تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زبل]:

صفحة 301 - الجزء 14

  [زبل]: الزِّبْلُ: بالكسرِ. وكأَميرٍ، السَّرقينُ وما أَشْبَهَهُ.

  والمَزْبَلَةُ: وتُضَمُّ الباءُ مُلْقاهُ، كما في المُحْكَمِ، ومَوْضِعُهُ، كما في العُبَابِ، والجَمْعُ المَزَابلُ.

  وزَبَلَ زَرْعَهُ يَزْبِلُهُ زَبْلاً، من حدِّ ضَرَبَ، سَمَدَهُ أَي أَصْلَحَه بالزِّبْل وكذلِكَ الأَرْض.

  والزِّبالُ: ككِتابٍ، ما تَحْمِلُه النِّحْلَةُ، كذا في النسخِ والصَّوابُ⁣(⁣١): النَّمْلَةُ بِفِيها، ومنه قَوْلُهم: ما أَصَابَ من فلانٍ زِبالاً، ويُضَمُّ أي شيئاً، عن ابنِ دُرَيْدٍ⁣(⁣٢)، قالَ ابنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ فحلاً:

  كَريمُ النِّجار حَمَى ظَهْرَهُ ... فلم يُرْتَزأْ بركوبٍ زِبَالا⁣(⁣٣)

  وما في البِئْرِ والإِناءِ والسِّقاءِ زُبالَةٌ بالضَّمِّ أي شَيْءٌ.

  وزَبالَةُ: كسَحابَةٍ ع منه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَيَّاشٍ الزَّباليُّ، هكذا ضَبَطَه أَبُو مَسْعُودٍ البَجَليُّ، وضَبَطَه الخَطِيبُ بالضَّمِّ رَوَى عنه أَبُو العَبَّاس بنُ عقْدَةَ، ويقالُ إنَّه مَنْسوبٌ إلى جَدِّه زَبَالَة؛ ومحمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَبي الحَسَنِ بنِ زَبالَةَ المَخْزُوميُّ المدَنيُّ مُحدِّثٌ عن مالِكٍ والدَّرَاورْدِي، وعنه أَهْلُ العِرَاقِ، وقد تكلَّم فيه ابنُ مُعِينٍ وأَبُو دَاوُد، وقالَ الرشاطيُّ: واهٍ لا يُحْتَج به، وقد رَوَى عنه الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ وأَبُو خَيْثَمَة.

  وزَبالَةُ بِنْتُ عُتَيْبَةَ بنِ مِرْداسٍ أُخْتُ هُرْدَانَ وخَدْلَةَ شاعِرَةٌ، كان بَيْنها وبَيْن اللّعِيْن المَنْقَريّ مُهَاجاةٌ، وكذلِكَ بَيْنها وبَيْن أُخْتها خَذْلَةَ.

  وزُبالَةُ بنُ خشَيْشٍ بالضمِّ جَدُّ والِدِ مالِكٍ بنِ الحُوَيْرِثِ بنِ أَشْيَمَ اللَّيْثيُّ الصَّحابيُّ، رَضِيَ الله تعالى عنه، له وفادَةٌ، وتوفي سَنَة ٤٧، فقوْلُ الصَّاغانيُّ فيه أَنَّه من أَصْحابِ الحدِيثِ محل تأمُّلٍ، وكذا إهْمالُ المصنِّفِ إيَّاه وعَدَمُ إشارَتِه إلى ذلِكَ.

  وزبالَةُ ع من ضَوَاحِي المدِينَةِ، قالَهُ الزَّجَّاجِيُّ؛ وقالَ ابنُ خرداذ به بَيْن بَغْدادَ والمدِينَةِ سُمِّي بزُبَالَة بنِ حبابِ بنِ مكْرَب بنِ عمْلَيْق؛ وقالَ ابنُ الكَلْبيّ بزُبَالَة بِنْت مَسْعُودٍ⁣(⁣٤) من العَمَالقَةِ.

  وقالَ أَهْلُ اللّغَةِ: سُمِّي من قَوْلِهم ما في السِّقاءِ زُبَالَة أي شيءٌ، وهي مَنْزلَةٌ من مَنَاهِلِ طَرِيقِ مَكَّة؛ وقيلَ: لزبْلِها المَاءَ أَي ضَبْطها، يقالُ: فلانٌ شَدِيدٌ الزبلِ للقِرْبَةِ إذا احْتَمَلَها على شدَّتِه.

  وفي التبْصِيرِ: مَنْزلَةٌ بَيْن فيْد والكُوْفَة.

  وجَعْفَرُ بنُ محمدٍ الزُّباليُّ مُحدِّثٌ.

  عن أَبي عاصِمٍ النَّبِيل.

  وفَاتَه: حَسَّان الزُّباليُّ عن زَيْدِ بنِ الحبابِ.

  والزَّبِيْلُ كأَميرٍ وإذا كُسِرَتِ الزَّايُ شُدِّدَتِ الباءُ مِثْل سِكِّينٍ وقِنْديلٍ بالكسْرِ لأَنَّه ليسَ في كَلامِهم، فَعْليلٌ بالفتحِ. قالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقد يُفْتَحُ: وهي لُغَةٌ عن الفرَّاءِ نَقَلَها الصَّاغانيُّ، القُفَّةُ أَو الجرابُ أَوِ الوِعاءُ يُحْمَل فيه ج زُبُلٌ ككُتُبٍ وزُبْلانٌ بالضمِّ وزَنَابِيلُ، يقالُ: عنْدَه زُبُلٌ من تَمْرٍ وزَنَابِيل.

  والزِئْبِلُ كزِبْرِجٍ الدَّاهِيَةُ عن ابنِ عَبَّادٍ، وكذلِكَ الضِئْبِلُ بالضَّادِ، كما سَيَأْتي، والجَمْعُ زَآبِلُ وضَآبِلُ.

  والزَّأْبَلُ: كجَعْفَرٍ وتُكْسَرُ الباءُ أَيْضاً: القَصيرُ قالَ:

  حَزَنْبَل الحِضنَيْن فَدْمٌ زَأْبَل⁣(⁣٥)

  وبِتَرْكِ الهَمْزِ أَكْثَرُ.

  وزابَلُ كهاجَرَ د بالسِّنْدِ وله كَوْرَةٌ كَبيرَةٌ تُعْرَفُ بزابلستان.

  وأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ زِنْبيلٍ، بفتحِ الزَّاي كما ضَبَطَه الحافِظُ⁣(⁣٦)، النَّهاوَنْدِيُّ راوي تاريخِ البُخارِيِّ الصَّغيرِ عن أبي القاسِمِ بنِ الأَشْقَرِ عنهُ.

  والزُّبْلَةُ: بالضمِ، اللَّقْمَةُ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ، قالَ:


(١) كما في الصحاح واللسان والمقاييس ٣/ ٤٥.

(٢) الجمهرة ١/ ٢٨٢ ونص عبارتها: ويقال: ما أصبت من فلان زِبالاً ولا زُبالاً أي لم أصب منه طائلاً.

(٣) اللسان والجمهرة والتهذيب والأساس ونسبه لابن أحمر.

(٤) في معجم البلدان «مِسْعَر».

(٥) اللسان.

(٦) انظر التبصير ٢/ ٥٩٣.