تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طمع]:

صفحة 327 - الجزء 11

  وإِيُّاهُ عَنَى الشَمّاخُ [بقَوْلهِ]:

  ليْسَ بما ليْسَ بِهِ باسٌ بَاسْ ... وِلا يَضُرُّ البَرَّ ما قالَ النّاسْ

  وِإِنَّه بعدَ اطِّلاع إِيناسْ

  ويُرْوَى: «قَبْلَ اطِّلاعٍ» أَي قَبْلَ أَنْ تَطَّلِعَ تُؤْنِسُ بالشَّيْءِ.

  والمَلِكُ الصالِحُ طَلائِعُ بنُ رُزَّيْك، وزِيرُ مِصْر، الَّذِي وَقَفَ بِرْكَةَ الحَبَشِ عَلَى الطالِبيِّينَ، وسَيَأْتِي ذِكْرُه في «ر ز ك».

  [طمع]: طَمِعَ فِيهِ، وبهِ، وعَلَى الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، كفَرِحَ، طَمَعاً، مُحَرَّكَةً، وطَمَاعاً، كما في سائِرِ النُّسَخِ، والصّوابُ: طَمَاعَةً، كما هو نصُّ الصّحاحِ والعُبَابِ، وطَمَاعِيَةً، مُخَفَّفٌ، كما في الصّحاحِ، ومُشدَّدٌ كما فِي اللِّسَانِ⁣(⁣١)، وأَنكَرَ بَعْضُهُم التَّشْدِيدَ: حَرِصَ عليه ورَجَاهُ. وفي حَدِيثِ عُمَرَ ¥: «الطَّمَعُ فَقْرٌ، واليَأْسُ غِنًى».

  وقال الرَّاغِبُ: الطَّمَعُ: نُزُوعُ النَّفْسِ إِلى الشَّيْءِ، شَهْوةً له، ولَمَّا كانَ أَكْثَرُهُ من جِهَةِ الهَوَى قِيلَ: الطَّمْعُ طَبَعٌ⁣(⁣٢)، والطَّبَعُ تُدَنِّسُ الإِهَابَ.

  فهو طَامِعٌ، وطَمِعٌ كخَجِل، وطَمُعٌ مثل رَجُلٍ، ج: طَمِعُونَ وطُمَعاءُ كفُقَهَاءُ، وطمَاعَى، كسَكَارَى، وأَطْماعٌ، يُقَالُ: إِنَّمَا أَذَلَّ أَعْنَاقَ الرِجالِ الأَطْمَاعُ.

  وِيُقَالُ في التَّعَجُّب: طَمُعَ الرَّجُلُ فُلانٌ، ككَرُمَ، أَي صارَ كَثِيرَهُ، وكذا خَرُجَتِ المَرْأَةُ فُلانةُ: إِذا صَارت كَثِيرَةَ الخُرُوجِ، وقَضُوَ القاضِي فُلانٌ، وكذلِك التَّعَجُّبُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، إِلّا ما قالُوا في نِعْمَ وبِئْسَ رِوَايَةً تُرْوَى عَنْهُم غَيْرَ لازِمَةٍ لقِيَاسِ التَّعَجُّبِ، لأَنَّ صُوَرَ التَّعَجُّبِ ثلاثٌ: ما أَحْسَنَ زَيْداً، أَسْمِع بِه، كَبُرَتْ كَلِمَةً: كما فِي الصّحاح.

  وِأَطْمَعَهُ غَيْرُه: أَوْقَعَهُ فيه، قالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ ¥:

  ظَلَّتْ تُرَاصِدُنِي وتَنْظُرُ حَوْلَها ... وِيرِيبُهَا رَمَقٌ وأَنِّي مُطْمِعُ

  أَي مَرْجُوٌّ مَوْتُه.

  وِمن المَجَازِ: الطَّمَعُ، مُحَرَّكَةً: رِزْقُ الجُنْدِ، ج: أَطمَاعٌ، يُقَال: أَخَذَ الجُنْدُ أَطْمَاعَهُم، أَي أَرْزَاقَهُم، أَو أَطْماعُهُم: أَوْقَاتُ قَبْضِ أَرْزَاقِهِم.

  وِامرأَةٌ مِطْمَاعٌ: تُطْمِعُ ولا تُمَكِّنُ من نَفْسِهَا.

  وِالمَطْمَعُ، كمَقْعَدٍ: ما يُطْمَعُ فيهِ، قال الحادِرَةُ:

  إِنَّا نَعَفُّ ولا نُرِيبُ حَلِيفَنَا ... وِنَكُفُّ شُحَّ نُفُوسِنَا في المَطْمَع

  والجَمْعُ: المَطَامِعُ، قالَ البَعِيثُ:

  طَمِعْتُ بلَيْلَى أَنْ تَرِيعَ وإِنَّمَا ... تُقَطِّعُ أَعْنَاقَ الرِّجَالِ المَطَامِعُ

  وِالمَطْمَعَةُ، بهاءٍ: ما طَمِعْتَ مِنْ أَجْلِه، يُقَالُ: إِنَّ قَوْل المُخَاضَعَةِ⁣(⁣٣) من المَرْأَة لَمَطْمَعَةٌ في الفَسَادِ، أَي مِمّا يُطْمِعُ ذا الرِّيبَةِ فيها. ويُقَالُ نَحْوُ ذلِكَ في كُلِّ شَيْءٍ، قال النّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ:

  وِاليَأْسُ مِمّا فاتَ يُعْقِبُ رَاحَةً ... وِلرُبَّ مَطْمَعَةٍ تَعُودُ ذُبَاحَا⁣(⁣٢) (⁣٤)

  وقالَ اللَّيْثُ - في صِفَاتِ النِّسَاءِ -: بِنْتُ عَشْرٍ: مَطْمَعَةٌ للنّاظِرِين، بِنْتُ عِشْرِين: تَشْمُسُ وتَلِينُ، بنتُ ثَلاثِينَ لَذَّةٌ للمُعَانِقِين، بنتُ أَرْبَعِينَ ذَاتُ شَبَابٍ ودِينٍ، بنتُ خَمْسِينَ: ذَاتُ بَنَاتٍ وبَنِينِ، بِنْتُ سِتِّينَ: تَشَوَّفُ للخَاطِبِينَ، بنتُ سَبْعِينَ: عَجُوزٌ في الغابِرِينَ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  طَمَّعْتُ الرَّجُلَ تَطْمِيعاً، كأَطْمَعْتُه فطَمِعَ، ورجُلٌ طَمَّاعٌ، وطَمُوعٌ.

  وِتَطْمِيعُ القَطْرِ: حينَ يَبْدَأُ فيَجِيءُ منهُ شَيْءٌ قَلِيلٌ، سُمِّيَ بذلِك لأَنَّه يُطْمِعُ بِمَا هو أَكْثَرُ منه، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:


(١) ورد في اللسان: طماعية مخفف، وطماعيَّة. واقتصر في الصحاح على الأولى.

(٢) في المفردات: «والطمع».

(٣) الأصل والتهذيب وفي اللسان: الخاضعة.

(٤) ديوانه ص ٢٢٨ برواية: ولرب مطعمة، وعلى هذه الرواية فلا شاهد فيه.