّ: مُحَدِّثٌ.

  [حنقط]: الحِنْقِطُ، كخِنْدِفٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: هو ضَرْبٌ من الطَّيْرِ ولا أَحُقُّه، أَو هو الدُّرَّاجُ، مثل الحَيْقُطَانِ، قالَهُ في رُباعيِّ الجَمْهَرَةِ⁣(⁣٥)، والجَمْعُ: حَنَاقِطُ.

  قال: وقد سَمَّتِ العَرَبُ حِنقِطاً، بلا لامٍ، وأَنْشدَ:

  هَلْ سَرَّ حِنْقِطَ أَنَّ القَوْمَ سَالَمَهُمْ ... أَبو شُرَيْحٍ ولم يُوجَدْ له خَلَفُ

  قال الصّاغَانِيُّ: هكَذَا قال حِنْقِطاً مَصْرُوفاً، والصوابُ حِنْقِط، غير مَصْرُوفٍ. وأَبو شُرَيْح، والرِّواية «أَبو حُرَيْثٍ» لا غير.

  وحِنْقِطُ: اسمُ امْرَأَةِ يَزِيدَ بنِ القُحَادِيَّةِ، وهو أَبُو حُرَيْثٍ، هذا، والبَيْتُ للأَعْشَى ويُرْوَى: «صَالَحَهُم» بدل «سالَمَهم».

  هُنَا ذَكَره الصّاغانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ، وفي التَّكْمِلَةِ في مادة «ح ق ط» وكأَنَّ النُّونَ زَائِدَةٌ.

  [حوط]: حَاطَهُ يَحُوطُهُ حَوْطاً وحِيطَةً وحِيَاطَةً، بكَسْرِهِمَا: حَفِظَهُ وصَانَهُ وكَلَأه، ورَعَاهُ، وذَبَّ عنه، وتَوَفَّر على مَصَالِحِه وتَعَهَّدَهُ، وقَوْلُ الهُذَلِيِّ:

  وأَحْفَظُ مَنْصِبِي وأَحُوطُ عِرْضِي ... وبَعْضُ القَوْمِ لَيْسَ بذِي حِيَاطِ⁣(⁣٦)


(١) في اللسان: الدنيا.

(٢) في التهذيب والتكملة ووردت اللفظتان في الأصل بالزاي.

(٣) عن تقريب التهذيب وبالأصل «قطر».

(٤) في اللباب: مسلم الخبّاط، بالباء الموحدة، قال: اجتمع فيه الثلاث، يعني: خباط وخبّاط وحنّاط. انظر اللباب ١/ ٤١٧ «الخباط».

(٥) انظر الجمهرة ٢/ ١٧١ و ٣/ ٣٢٩.

(٦) للمتنخل ديوان الهذليين ٢/ ٢٢ وفيه: وأصون عرضي بدل وأحوط عرضي.