تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بصع]:

صفحة 17 - الجزء 11

  شَأْسُ الهَبُوط زَنَاءُ الحامِيَيْن مَتَى ... يَبْشَعْ بوَارِدَةٍ يَحْدُث لَهَا فَزَع

  قَوْلُه: يَبْشَع بِوَارِدَةٍ، أَي يَضِيقُ بالنَّاس، ويُرْوَى: يَنْشَغ «بالنُّون والغَيْن المُعْجَمَةِ» أَيْ يَتضايَق كما يَنْشَغ بالشَّيْءِ إِذا غَصّ بِه.

  وِمن المَجَازِ: بَشِعَ بالأَمْرِ بَشَعاً وبَشَاعَةً، إِذا ضَاقَ بِهِ ذَرْعاً.

  وقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِ أَبِي زُبَيْدٍ أَنَّ الأَسَدَ إِذا أَكَلَ أَكْلاً شَدِيداً، وشَبِعَ تَرَكَ مِنْ فَرِيسَتِه شَيْئاً في المَوْضِعِ الَّذِي يَفْتَرِسُهَا، فإِذا انْتَهَتِ الظِّبَاءُ إِلَى ذلِكَ المَوْضِعِ لِتَرِدَ الماءَ فَزِعَتْ مِنْ ذلِكَ، لِمَكَانِ الأَسَدِ.

  وِمِنَ المَجَازِ: خَشَبَةٌ بَشِعَةٌ، كفَرِحَةٍ، إِذا كانَتْ كَثِيرَةَ الأُبَنِ، يُقَال: نَحَتَ مَتْنَ العُودِ حَتَّى ذَهَبَ بَشَعُهُ.

  وِتَبْشَعُ، كنَصْنَع، مُضَارعُ صَنَعَ: د، بدِيارِ فَهْمٍ⁣(⁣١). قالَ قَيْسُ بنُ العَيْزَارَةِ.

  أَبا عامِرٍ إِنّا بَغَيْنَا دِيارَكُمْ ... وِأَوْطانَكُمْ بَيْن السَّفِيرِ فتَبْشَعِ

  ورَوَى نَصْرٌ: الشَّفِير، بالشِّينِ المُعْجَمَة.

  وِمِنَ المَجَاز: اسْتَبْشَعَهُ، أَي الشَّيْءَ، إِذا عَدَّهُ بَشِعاً، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  رَجُلٌ بَشِيعٌ، كأَمِيرٍ، مِثْلُ بَشِعٍ، وكَذا طَعَامٌ بَشِيعٌ، مثلُ بَشِعٍ.

  وِالبَشِعُ: الطَّعَامُ الجافُّ اليابِسُ الّذِي لا أُدْمَ فِيهِ.

  وِالبَشَعُ، مُحَرَّكةً: تَضَايُقُ الحَلْقِ بِطَعَامٍ خَشِنٍ.

  وكَلامٌ بَشِيعٌ: خَشِنٌ كَرِيهٌ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وهو مَجَاز.

  ولِبَاسٌ بَشِعٌ: خَشِنٌ، عن ابن الأَعْرَابِيّ، وهو مَجَازٌ.

  وِبَشِعَ بِالشَّيْءِ بَشَعاً، إِذا بَطَشَ به بَطْشاً مُنْكَراً، كَمَا في اللِّسَان. وابْتَشَعَ المُقَامَ⁣(⁣٢) في مَحَلِّ كَذا: اسْتَخْشَنَهُ، وهو مَجَازٌ.

  وِالتُّبْشُع، كقُنْفُذٍ: شَجَرُ الخِرْوَعِ، يَمَانِيَةٌ، هكَذَا سَمِعْتُ مِنْهُم، أَو هُوَ تَبْشُعُ، كتَنْصُر، فليُنْظَر.

  وِأَبْشَعَنِي الطَّعَامُ: حَمَلَنِي عَلَى البَشَعِ، لِخُشُونَتِه، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ.

  [بصع]: بَصَع، كمَنَعَ، بَصْعاً: جَمَع، قالَ الجَوْهَرِيّ: سَمِعْتُه من بعضِ النَّحْوِيّينَ، ولا أَدْرِي ما صِحَّتُه. قُلْتُ: رَواه ثَعْلَبٌ عن ابن الأَعْرَابِيّ، قالَ: البَصْعُ: الجَمْعُ، ومِنْهُ قَوْلُهُمْ في التَّأْكِيدِ جاءَ القَوْمُ أَجْمَعُون أَكْتَعُون أَبْصَعُونَ، إِنَّمَا هو شَيْءٌ يَجْمَعُ الأَجْزَاءَ.

  وِقَالَ ابنُ فارِسٍ: بَصَعَ الشَّيْءُ، سَواء كانَ الماء أو غَيْره، أَيْ سالَ. وقال غَيْرُهُ: رَشَحَ قَلِيلاً.

  وِالأَبْصَعُ: الأَحْمَقُ نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ.

  وِقالَ الجَوْهَرِيّ: أَبْصَعُ: كَلِمَةٌ يُؤَكِّد بِهَا. يُقَالُ: جَاءَ القَوْمُ أَجْمَعُونَ أَبْصَعُونَ وتَقُولُ: أَخَذْتُ حَقِّي أَجْمَعَ أَبْصَعَ.

  ويُقَالُ في الأُنْثَى: جَمْعَاء بَصْعَاء، لِلتَّوْكِيدِ، وهو مُرَتَّبٌ لا يُقَدَّمُ عَلَى أَجْمَعَ، كما مَرَّ في ب ت ع مُفَصَّلاً.

  وِقالَ اللَّيْثُ: البَصْعُ بالفَتْحِ: الخَرْقُ الضَّيِّقُ الَّذِي لا يَكَادُ يَنْفُذُ فِيهِ الماءُ، تَقُولُ: بَصَعَ يَبْصَع بَصَاعَةً.

  وِالبَصْعُ: مَا بَيْنَ السَّبّابَةِ والوُسْطَى، كَذا في اللّسَان.

  وِبالكَسْرِ: بِضْعٌ من اللَّيْلِ. يُقَالُ: مَضَى بِصْعٌ مِنَ اللَّيْلِ، أَي جَوْشٌ منه، كما في الصّحاحِ.

  وِالبُصْعُ، بالضَّمِّ: جَمْعُ البَصِيعِ، كأَمِيرٍ: اسْمٌ للعَرَقِ المُتَرَشِّحِ من الجَسَدِ.

  وِالبُصْعُ: جَمْعُ الأَبْصَعِ. الَّذِي هو تَأْكِيدٌ لأَجْمَعَ، هكَذَا في سَائِرِ النُّسَخِ، وهو خَطَأٌ، والصَّوابُ في جَمْعِهِ بُصَعُ، كزُفَرَ. فَفِي الصّحاحِ: رَأَيْتُ النِّسْوَةَ جُمَعَ بُصَعَ، وتَقَدَّمَ مِثْلُه أَيْضاً، وإِنْ كانَ جَمْعَ الأَبْصَعِ بمَعْنَى الأَحْمَقِ فهُوَ مُسَلَّمٌ مَقِيسٌ، كأَحْمَرَ وحُمْرٍ، وأَسْوَدَ وسُودٍ، ولكِنَّهُ يَحْتَاجُ إِلى بَيَانٍ ودَلِيلٍ.


(١) زيد في معجم البلدان: بالحجاز.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وابتشع المقام، عبارة الأساس: وقد بشع الوادي بالناس إِذا ضاق بهم، فاستبشعوا المقام فيه».