تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طرهم]:

صفحة 435 - الجزء 17

  وِقيلَ: الغَضْبانُ المُتَطاوِلُ.

  وِقيلَ: المُتَكَبِّرُ، وقد اطْرَخَمَّ اطْرِخماماً إِذا شَمَخَ بأَنْفِه وتَعَظَّمَ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، ومنه قوْلُه:

  وِالأَزْدُ دَعْوى النُّوكِ واطْرَخَمُّوا

  يقولُ: ادَّعَوا النُّوكَ ثم تَعَظَّمُوا.

  وقالَ الأصمَعيُّ: إِنَّه لمُطْرَخِمٌّ ومُطْلَخِمٌّ، أَي مُتَكبِّرٌ مُتَعَظِّمٌ، وكَذلِكَ اسْلَخَمَّ فهو مُسْلَخِمٌّ.

  قالَ شيْخُنا: وجَمْعُه طَرَاخِمُ، وكَذلِكَ يُصغِّرُونَه على طُرَيْخمٍ بحذْفِ زَائِدَيهما المِيم الأُوْلى والمُدْغَمة.

  وِالمُطْرَخِمُّ: الشَّابُّ الحَسَنُ التَّامُّ كالمُطْرَهِمِّ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للعجَّاجِ:

  وِجامِعِ القُطْرَيْنِ مُطْرَخِمِّ ... بَيَّضَ عَيْنَيْه العَمَى المُعَمِّي⁣(⁣١)

  قالَ ابنُ بَرِّي: الرجزُ لرُؤْبَة، وبَعْده:

  من نَحَمانِ حَسَدٍ نِحَمِّ

  أَي رُبَّ جامِع قُطْرَيْه غني⁣(⁣٢) مُتَكَبِّر عليَّ بَيَّضَ عَيْنَيْه حَسَدُهُ فهو يَنْحِمُ ويزحرُ مِن شدَّةِ الغَيْظِ.

  قلْتُ: فالمُطْرَخِمُّ هنا بمعْنَى: الغَنِيُّ المُتَكبِّر لا الشَّابُّ الحَسَنُ، فتأَمَّلْ.

  وِاطْرَخَمَّ: كَلَّ بَصَرُه.

  وِاطْرَخَمَّ اللَّيْلُ: اسْوَدَّ كاطْرَهَمَّ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  المُطْرَخِمُّ: المُنْتَفِخُ مِن التُّخَمَةِ.

  وِالإِطْرِخْمَامُ: عَظَمَةُ الأَحْمَقِ.

  [طرسم]: طَرْسَمَ الرَّجُلُ: أَطْرَقَ، وطَلْسَمَ مِثْلُه، كما في الصِّحاحِ. وقالَ الأَصْمَعيُّ: طَرْسَمَ طَرْسَمَةً وبَلْسَمَ بَلْسَمَةً: إِذا فَرِقَ أَطْرَاقَ.

  وِطَرْسَمَ عن القِتالِ وغيرِهِ: إذا نَكَصَ هارِباً، وسَرْطَمَ وطَرْمَسَ مِثْلُه، وقد ذُكِرَ كُلُّ واحِدٍ في محلِّه.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  طَرْسَمَ اللّيْلُ وطَرْمَسَ: أَظْلَمَ، ويقالُ بالشِّيْن المعْجَمَةِ أَيْضاً.

  وِطَرْسَمَ الطَّريقُ: دَرَسَ، مثْلُ طَمَسَ.

  وِطَرْسَمَ الرجُلُ: سَكَتَ مِن فَزَعٍ كطَرْمَسَ.

  [طرشم]: طَرْشَمَ اللَّيْلُ: أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وفي اللّسانِ: أَظْلَمَ كطَرْمَشَ، والسِّيْن أَعْلَى، عن ابنِ دُرَيْدٍ وقد ذَكَرَه الصَّاغانيُّ في التكْمِلَةِ في ترْكِيبِ طَرْمَشَ كما تقدَّمَ.

  [طرغم]: اطْرَغَمَّ، كافْعَلَلَّ والغيْنُ مُعْجَمَةٌ: أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وفي التهْذِيبِ: تَكَبَّرَ، كاطْرَخَمَّ، قالَ الشاعِرُ:

  أَوْدَحَ لمَّا أَن رأَى الجَدَّ حَكَمْ ... وِكنتُ لا أُنْصِفُه إِلَّا اطْرَغَمّ⁣(⁣٣)

  والإِيداحُ: الإِقْرارُ بالباطِلِ، كما في اللّسانِ.

  [طرهم]: المُطْرَهِمُّ، كمُشْمَعِلٍّ: المُصْعَبُ من الإِبِلِ الذي لم يَمَسَّه حَبْلٌ، ولو قالَ: هو فَحْلُ الضِّرابِ كما عَبَّر به غيرُهُ لكانَ أَخْصَرُ.

  وِأَيْضاً: الشَّابُّ المُعْتَدِلُ التَّامُّ الطَّويلُ الحَسَنُ، قالَ ابنُ أَحْمر:

  أُرَجِّي شَباباً مُطْرَ همّاً وصِحَّةً ... وِكيفَ رجاءُ المَرْءِ ما ليسَ لاقِيا؟⁣(⁣٤)

  قالَ ابنُ بَرِّي: أَي يأْمَلُ أَنْ يَبْقَى شَبابُه وصِحَّتُه.


(١) ليس في ديوانه، والرجز في اللسان والصحاح والتكملة منسوباً للعجاج.

(٢) في اللسان: عنيّ.

(٣) اللسان والتكملة، والإيداح: الإقرار بالباطل.

(٤) اللسان والصحاح وبهامشه: ويروى: «الشيخ» بدل «المرء».