تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كوي]:

صفحة 136 - الجزء 20

  وتَكَنَّى: ذَكَرَ كُنْيَتَه ليُعْرفَ بها، وأَيْضاً تَسَتَّرَ.

  وكُنَى الرُّؤْيا: هي الأمْثالُ التي يَضْربُها مَلِك الرُّؤْيا يُكْنَى بها عن أَعْيانِ الأُمورِ؛ نقلَهُ الجوْهرِي والزَّمَخْشري.

  قالَ ابنُ الأثيرِ: كقوْلِهم في تعْبير النّخْل إنَّها رِجالٌ ذَوُو أَحْسابٍ مِن العَرَبِ، وفي الجَوْزِ أنَّها رِجالٌ مِن العَجَم.

  [كوي]: ي كَواهُ البَيْطارُ وغيرُهُ يَكْوِيهُ كَيًّا: أَحْرَقَ جِلْدَهُ بحدِيدَةٍ ونحْوِها؛ ومنه قوْلُهم: آخِرُ الدَّوار الكَيُّ؛ ولا تَقُلْ: آخِرُ الدَّاء، كما في الصِّحاح.

  وهي، أَي: الآلَةُ التي يُكْوَى بها المِكْواةُ، بالكسْر، حَدِيدَةٌ كانتْ أَو رَضْفةٌ؛ ومنه المَثَلُ: قد يَضْرَطُ العَيْرُ والمِكْواةُ في النارِ؛ يُضْرَبُ لمتَوَقِّعٍ امْراً قَبْل حُلُولِه به.

  وقالَ ابنُ برِّي: يُضْرَبُ للبَخِيلِ إذا أَعْطَى شيئاً مَخافَةَ ما هو أَشَدّ منه.

  والكَيَّةُ: مَوْضِعُ الكَيِّ؛ عن ابنِ سِيدَه. وقد تُسْتَعْملُ بمعْنَى الكَيِّ؛ ومنه قولُهم: بَنُو أُمَيَّة منهم في القَلْبِ كَيَّةٌ.

  والكاوِياءُ: مِيسَمٌ يُكْوَى به.

  واكْتَوَى: اسْتَعْمَلَ الكَيَّ في بدَنِه؛ وفي الصِّحاح: أنَّه مُطاوعُ كَوَيْته.

  ومِن المجازِ: اكْتَوَى إذا تَمَدَّحَ بما ليسَ فيه.

  وفي المُحْكم: بما ليسَ مِن فعْلِه.

  واسْتَكْوَى: طَلَبَ الكَيَّ.

  وفي التَّهذيبِ: طَلَبَ أَن يُكْوَى.

  ومِن المجازِ: الكوَّاءُ، كشَدَّادٍ: الخَبِيثُ اللِّسانِ الشَّتَّامُ كأَنَّه يَكْوِي بلِسانِه كَيًّا.

  وأَبو الكَوَّاءِ: من كُناهُم؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

  وكاواهُ: شاتَمَهُ مِثْلُ كَاوَحَهُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  كَواهُ بعَيْنِه إذا أَحَدَّ النَّظَرَ إليه.

  وكَوَتْه العَقْربُ: لَدَغَتْه؛ كِلاهُما عن الجَوْهرِي وهو مجازٌ.

  وأَكْوَى: لَسَعَ إنْساناً بلِسانِه.

  وابنُ الكَوَّاءِ: تابِعِيٌّ رَوَى عن عليِّ رضِيَ اللهُ تعالى والمَكْوَى: المِكْواةُ.

  قالَ الجَوْهرِي: وأَمَّا كَيْ فإنَّه مُخَفَّفٌ، وهو جوابٌ لَقَوْلِكَ: لِمَ فَعَلْتَ كذا؛ فتقولُ: كَي يكونَ كذا، وهو للعاقبَةِ كاللامِ، وتَنْصبُ الفِعْلَ المُسْتَقْبل؛ وأَمَّا كَيْت فقد ذُكِرَ في التاءِ.

  والكِيَا، بفَتْحِ الكافِ: المَصْطَكَى؛ ذكرَهُ صاحِبُ المِصْباح، وقالَ: إنَّه دَخِيلٌ.

  [كوو]: والكَوَّةُ بالفتح، ويُضَمُّ: لُغَةٌ نقلَهُ الجَوْهرِي، والكَوُّ، بغيرِ هاءٍ، عن ابنِ الأنْبارِي؛ الخَرْقُ في الحائِطِ ونحوِهِ.

  وفي الصِّحاح: ثَقْبُ⁣(⁣١) البَيْتِ؛ أَو التَّذْكِيرُ للكبيرِ والتَّأْنِيثُ للصَّغِيرِ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: وليسَ بشيءٍ.

  قال اللَّيْث: تأْسِيس بِناءِ الكَوّ والكَوَّة مِن كافٍ ووَاوَيْن، وقيلَ: مِن كافٍ وواوٍ وياءٍ، كأن أَصْلَها كَوًى، ثم أُدْغِمَت الواوُ في الياءِ فجُعِلت واواً مُشدَّدةً؛ ج كُوًى وكُواءٌ، هكذا هو في النُّسخِ كهُدًى وغُرابٍ⁣(⁣٢) ولم يَزنْه ببعضِ مَوازِينِه حتى يَزُولَ الالْتباسُ.

  والذي في الصِّحاح: جَمْعُ الكَوَّةِ، بالفتح، كِواءٌ، بالمدِّ، وكِوًى أَيْضاً مَقْصورٌ، مثالُ بَدْرَةٍ وبِدَرٍ، وجَمْعُ الكُوَّةِ، بالضمِّ، كُوًى.

  * قُلْت: وهذا الأخيرُ هو الذي اقْتَصَرَ عليهِ الفرَّاءُ واسْتَغْنَى به عن جَمْعِ المَفْتوحِ.

  وفي المُحْكم: جَمْعُ كُوَّةٍ كِوًى، بالقَصْرِ نادِرٌ، وكِواءٌ، بالمدِّ والكافِ مَكْسورَة فيهما.

  وقال اللّحْياني: مَنْ فَتَحَ كَوَّة فجمْعُه كِواءٌ بالمدّ، ومَن


(١) في الصحاح: «نقب» وفي اللسان: الثقب في البيت.

(٢) والذي في المصباح: الكوّة تفتح وتضم، وجمع المفتوح كَوَاتُ مثل حَبّة وحَبَّاتٍ وكِواءٌ بالكسر والمد، مثل ظبيةٍ وظِباءٍ، ورَكْوةٍ وركاءٍ. وجمع المضموم: كُوًى بالضم والقصر (مثل مُدية ومُدًى) والكوة بلغة الحبشة: المشكاة وعينها واو، وأما اللام فقيل وقيل اه باختصار، ومثله في الصحاح، ونقل الشارح مثله عن المحكم فتنبه. اه مصححه (هامش القاموس)، وانظر المصباح.