[نقث]:
  مَتَى ما تُنْكِروهَا تَعْرِفُوهَا ... على أَقْطَارِهَا عَلَقٌ نَفيثٌ
  وأَنافِثُ: ع باليَمَنِ، والصّوَابِ أَنه أَيافِثُ، بالتّحتِيَّةِ، وقد صَحَّفه الصّاغَانيّ، وسيأْتي للمُصَنّف بعد.
  وفي المثَل: «ولو نَفَثَ عليك فُلانٌ لَقَطَّرَكَ(١)». تَقوله لمَنْ يُقَاوِي من فَوقَه، كذا في الأَساس.
  وفي اللّسَان: وهو يَنْفُث عَلَيَّ غَضَباً، أَي كأَنه يَنْفُخُ من شِدّة غَضَبِه.
  والقِدْرُ تَنْفِثُ، وذلك في أَوّل غَلَيَانِها.
  وفي حديث المُغيرَة: «مِئْنَاثٌ كأَنّهَا نُفَاثٌ» أَي تَنْفُثُ البَنَاتِ(٢) نَفْثاً، قال ابنُ الأَثير: قال الخَطّابِيّ: لا أَعْلَمُ النُّفَاثَ في شَيْءٍ غير النَّفْثِ، قال: ولا موضِعَ لَهَا هاهنا، قال ابنُ الأَثير: يحتمل أَن يكونَ شَبَّهَ كَثرَةَ مَجِيئِها بالبَناتِ بكثرةِ النَّفْثِ وتَواتُرِه وسُرْعَتهِ. كذا في اللسان.
  [نقث]: نَقَثَ يَنْقُثُ: أَسْرَعَ، كنَقَّثَ تَنْقِيثاً، وانْتَقَثَ، وتَنَقَّثَ.
  وخَرجَ يَنْقُثُ السَّيْرَ، ويَنْتَقِثُ، أَي يُسْرِعُ في سَيْرِه، وخَرَجْتُ أَنْقُثُ بالضّمّ أَي أُسْرِع، وكذلك التَّنْقِيثُ والانْتقاث.
  ونَقَثَ فُلاناً بالكَلامِ: آذَاه كانْتَقَثَ.
  ونَقَثَ حَدِيثَه إِذا خَلَطَه كخَلْطِ الطَّعَامِ، نقله الصاغانيّ.
  ونَقَثَ العَظْمَ يَنْقُثُه نَقْثاً، وانْتَقَثَه: استَخْرجَ مُخَّه، ويقال: انْتَقَثَه وانْتَقاه بمعنًى واحد، وتقدّم في ن ق ت طَرفٌ من هذا.
  ونَقَثَ عن الشَّيْءِ ونَبَث عنه، إِذا حَفَرَ عَنْه، كانْتَقَثَ، فيهما، قال الأَصمعيّ - في رَجزٍ له -:
  كَأَنَّ آثارَ الظَّرابِي تَنْتَقثْ ... حَوْلَكَ بُقَّيْرَى الوَلِيدِ المُبْتَحِثْ
  أَبو زيد: نَقَثَ الأَرْضَ بيَدِه يَنْقُثُها نَقْثاً، إِذا أَثارَها بفَأْس أَو مِسْحاة.
  ونَقَاثِ كقَطَامِ: الضَّبُعُ، نقلَه الصاغَانيّ.
  وتَنَقَّثَ المرْأَةَ: اسْتَمالَها واسْتَعْطَفَها، عن الهَجَرِيّ، وأَنشد بيت لَبِيدٍ:
  أَلَمْ تَتَنَقَّثْها ابنَ قَيْسِ بنِ مَالِك ... وأَنت صَفيُّ نَفْسِه وسَحِيرُها(٣)
  كذا رواه بالثّاءِ، وأَنكر تَتَنَقَّذْها(٤)، بالذَّال، وإِذا صَحَّت هذه الرِّواية فهو من تَنَقَّثَ العظْمَ؛ كأَنَّه استَخْرجَ وُدَّهَا كما يُسْتَخْرَج من مُخِّ(٥) العَظْمِ.
  * ومما يستدرك عليه:
  النَّقْث: النَّقْل، قال أَبو عبيد - في حديث أُمِّ زَرْع، ونعْتِها جاريَةَ أَبي زَرْع، «ولا تُنَفِّث مِيرَتَنَا تَنْقِيثاً»، أَرَادَتْ أَنَّهَا أَمِينَةٌ على حِفْظِ طَعَامِنا، لا تَنْقلُه وتُخْرِجُه وتفَرِّقُه.
  وتَنَقَّثَ ضَيْعَتَه: تَعَهَّدَهَا.
  وعن ابنِ الأَعْرَابِيّ: النَّقْث: النَّمِيمَة.
  [نكث]: النِّكْثُ بالكسر: أَنْ تُنْقَضَ أَخْلاقُ الأَخْبِيَةِ والأَكْسِيَةِ البَالِيَةِ لِتُغْزَلَ ثانِيَةً، والاسم منه النَّكِيثَة.
  ونِكْثٌ: اسْمٌ.
  والنِّكْثُ وَالِدُ بَشِيرٍ الشَّاعِرِ، حكاه سيبويه، وأَنشَدَ لَه:
  وَلَّتْ ودَعْوَاهَا شَدِيدٌ صَخَبُهْ
  ومن المَجاز: نَكَثَ العَهْدَ أَو البَيْعَةَ: نَقَضَ، يَنْكُثُ نَكْثاً، وهو نَكّاثٌ للعَهْدِ.
  والنَّكْثُ: نَقْضُ ما تَعْقِدُه وتُصْلِحُه من بَيْعَةٍ وغيرِها، وفي حديث عليٍّ كرَّمَ الله وَجهَه: «أُمِرْتُ بقِتَالِ النّاكِثِينَ والقَاسِطِينَ والمارِقينَ» أَراد بالنّاكِثينَ أَهْلَ وَقْعَةِ الجَمَل؛
(١) عن الأساس، وبالأصل: قطرك.
(٢) بهامش المطبوعة الكويتية «في اللسان: النبات ..» وما في نسخ اللسان المطبوعة «البنات» كالأصل والنهاية، ولا أدري أوقعت بيد محققه نسخة من اللسان صحفت فيه إلى نبات؟!.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وسحيرها كذا بخطه والذي في اللسان: وسخيرها بالخاء المعجمة» ونسب البيت في شرح أشعار الهذليين ص ٢١٣ إلى خالد بن زهير الهذلي وفيه: وسجيرها.
(٤) وهي رواية البيت في شرح أشعار الهذليين.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله من منح العظم كذا بخطه وباللسان أيضاً، ولعل «مِنْ» بيانية.