تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سحح]:

صفحة 81 - الجزء 4

  بَرّيّ والسَّجْح⁣(⁣١)، والسَّجيحةُ: السَّجِيَّة والطَّبيعة؛ قاله أَبو عبيد. وقال أَبو زيدٍ: رَكِبَ فُلانٌ سَجِيحَةَ رَأْسه: وهو ما اختارَه لنفْسه من الرَّأْيِ فرَكِبه.

  والمَسْجُوحَةُ⁣(⁣٢) والمَسْجوحُ: الخُلُقُ، بضمَّتين، وأَنشد:

  هُنَا وهَنَّا وعَلَى المَسْجوحِ

  قال أَبو الحسن: هو كالمَيْسورِ والمَعْسورِ، وإِنْ لم يكن له فِعْل، أَي أَنه⁣(⁣٣) من المصادر الّتي جاءَت على مثَال مَفْعُول.

  والسَّجْحَاءُ من الإِبلِ: التّامَّة طُولاً وعِظَماً، وهي أَيضاً الطوَّيلةُ الظَّهْرِ.

  وعن اللَّيث: سَجَحَت الحَمَامةُ وسَجَعَت: بمعنًى واحدٍ.

  قال: رُبما قالوا: مُزْجِحٌ، في مُسْجِح، كالأَسْدِ والأَزْدِ.

  قال شَيخُنَا: قيل: إِنّه لُثغة، وأَنكره ابن دريد.

  قال الأَزهريّ: وفي النّوادر: يقال: سَجَحَ له بكلامٍ، إِذا عَرَّضَ بمعنًى من المعاني، كسَجَّح مشدَّداً، وسَرَحَ وسَرَّح، وسَنَح وسَنَّح؛ كلّ ذلك بمعنًى واحدٍ.

  ويقال: انْسَجَحَ لي فلانٌ بكذا: انْسَمَح.

  والإِسْجاحُ: حُسْنُ العَفْوِ، ومنه المَثَل السائر في العَفْوِ عند المقدرة: «مَلَكْتَ فأَسْجِحْ». وهو مَرْوِيٌّ عن عائشةَ، قالتْه لعليٍّ ® يومَ الجَمَلِ حين ظَهَرَ على النَّاس. فدنَا من هَوْدَجها ثم كلَّمها بكلامٍ فأَجَابَتْه: «ملَكْتَ فأَسْجِحْ»، أَي ظَفِرْتَ فأَحْسِنْ، وقَدَرْت فسَهِّل وأَحْسِنِ العَفْوَ، فجَهَّزَهَا عند ذلك بأَحْسَنِ الَجِهَاز إِلى المدينة.

  وقالها أَيضاً ابنُ الأَكْوَع في غَزْوَةِ ذِي قَرَدٍ: «إِذا مَلَكْتَ فأَسْجِح». ويقال: «إِذا سَأَلْتَ فأَسْجِحْ»، أَي سَهِّلْ أَلْفَاظَك وارْفُقْ.

  ومِسْجَحٌ كمِنْبَرٍ، اسم رَجل.

  وسَجَاحِ كقَطَامِ، هكذا بخطّ أَبي زَكريَّا: امرَأَةٌ من بني يَرْبُوع، ثم من بني تَميم تَنبَّأَتْ، أَي ادَّعَت النُّبُوَّةَ، وخَطَبها مُسَيْلِمَة الكذَّاب وتَزَوَّجته، ولهما حديث مشهورٌ. والمَسْجوح: الجِهَةُ.

  [سحح]: السَّحّ. الصَّبّ المُتَتَابع؛ قاله ابن دُرَيْد. وفي المصباح: الصّبّ الكثِيرُ. ومثله في جامع القَزَّاز. وفي العَيْن: هو شِدّةُ الانْصِباب. ونقلَه ابنُ التّيّانيّ في شرح الفَصِيح.

  وقال بعضُهُم: السَّحُّ: هو السَّيَلانُ من فَوْقُ، والفِعْل كَنَصَر، سَوَاءٌ كان مَتعدِّياً أَو لازِماً، كما هو ظاهرُ الصّحاح، وصرّح به الفَيُّوميّ وبعضُهُم قال: يَجْرِي على القياس، فالمتعدِّي مَضمومٌ، واللَّازمُ مَكسورٌ. وسَحَّه غيرُه، كالسُّحُوحِ - بالضّمّ لأَنه مَصدرٌ. وسَحَّت السماءُ مَطَرَها.

  وسَحَّ الدَّمْعُ والمَطَرُ والمَاءُ يَسُحّ سَحاًّ وسُحُوحاً: أَي سال من فَوْقُ، واشتدَّ انصِبابه. وساحَ يَسِيح سَيْحاً: إِذا جَرَى عَلَى وَجْهِ الأَرْض - والتَّسَحْسُحَ والتَّسَحُّحِ. يقال: تَسَحْسَحَ الماءُ والشّيءُ: سالَ. قال شيخنا: ظاهرُ كلامِه كالجوهَرِيّ أَن السَّحَّ والسُّحُوحَ مَصْدرانِ للمُتَعَدِّي واللَّازمِ، والصَّواب أَنه إِذا كان مُتعدِّياً فمصدرهُ السَّحُّ كالنَّصْرِ من نَصَر، وإِذا كان من اللّازِم فمصدَرُه السُّحُوحُ بالضّمّ كالخُرُوجِ من خَرَجَ، ونَحْوه.

  وقال الأَزهَرِيّ: سمعت البَحْرَانيِّين يقولون لجِنْسٍ من القَسْب: السُّحُّ. وبالنِّبَاجِ عَيْنٌ يقال لها: عُرَيْفِجَانُ تَسْقِي نَجِيلاً⁣(⁣٤) كثيراً، ويقال لتَمْرِهَا: سُحُّ عُرَيْفِجانَ. قال: وهو من أَجْوَدِ قَسْبٍ رأَيتُ بتلك البِلادِ⁣(⁣٥). أَو السَّحُّ: تَمْرٌ يابسٌ لم يُنْضَحْ بماءٍ مُتفرِّقٌ مَنثورٌ على وَجْهِ الأَرْضِ، لم يُجْمَع في وِعَاءٍ، ولم يُكْنَزْ؛ وهو مَجَاز، كالسُّحِّ، بالضّمّ، قال ابن دُريد: لُغَة يَمَانِيَة.

  والسَّحُّ: الضَّرْبُ والطَّعْن والجَلْد. يقال: سَحَّه مائِةَ سَوْطِ يَسُحّه سَحًّا، أَي جَلَدَه.

  ومن المَجَاز: السَّحُّ والسُّحُوحُ: أَن يَسْمَن غَايَةَ السِّمَنِ،


- ذلك الحي من يعنى بها، ويبين لها ما تحتاج إِلى إِصلاحه من عيب ونحوه، فهي محتاجة إِلى مرآتها التي ترى فيها ما ينكره فيها من رآها، فمرآتها لا تزال أبداً مجلوة.

(١) في القاموس: والسجحة.

(٢) في اللسان: والسجيحة.

(٣) كلمة «أنه» سقطت من المطبوعة الكويتية.

(٤) في التهذيب واللسان: نخلا.

(٥) الأصل واللسان والتهذيب، وفي التكملة: وكان يفضل على أجناس القَسْب التي بنواحي البحرين.