تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حذي]:

صفحة 313 - الجزء 19

  واسْتَحْذاهُ: اسْتَعْطاهُ الحِذاءَ، أَي النَّعْل.

  ورجُلٌ حاذٍ: عليه حِذاءٌ.

  والحِذَاءُ الزَّوْجَةُ لأنَّها مَوْطُوءَةٌ كالنَّعْلِ؛ نَقَلَهُ أَبو عَمْرو والمطرز.

  ويقالُ: تَحَذّ بحِذاءِ هذه الشَّجَرَةِ أَي صْرِ بحِذائِها.

  [حذي]: ي الحَذِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: هَضْبَةٌ قُرْبَ مكَّةَ، شرَّفَها اللهُ تعالى؛ قالَ أبو قلابَة:

  يَئِسْتُ من الحَذِيَّةِ أُمَّ عَمْروٍ ... غَداتَئِذٍ انْتَحَوْنِي بالحبابِ⁣(⁣١)

  والحُذَيَّا، بالضَّمِّ وفتْحِ الذَّالِ مع تشْدِيدِ الياءِ: هَدِيَّةُ البِشارَةِ وجائِزَتُها.

  وهو حُذَيَّاكَ: أَي بإزائِكَ.

  وفي المَثَلِ: أَخَذَه بين الحُذَيَّا والخُلْسَةِ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: أَي بينَ الهِبَةِ والاسْتِلابِ.

  والحِذْيُ، كالعِذْيِ، أَي بالكسْرِ: شَجَرٌ ينبتُ على ساقٍ.

  والحُذَايةُ، كثُمامةٍ: القِسْمَةُ مِن الغَنِيمةِ كالحُذْيَا، بالضَّمِّ والحُذَيَّا، بفتْحِ الذالِ مع التَّشْديدِ، والحَذِيَّة، كغَنِيَّةٍ، والكَلمَةُ يائِيَّةٌ بدَليلِ الحِذْيَةِ، وواوِيَةٌ بدَلِيل الحِذْوَةِ.

  وقد أَحْذَاهُ مِن الغَنِيمةِ: أَعْطَاهُ منها.

  وحَذَى اللَّبَنُ وغيرُهُ، كالنَّبيذِ والخَلِّ، لِسانَهُ أَو فَمَهُ يَحْذِيه حَذْياً: قَرَصَهُ⁣(⁣٢)، وذلِكَ إذا فَعَلَ به شِبْهَ القَطْعِ مِن الاحْراقِ، وهو مُجازٌ.

  وحَذَى الإِهابَ حَذْياً: خَرَّقَهُ فأَكْثَرَ فيه مِنَ التَّخْريقِ.

  وحَذَى يَدَهُ بالسِّكِّين: قَطَعَها؛ وفي التهْذِيبِ: فهو يَحْذِيها إذا جَزَّها. ومِن المجازِ: حَذَى فلاناً بلِسانِه إذا قَطَعَه ووَقَعَ فيه، فهو مِحْذاءٌ يَحْذِي النَّاسَ يَقْطَعُهم بلِسانِه على المَثَلِ.

  والحِذْيَةُ، بالكسْرِ: ما قُطِعَ من اللَّحْمِ طولاً.

  قالَ الأصْمعيُّ: يقالُ أَعْطَيْتَه حِذْيَةً مِن لحْمٍ وحُزَّةً من لحْمٍ، وفِلْذَةٌ من لحْمِ كلُّ هذا إذا قطعَ طولاً.

  أَو هي القِطْعَةُ الصَّغيرَةُ منه؛ ومنه الحدِيثُ: «إنّما فاطِمَةُ حِذْيةٌ منِّي يَقْبضني ما يَقبْضها».

  وفي حدِيثِ مَسِّ الذِّكَر: «إنَّما هو حِذْيةٌ منْكَ» أَي قطْعَةٌ منْك.

  وجاآ حِذْيَتَيْنِ، بالكسْرِ مثَنَّى حِذْيَة: أَي: كلٌّ منهما إلى جَنْبِ الآخَرِ. ويقالُ أَيْضاً: جاآ حِذَتَيْن بمعْناهُ وقد تقدَّمَ.

  والحِذاءُ، بالكسْرِ: القِطافُ.

  والحَيْذُوانُ، بضَمِّ الذَّالِ: الوَرَشانُ؛ نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ.

  وتَحاذَى القَوْمُ فيمَا بَيْنهم الماءَ: اقْتَسَمُوا سَوِيَّةً مِثْل تَصافَنُوا؛ وهو مَجازٌ؛ قالَ الكُمَيْت:

  مَذانِبُ لا تَسْتَنْبِتُ العُودَ في الثَّرِى ... ولا يَتَحاذَى الحائِمُونَ فِصالَها⁣(⁣٣)

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  حَذَى الجِلْدَ يَحْذِيهِ: جَرَحَهُ.

  وحَذَى: أُذْنَه: قَطَعَ منها.

  والمِحْذَى: الشَّفْرَةُ التي يُحْذَى بها.

  والحُذْيَةُ، بالضمِّ⁣(⁣٤): الماسُ⁣(⁣٥) الذي تَحْذِي به الحِجارَةَ وتَثْقبُ.

  والحِذْيُ والحِذْيَةُ، بكسْرِهما: العطيَّةُ.

  وأَحْذَيْتُه طَعْنَةً: طَعَنْتُه؛ عن اللحْيانيّ وهو مَجازٌ.


(١) شرح أشعار الهذليين ٢/ ٧١٨ برواية: «بالجناب» واللسان ومعجم البلدان «الحذية».

(٢) في التهذيب: «قرضه».

(٣) اللسان والتهذيب.

(٤) في اللسان بالكسر، ضبط قلم.

(٥) في اللسان «الألماس» وكتب مصححه بهامشه: هكذا بأل، وفي القاموس: ولا تقل الألماس.