تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زلقم]:

صفحة 321 - الجزء 16

  قالَ: ولا يقالُ: أَنْتَ أَزْكَمُ منه، وكَذلِكَ كلُّ ما جاءَ على فُعِلَ فهو مَفْعُول⁣(⁣١)، وما أَزْكَمَكَ.

  وأَصْلُ الزَّكْم: المَلْءُ كالزَّكْبِ، ومنه أُخِذَ الزُّكامُ.

  وزَكَمَ بنُطْفَتِهِ: رَمَى بها، كما في المُحْكَمِ.

  وفي الأَساسِ: أَي حَذَفَ بها كمخطَةِ المَزْكُومِ، وهو مجازٌ.

  وزَكَمَ القِربَةَ: مَلأَها، فهي مَزْكومَةٌ.

  والزُّكْمَةُ، بالضمِّ: الثَّقيلُ الجافي، وهو مجازٌ.

  والزُّكْمَةُ: آخِرُ وَلَدِ الأَبَوَيْنِ. يقالُ: هو زُكْمَةُ أَبَوَيْه إذا كان آخِرَ ولدهما، وهو مجازٌ نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  والزَّكْمَةُ، بالفتحِ: الزَّحْرَةُ يَخْرُج منها الوَلَدُ، وقد ذُكِرَ في «ز ج م».

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الزَّكْمَةُ: النَّسْلُ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ؛ وأَنْشَدَ:

  زَكْمَةُ عَمَّارٍ بَنُو عَمَّار ... مثلُ الحَراقِيص على حِمارِ⁣(⁣٢)

  وأَنْشَدَه يَعْقوبُ: زُكْمَةُ عَمَّارٍ، بالضمِّ.

  وهو أَلْأَمُ زُكْمَة في الأَرضِ أَي أَلأَمُ شيءٍ، كزُكْبَةٍ.

  وفي الأَساسِ: أَي أَحْقَرُ نطْفَةٍ.

  ولفُلانٍ زُكْمَةُ سُوءٍ: وَلَدٌ غيرُ صالِحٍ.

  ولَعَنَ اللهُ أُمّاً زَكَمَتْ به.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: زَكَمَتْ به أُمُّه إذا وَلَدَتْه سَرْحاً.

  [زلقم]: الزُّلْقُومُ، بالضَّمِّ، كتَبَه بالأَحْمر مع أَنَّ الجوْهَرِيُّ ذَكَرَهُ في ترْكِيبِ «ز ق م» على أَنَّ اللامَ زائِدَةٌ وقالَ: هو الحُلْقُومُ زِنَةً ومعْنًى، عن ابنِ دُرَيْدٍ. وأَفْرَدَه صاحِبُ اللّسانِ وقالَ: هو هكذا في بعضِ اللّغاتِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه: زَلْقَمَ اللُّقْمَةَ: بَلَعَها.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: الزَّلْقَمَةُ الاتِّساعُ، ومنه سُمِّي البَحْرُ زُلْقُماً وقُلْزُماً عنِ ابنِ خالَوَيْه.

  والزُّلْقومُ: خُرْطومُ الكَلْبِ، عن الأَصْمَعيِّ. زادَ غيرُه: ومِن السَّبُعِ أَيْضاً.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: زُلْقومُ الفِيلِ: خُرْطومُه.

  [زلم]: الزَّلَمُ، محرَّكةً، وكصُرَدٍ، وهذه عن كُراعٍ، الظِلْفُ؛ وخصَّ بعضُهم به أَظْلافُ البَقَرِ. أَو هو الزَّمَعُ الذي هو خَلْفهُ.

  والزُّلَمُ والزَّلَمُ: قِدحٌ لا ريشَ عليه وهي سِهامٌ كانوا يَسْتَقْسمونَ بها في الجاهِليَّةِ ج، أَي جَمْعُ الكلِّ، أَزْلامٌ قالَ اللهُ تعالَى: {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ}⁣(⁣٣).

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: الأَزْلامُ كانتْ لقُرَيْش في الجاهِليَّةِ مَكتوبٌ عليها أَمْرٌ ونَهْيٌ، وافْعَلْ ولا تَفْعَلْ، وقد زُلِّمَتْ وسُوِّيَتْ ووضعت في الكَعْبةِ، يقومُ بها سَدَنَةُ البيتِ، فإذا أَرَادَ رجُلٌ سَفَراً أَو نكاحاً أَتَى السَّادِنَ وقالَ: أَخْرِج لي زَلَماً، فيُخْرجُه ويَنْظرُ إليه، فإذا خَرَجَ قِدْحُ الْأَمْرِ مَضَى على ما عَزَمَ عليه، وإن خَرَجَ قِدْحُ النَّهْي قَعَدَ عمَّا أَرادَه، ورُبَّما كانَ مع الرجُلِ زَلَمانِ وضَعَهما في قرابه، فإذا أَرَادَ الاسْتِقْامَ أَخْرَج أَحَدَهما؛ قالَ الحُطَيْئَةُ:

  لم يَزْجُرِ الطَّير إن مَرَّتْ به سُنُحاً ... ولا يُفِيضُ على قِسْمٍ بأَزْلامِ⁣(⁣٤)

  وقالَ طَرَفَةُ:

  أَخَذَ الأَزْلامَ مُقْتَسِماً ... فأَتَى أَغْواهما زَلَمَهْ⁣(⁣٥)

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ في معْنَى الآيةِ: أَي تَطلبُوا مِن جهَةِ الأَزْلامِ ما قسمَ لكُم مِن أَحَدِ الأَمْرَيْن.

  وقد قالَ المُؤَرِّجُ وجماعَةٌ مِن أَهْلِ اللغَةِ: إنَّ الْأَزْلامَ قِدَاحُ المَيْسرِ؛ قالَ: وهو وَهمٌ بل هي قِداحُ الأَمْرِ والنَّهْي،


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وما أزكمك، عبارة اللسان بعد قوله فهو مفعول لا يقال: ما أزهاك وما أزكمك، ففي عبارة الشارح سقط».

(٢) اللسان.

(٣) المائدة الآية ٣.

(٤) ديوان ط بيروت ص ٧٦ واللسان والتهذيب.

(٥) ديوانه ط بيروت ص ٨٥ واللسان والتهذيب.