تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ومه]:

صفحة 118 - الجزء 19

  به تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مِيلَهِ ... بنا حَراجِيجَ المَهارِي النُّفَّهِ⁣(⁣١)

  قالَ الجَوْهرِيُّ: أَرادَ البلادَ التي تُوَلِّهُ الإنْسانَ أَي تُحيِّرُه.

  * قُلْتُ: وأَوْرَدَه الأَزْهرِيُّ في «ت ل هـ»، قالَ⁣(⁣٢): قالَ اللَّيْثُ: فَلاةٌ مَتْلَهَةٌ: مَتْلَفَةٌ، والتَّلَهُ لُغَةٌ في التَّلَفِ؛ وأَنْشَدَ:

  به تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مَتْلَه

  والوَلِيهَةُ: ع؛ عن ياقوت.

  والوَلْهانُ: اسمُ شَيْطانٍ⁣(⁣٣) يُغْرِي بكَثْرَةِ صَبِّ الماءِ في الوُضوءِ؛ هكذا جاءَ تَفْسيرُه في الحدِيثِ؛ وضَبَطَه اللَّيْثُ بالتَّحْريكِ.

  ويقالُ: وَقَعَ في وادِي تُوُلِّهَ، بضمَّتَيْن، وكسْرِ اللَّامِ؛ نَقَلَه الزَّمَخْشرِيُّ، أَي في الهَلاكِ.

  والمِيلاهُ، بالكسْرِ: الرِّيحُ الشَّديدَةُ الهُبُوبِ ذاتُ الحَنِينِ.

  وقالَ شَمِرٌ: المِيلاهُ ناقَةٌ تَرُبُّ⁣(⁣٤) بالفَحْلِ، فإذا فَقَدَتْهُ وَلِهَتْ إليه، أَي حَنَّتْ.

  واتَّلَهَهُ النَّبيذُ، كافْتَعَلَهُ: أَي ذَهَبَ بعَقْلِهِ، عن الفرَّاءَ، وجَعَلَه مُتعدِّياً.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  وَلَّهَها الحُزْنُ والجَزَعُ تَوْلِيهاً مِثْل أَوْلَهَها.

  وناقَةٌ مُولَّهَةٌ: لا يَنْمى لها وَلَدٌ يَمُوتُ صَغِيراً؛ كما في الأساسِ.

  ويقالُ في جَمْعِ الوَالِهَةِ الوُلَّهُ، كرُكَّعٍ.

  ورِياحٌ أُلَّهٌ، على البَدَلِ، ومنه قَوْلُ الهُذَليّ:

  فهُنَّ هَيَّجْنَنا لمَّا بَدَوْنَ لَنا ... مِثْلَ الغَمامِ جَلَتْهُ الأُلَّهُ الهُوجُ⁣(⁣٥)

  فإنَّه عَنَى الرِّياحَ لأنَّه يُسْمَعُ لها حَنِينٌ.

  ووَلِهَ الصَّبيُّ إلى أُمِّهِ: نَزَعَ⁣(⁣٦) إليها.

  ووَلَهَ يَلِهُ: حَنَّ؛ قالَ الكُمَيْت:

  وَلِهَتْ نَفْسِيَ الطَّرُوبُ إليهم ... وَلَهاً حالَ دونَ طَعْمِ الطَّعامِ⁣(⁣٧)

  وأَنْشَدَ المازِنيُّ:

  قد صَبَّحَتْ حَوْضَ قِرَى بَيُّوتاً ... يَلِهْنَ بَرْدَ مائِهِ سُكُوتا

  نَسْفَ العجوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتا⁣(⁣٨)

  قالَ: يَلِهْنَ أَي يُسْرِعْنَ إليه وإلى شرْبِه ولَهَ الوَالِه إلى ولَدِها حَنِيناً.

  والتَّوْلِيهُ: التَّفْريقُ بينَ المرْأَةِ وولَدِها؛ زادَ الأزْهرِيُّ: في البَيْعِ، وقد نَهَى عنه؛ وقد يكونُ بينَ الإخْوةِ، وبينَ الرَّجُلِ وولَدِه.

  وأَوْلَهْت الناقَةَ: فَجَعْتها بولَدِها.

  [ومه]: وَمِهَ النَّهارُ، كوَجِلَ: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وفي اللِّسانِ: أَي اشْتَدَّ حَرُّه.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: الوَمْهَةُ الإذْوابَةُ مِن كُلِّ شيءٍ؛ كذا في التكْمِلَةِ.

  [ووه]: واهاً له، وبِتَرْكِ تَنْوِينِه: كَلِمَةُ تَعَجُّبٍ من طيبِ كُلِّ شيءٍ.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: إذا تَعَجَّبْتَ من طيبِ شيءٍ قُلْتَ: واهاً له ما أَطْيَبَهُ؛ قالَ أَبو النَّجم:

  واهاً لرَيَّا ثم واهاً واهَا


(١) اللسان والصحاح وفيها: «به تمطّت عرض» وديوانه ص ١٦٧ والتكملة: «تله».

(٢) التهذيب: «مادة: تله» ٦/ ٢٣٦.

(٣) في القاموس: شيطانٌ بالرفع منونة، والكسر ظاهر.

(٤) في التهذيب واللسان: تُرِبُّ، ضبط قلم.

(٥) شرع أشعار الهذليين ٣/ ١٠٦٢ في شعر مليح الهذلي، واللسان.

(٦) في الأساس: فزع إليها.

(٧) اللسان والتهذيب.

(٨) اللسان.