تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نقث]:

صفحة 273 - الجزء 3

  مَتَى ما تُنْكِروهَا تَعْرِفُوهَا ... على أَقْطَارِهَا عَلَقٌ نَفيثٌ

  وأَنافِثُ: ع باليَمَنِ، والصّوَابِ أَنه أَيافِثُ، بالتّحتِيَّةِ، وقد صَحَّفه الصّاغَانيّ، وسيأْتي للمُصَنّف بعد.

  وفي المثَل: «ولو نَفَثَ عليك فُلانٌ لَقَطَّرَكَ⁣(⁣١)». تَقوله لمَنْ يُقَاوِي من فَوقَه، كذا في الأَساس.

  وفي اللّسَان: وهو يَنْفُث عَلَيَّ غَضَباً، أَي كأَنه يَنْفُخُ من شِدّة غَضَبِه.

  والقِدْرُ تَنْفِثُ، وذلك في أَوّل غَلَيَانِها.

  وفي حديث المُغيرَة: «مِئْنَاثٌ كأَنّهَا نُفَاثٌ» أَي تَنْفُثُ البَنَاتِ⁣(⁣٢) نَفْثاً، قال ابنُ الأَثير: قال الخَطّابِيّ: لا أَعْلَمُ النُّفَاثَ في شَيْءٍ غير النَّفْثِ، قال: ولا موضِعَ لَهَا هاهنا، قال ابنُ الأَثير: يحتمل أَن يكونَ شَبَّهَ كَثرَةَ مَجِيئِها بالبَناتِ بكثرةِ النَّفْثِ وتَواتُرِه وسُرْعَتهِ. كذا في اللسان.

  [نقث]: نَقَثَ يَنْقُثُ: أَسْرَعَ، كنَقَّثَ تَنْقِيثاً، وانْتَقَثَ، وتَنَقَّثَ.

  وخَرجَ يَنْقُثُ السَّيْرَ، ويَنْتَقِثُ، أَي يُسْرِعُ في سَيْرِه، وخَرَجْتُ أَنْقُثُ بالضّمّ أَي أُسْرِع، وكذلك التَّنْقِيثُ والانْتقاث.

  ونَقَثَ فُلاناً بالكَلامِ: آذَاه كانْتَقَثَ.

  ونَقَثَ حَدِيثَه إِذا خَلَطَه كخَلْطِ الطَّعَامِ، نقله الصاغانيّ.

  ونَقَثَ العَظْمَ يَنْقُثُه نَقْثاً، وانْتَقَثَه: استَخْرجَ مُخَّه، ويقال: انْتَقَثَه وانْتَقاه بمعنًى واحد، وتقدّم في ن ق ت طَرفٌ من هذا.

  ونَقَثَ عن الشَّيْءِ ونَبَث عنه، إِذا حَفَرَ عَنْه، كانْتَقَثَ، فيهما، قال الأَصمعيّ - في رَجزٍ له -:

  كَأَنَّ آثارَ الظَّرابِي تَنْتَقثْ ... حَوْلَكَ بُقَّيْرَى الوَلِيدِ المُبْتَحِثْ

  أَبو زيد: نَقَثَ الأَرْضَ بيَدِه يَنْقُثُها نَقْثاً، إِذا أَثارَها بفَأْس أَو مِسْحاة.

  ونَقَاثِ كقَطَامِ: الضَّبُعُ، نقلَه الصاغَانيّ.

  وتَنَقَّثَ المرْأَةَ: اسْتَمالَها واسْتَعْطَفَها، عن الهَجَرِيّ، وأَنشد بيت لَبِيدٍ:

  أَلَمْ تَتَنَقَّثْها ابنَ قَيْسِ بنِ مَالِك ... وأَنت صَفيُّ نَفْسِه وسَحِيرُها⁣(⁣٣)

  كذا رواه بالثّاءِ، وأَنكر تَتَنَقَّذْها⁣(⁣٤)، بالذَّال، وإِذا صَحَّت هذه الرِّواية فهو من تَنَقَّثَ العظْمَ؛ كأَنَّه استَخْرجَ وُدَّهَا كما يُسْتَخْرَج من مُخِّ⁣(⁣٥) العَظْمِ.

  * ومما يستدرك عليه:

  النَّقْث: النَّقْل، قال أَبو عبيد - في حديث أُمِّ زَرْع، ونعْتِها جاريَةَ أَبي زَرْع، «ولا تُنَفِّث مِيرَتَنَا تَنْقِيثاً»، أَرَادَتْ أَنَّهَا أَمِينَةٌ على حِفْظِ طَعَامِنا، لا تَنْقلُه وتُخْرِجُه وتفَرِّقُه.

  وتَنَقَّثَ ضَيْعَتَه: تَعَهَّدَهَا.

  وعن ابنِ الأَعْرَابِيّ: النَّقْث: النَّمِيمَة.

  [نكث]: النِّكْثُ بالكسر: أَنْ تُنْقَضَ أَخْلاقُ الأَخْبِيَةِ والأَكْسِيَةِ البَالِيَةِ لِتُغْزَلَ ثانِيَةً، والاسم منه النَّكِيثَة.

  ونِكْثٌ: اسْمٌ.

  والنِّكْثُ وَالِدُ بَشِيرٍ الشَّاعِرِ، حكاه سيبويه، وأَنشَدَ لَه:

  وَلَّتْ ودَعْوَاهَا شَدِيدٌ صَخَبُهْ

  ومن المَجاز: نَكَثَ العَهْدَ أَو البَيْعَةَ: نَقَضَ، يَنْكُثُ نَكْثاً، وهو نَكّاثٌ للعَهْدِ.

  والنَّكْثُ: نَقْضُ ما تَعْقِدُه وتُصْلِحُه من بَيْعَةٍ وغيرِها، وفي حديث عليٍّ كرَّمَ الله وَجهَه: «أُمِرْتُ بقِتَالِ النّاكِثِينَ والقَاسِطِينَ والمارِقينَ» أَراد بالنّاكِثينَ أَهْلَ وَقْعَةِ الجَمَل؛


(١) عن الأساس، وبالأصل: قطرك.

(٢) بهامش المطبوعة الكويتية «في اللسان: النبات ..» وما في نسخ اللسان المطبوعة «البنات» كالأصل والنهاية، ولا أدري أوقعت بيد محققه نسخة من اللسان صحفت فيه إلى نبات؟!.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وسحيرها كذا بخطه والذي في اللسان: وسخيرها بالخاء المعجمة» ونسب البيت في شرح أشعار الهذليين ص ٢١٣ إلى خالد بن زهير الهذلي وفيه: وسجيرها.

(٤) وهي رواية البيت في شرح أشعار الهذليين.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله من منح العظم كذا بخطه وباللسان أيضاً، ولعل «مِنْ» بيانية.