تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قتب]:

صفحة 303 - الجزء 2

  وبالتَّخْفيف رأَيته في فَصِيح ثَعْلَب مَضْبُوطاً بالقَلم، وفي هَامِش الكِتَابِ: وهو الوِعَاءُ الذِي يَتَنَاهى إِلَيْه الفَرْثُ، وهي الحِفْثُ، بكسر المُهْمَلَة وسُكُون الفَاءِ وآخره ثَاءٌ مُثَلَّثَة، هكذا مَضْبُوط عندنا، وفي فَصِيح ثَعْلب: وهي الفَحِث، أَي ككتِفٍ، وذكِر في بَاب المَكْسُور الأَوَّل من الأَسْمَاء، وهي إِنْفَحَةُ الجَدْيِ، أَي يَكُون له ما دَام يَرْضَع فإِذا أُكِل سُمِّيَت قِبَّة.

  وقُبَيْبَاتُ مُصَغَّراً: بِئرٌ دُون المُغِيثةِ، نقله الصَّاغَانِيّ. وماءٌ لِبَنِي تَغْلِب بْنِ وَائِل، وهو غَيْرُ القُباقِب المَارّ ذكره و: ع، بِظَاهِر دمَشْقَ⁣(⁣١). وَمَحَلَّة ببَغْدَادَ. وَمَاءٌ لِبَنِي تَمِيمٍ. و: ع بالحِجَاز. وقُبِّينُ بالضَّمِّ وقد تقدم ضَبْطُه أَيضاً: اسمُ نَهر.

  ووِلَايَةٌ بالعِرَاقِ، وكلامه هنا غيرُ مُحَرَّر؛ فإِنه قال أَوَّلاً: إِنَّه مَوْضِع بالعِراق، ثم قال: إِنَّه وِلَاية بالعراق، وَهُمَا وَاحِد.

  وقَبْ قَبْ حِكَايَةُ وَقْعِ السَّيْفِ عند القِتَال، من القَبْقَبَة، وهو التَّصْوِيتُ.

  والقَبِيبُ كأَمِير من الأَقِط الذي خُلِطَ رَطْبُه بِيَابِسه، وفي أُخرى يَابِسُه بِرَطْبِه.

  * ومِمَّا بَقِيَ على المُصَنِّف من المادَّة: عن الأَصْمعِيّ، قَبَّ ظهرُه يَقِبّ قُبُوباً إِذَا ضُرِب بالسَّوْط وغَيْره فجَفَّ، فذَلِك القُبُوبُ. قال أَبو نَصْر: سَمعْتُ الأَصْمَعِيَّ يقول: ذُكِر عن عُمَر أَنَّه ضَرَب رجلاً حَدّاً، فقال: إِذا قَبَّ ظهرُه فرُدُّوه إِليَّ، أَي إِذا اندمَلَت آثارُ ضَرْبِهِ وجَفَّت، من قَبَّ اللحمُ والتَّمرُ، إِذا يَبِسَ ونَشِف. وفي حَدِيث عَلِيٍّ كرَّم الله وجهه: «كانَت دِرْعُه صَدْراً لا قَبَّ لَهَا» أَي لا ظَهْرَ لها، سُمِّي قَبّاً لأَن قِوَامَها به من قَبِّ البَكَرة، وقد تَقدَّم. والأَقَبُّ: الضَّامِر، وجَمْعُه قُبٌّ. وحَكَى ابنُ الأَعْرَابِيّ: قَبِبَت المَرْأَةُ، بإِظهار التَّضْعِيف، ولَهَا أَخَوَاتٌ حَكَاها يَعْقُوب عَنِ الفَرَّاء، كمَشِشت الدَّابَّةُ، ولَحِحَتْ عَيْنهُ.

  والخيْلُ القُبُّ: الضَّوَامِرُ.

  والقَبْقبَة: صَوتُ جَوْفِ الفرَسِ؛ وهو القَبِيبُ.

  وقَبَّ الشيءَ وَقبَّبَه: جمع أَطْرَافه. والقَبْقَبُ: خَشَبُ السَّرْج. قال:

  يُطَيِّرُ الفَارِسَ لولا قَبْقَبُه

  وفي الأَسَاسِ: ومن المَجَاز: وَتَرٌ قَبٌّ طَاقَاتُه، أَي مُسْتَوِيَةٌ⁣(⁣٢).

  والقَبُّ: بالفَتْح: مِكْيَالٌ للغَلَّة كالقَبَّانِ، وقد نُسِبَ إِليه جَمَاعَةٌ من المُحَدِّثين، كالحَسَن بن محمد النَّيْسَابُوريّ القَبَّانِيّ الحَافِظ. وفَضْلُ بنُ أَبِي طالبٍ القَبَّانيّ الوَزَّانُ، عن أَبي الحُسَيْن بن يُوسُف، وغَيْرهما.

  والقِبَابُ ككتَاب: سِتَّة أَماكن ذكر المُصَنِّف منها ثَلَاثة وبَقِيَ عليه: قِبَابُ: موضع بِسَمَرْقَند، وأَقْصَى مَحَلَّة بنَيْسَابُور على طَرِيق العِرَاق. ومَوْضِع خَارِج بَغْدَادَ على طَرِيق خُرَاسان يُعْرَف بقَبَّان الحُسَيْن⁣(⁣٣) وقُبَيْبَات بالضَّم: قَرْيَةٌ شَرْقِيّ مِصْر.

  والقِبَابُ ككِتَابُ: لَقَب أَبِي بَكْرٍ عَبدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّد بْنِ فَوْرَك الأَصْبهَانيّ، لأَنَّه كان يَعْمَلُ الهَوَادِجَ.

  وقُبَّ بَطْنُه وقَبَّه غيْرُه، وهو شِدَّةُ الدَّمْج للاسْتدَارة. قال امرؤُ القيْس يصِف فرسا:

  رَقاقُها ضَرِمٌ وجَرْيُها خَذِمٌ ... ولحْمُها زِيَمٌ والطَّيُّ مقْبُوبُ

  [قتب]: القِتْبُ بالكسْرِ، قاله الكسائِيّ، ويُحرَّكُ: المِعَى، أُنثى والجمْع أَقْتَابٌ كالقِتْبَة، بالهاء، قاله ابنُ سِيدَه. وقال أَيضاً: القِتْبُ بالكسر: جمِيعُ أداة السَّانيةِ من أَعْلاقها وحِبالهَا وقيل: القِتْب: ما تَحَوَّى، أَي ما اسْتدار من البطْنِ وهي الحوايا، وأَمَّا الأَمْعَاءُ فهي الأَقْصابُ، على ما يَأْتي، اختارَه أَبُو عُبَيْد. وفي الحدِيث: «فتنْدلِق أَقْتابُ بَطْنِه». وقال الأَصْمَعيّ: واحدُها قِتْبة. والقِتْبُ، بالكسْر: الإِكافُ. قال شيْخُنا: ظاهِرُه أَنّ الإِكاف يكون للإِبلِ، ويَأْتي له في أَكف أَنه خاصٌّ بالحُمُر، وهو الَّذِي في أَكْثر الدَّوَاوِين، كما سَيَأْتي هناك وبالتّحْرِيكِ أَكْثر في الاسْتِعْمَال. وفي النِّهَايَة في حَدِيثِ عَائِشة ^ «لا تَمنعُ المرأَةُ نفسَها مِنْ زوْجِهَا وإِنْ كانَتْ عَلَى ظَهْرِ


(١) في معجم البلدان: محلة جليلة بظاهر مسجد دمشق.

(٢) العبارة في الأساس: وهذا وتر قواه قَبّ: طاقاته مستوية.

(٣) في معجم البلدان: «قِبابُ الحسين» وهي منسوبة إلى الحسين بن سكين الفزاري وقيل الحسين بن قرة الفزاري وكان قد خرج مع ابن الأشعث فقتله الحجاج.