تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صرقع]:

صفحة 271 - الجزء 11

  وِأَبُو قَيْسِ بنُ صَرّاعٍ: كشَدَّادٍ: رَجُلٌ من بَنِي عِجْلٍ نَقَلَه اللَّيْثُ.

  قالَ: والمِصْرَاعَانِ من الأَبْوابِ والشِّعْرِ: ما كانَتْ قَافِيَتَانِ في بَيْتٍ. وبابانِ مَنْصُوبَانِ يَنْضَمّانِ جَمِيعاً، مَدْخَلُهُما في الوَسَطِ مِنْهُمَا، فيه لفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتَّبٍ، ففي التَّهْذِيبِ: المِصْراعانِ من الشِّعْرِ: ما كانَ فِيه⁣(⁣١) قافِيَتَانِ في بَيْتٍ واحِدٍ، ومن الأَبْوَابِ: مالَهُ بابانِ مَنْصُوبانِ يَنْضَمَّانِ جَمِيعاً، مَدْخَلُهما بَيْنَهُمَا في وَسَطِ المِصْرَاعَيْنِ. وقال أَبو إِسْحَاقَ: المِصْرَاعانِ: بَابَا القَصِيدَةِ، بمَنْزِلَةِ مِصْرَاعَيْ بَابِ البَيْتِ، قالَ: واشْتِقاقُهُمَا من الصَّرْعَيْنِ، وهُمَا طَرَفَا النَّهَارِ.

  وِصَرَّعَ الشِّعْرَ والبَابَ تَصْرِيعاً: جَعَلَه ذا مِصْرَاعَيْن، وهُمَا مِصْرَاعَانِ وهُوَ في الشَّعْرِ مَجَازٌ، وتَصْرِيعُ الشِّعْرِ هو: تَقْفِيَةُ المِصْراعِ الأَوَّلِ، مَأْخُوذٌ من مِصْراعِ البابِ. وقيلَ: تَصْرِيعُ البَيْتِ من الشِّعْرِ: جَعْلُ عَرُوضِه كضَرْبِه⁣(⁣٢)، كصَرَعَه، كمَنَعَهُ، يُقَال صَرَّع البابَ، إِذا جَعَلَ له مِصْرَاعَيْنِ. وصَرَّعَ فُلاناً: صَرَعَه شَدِيداً، يُقَال: مَرَرْتُ بقَتْلَى مُصَرَّعِينَ: شُدِّدَ للكَثْرَةِ، كما في الصِّحاحِ.

  * ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  المُصَارَعَةُ، والصِّرَاعُ، مُعَالَجَةُ القِرْنَيْنِ أَيّهُمَا يَصْرَعُ صَاحِبَه، ورَجُلٌ صَرّاعٌ وصَرِيعٌ - كشَدّادٍ وأَمِيرٍ - بَيِّن الصَّرَاعَةِ: شَدِيدُ الصَّرْع، وإِن لم يَكُنْ مَعْرُوفاً بذلِك. وقومٌ صُرَعَةٌ: يَصْرَعُونَ مَنْ صَارَعُوا، كما يُقَالُ: رَجُلٌ صُرَعَة، نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ، وقد تَصَارَعُوا.

  وِالصَّرِيعُ: المَجْنُونُ، وقال ابنُ القَطّاعِ صُرِعَ الإِنْسَانُ صَرْعاً: جُنَّ. والمَنِيَّةُ تَصْرَعُ الحَيَوَانَ، على المَثَلِ، وكذا قولُهُم: باتَ صَرِيعَ الكَأْسِ. وصَرِيعُ الغَوَانِي: شاعِرٌ اسْمُه مُسْلِمُ بنُ الوَلِيدِ، نقله الصّاغَانِيُّ.

  ويُقَالُ: للأَمْرِ صَرْعَانِ، أَي طَرَفَانِ.

  وِالمِصْرَعُ كَمِنْبَرٍ: لُغَةٌ في مِصْرَاعِ البابِ، قال رُؤْبَةُ:

  إِذْ حاز دُونِي مِصْرَعُ البَابِ المِصَكّ

  وَمَصَارِعُ القَوْمِ: حَيْثُ قُتِلُوا. وغُصْنٌ صَرِيعٌ: ساقِطٌ⁣(⁣٣) إِلى الأَرْضِ.

  وِصُرِّعَ الشَّجَرُ: قُطِع وطُرِح.

  ورَأَيْتُ شَجَرَهُم مُصَرَّعاتٍ، وصَرْعَى أَي مُقَطَّعاتٍ.

  ونَبَاتٌ صَرِيعٌ: لما نَبَتَ على وَجْهِ الأَرْضِ غَيْرَ قائِم.

  وكلُّ ذلك مَجَازٌ. وقَوْلُ لَبِيدٍ ¥:

  مَحْفُوفَةً وَسْطَ اليَرَاعِ يُظِلُّهَا ... منها مَصَارِعُ غابَةٍ وقِيامُهَا⁣(⁣٤)

  قيل: المَصَارِعُ: جَمْعُ مَصْرُوعٍ من القُضُبِ، يَقُولُ: مِنْهَا مَصْرُوعٌ، ومنها قائِمٌ، والقِيَاسُ مَصَارِيعُ، كما في اللِّسَانِ، ورَوَاه الصاغَانِيّ: «مِنْهَا مُصَرَّعُ غابَةٍ». وقال: المُصَرَّعُ: ما سَقَط منها لطُولِهِ، وقِيَامُها: ما لم يَسْقُط.

  وذَكَر الأَزْهَرِيُّ في تَرْجَمَةُ «ص ع ع» - عن أَبِي المِقْدَامِ السُّلَمِيّ - قال: تَضَرَّعَ الرَّجُلُ لصاحبهِ، وتَصَرَّعَ: إِذا ذَلَّ واسْتَخْذَى، ونَقَلَه الصّاغَانِيُّ أَيْضاً في التَّكْمِلَةِ هكَذا، وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: تَصَرَّعَ فُلانٌ لِفُلَانٍ: تَوَاضَعَ [له]، وما زِلْتُ أَتَصَرَّع لَهُ، وإِلَيْهِ⁣(⁣٥)، حَتَّى أَجابَنِي، وهو مَجَازٌ.

  [صرقع]: الصَّرْقَعَةُ، أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: هو الفَرْقَعَةُ: يُقَال: سَمِعْتُ لِرِجْلِه صَرْقَعَةً، وفَرْقَعَةً، بمَعْنًى وَاحِدٍ.

  وِقالَ ابنُ عَبّاد: صِرْقاعَةُ المِقْلاعَةِ، بالكَسْرِ: طَرَفُها الَّذِي يُصَوَّتُ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  [صطع]: المِصْطَعُ، كمِنْبَرٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: رَوَى أَبو تُرَابٍ في كِتابٍ له: هو الخَطِيب البَلِيغُ


(١) في التهذيب: له.

(٢) كقول امرئ القيس:

لمن طلل أبصرته فشجاني ... كخط زبور في عسيب يماني؟

نقص في التصريع حتى لحق بالضرب، فقوله شجاني فعولن وقوله يماني فعولن والبيت من الطويل وعروضه المعروف انما هو مفاعلن. ومما زيد في عروضه حتى ساوى ضربه قول امرئ القيس:

ألا أنعم صباحاً أيها الطلل البالي ... وِهل ينعمن من كان في العصر الخالي؟

(٣) في الأساس: متهدلٌ ساقط.

(٤) ويروى: ومحففاً (أي السري في بيت قبله) ويروى: منه مصرَّع، وهي رواية المعلقة.

(٥) في الأساس: «أتصرع له وأتضرّع إليه» والزيادة عنها.