تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حذلم]:

صفحة 133 - الجزء 16

  ويقالُ: اشْتَرَى عبداً حُذامَ المَشْيِ، كغُرابٍ أَي بَطِيئاً كَسْلانَ لا خَيْر فيه، قالَهُ خالِدُ بنُ حَنْبَة وكسَفينَةٍ: حَذِيمَةُ بنُ يَرْبُوعِ بنِ غَيْظِ بنِ مُرَّةَ، هكذا هو في الصِّحاحِ. ووُجِدَ بخطِّ أَبي زَكَريا ما نَصّه: الحاءُ تَصْحِيفٌ، والصَّوابُ: جَذِيمَة بالجِيمِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الحَذْمُ: المَشْيُ الخَفِيفُ. ويقالُ للأَرْنَبِ حُذَمَةُ لُذَمَه، تسبِقُ الجَمْع بالأَكَمَه، أَي إذا عَدَتْ في الأَكَمَةِ أَسْرَعَتْ فسَبَقَتْ مَنْ يَطْلُبها، ومعْنَى لُذَمَة: لازِمَةُ العَدْوِ.

  ومُوسى بنُ زِيادِ بنِ حذْيَمٍ السَّعْدِيُّ عن أَبيهِ، وعنه المغيرَةُ، وُثِّق.

  [حذرم]: الحَذْرَمَةُ: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللّسانِ.

  وهو كَثْرَةُ الكَلامِ، لُغَةٌ في الهَذْرَمَةِ.

  والحُذارِمَةُ، بالضمِ: المِكْثارُ مِن الرِّجالِ، والهاءُ للمُبالَغَةِ.

  [حذلم]: حَذْلَمَ فَرَسَه: أَصْلَحَه.

  وحَذْلَمَ العُودَ: بَرَاهُ وأَحَدَّه.

  وحَذْلَمَ: أَسْرَعَ في المَشْي كالهذْلَمَةِ، كَتَحذْلَمَ.

  وحَذْلَمَ سِقاءَهُ إذا مَلَأَهُ، عن الأَصْمَعِيّ، وأَنْشَدَ:

  فالقُهْبِ المَزادَ المُحَذْلَمَا⁣(⁣١)

  وتَحَذْلَمَ: تَأَدَّبَ وذَهَبَ فُضول حُمقِه، ومنه اشْتُقَّ اسمُ الرَّجُلِ حَذْلَم.

  والحُذْلومُ، كزُنبورٍ: الخَفِيفُ السَّريعُ مِن الرِّجالِ.

  والحَذْلَمُ، كجعفرٍ: القَصيرُ المُلَزَّزُ الخَلْقِ مِنَّا.

  وأَبو سلمَةَ تَمِيمُ بنُ حَذْلَمٍ الضَّبِّيُّ: تابِعيُّ مِن أَهْلِ الكُوفَةِ يَرْوِي عن أَبي بكْرٍ وعُمَرَ، رَوَى عنه العلاءُ بنُ بَدْرٍ، وقد قيلَ كُنْيتُه أَبو حَذْلَمٍ، قالَهُ ابنُ حَبَّان. ويقالُ: مَرَّ فلانٌ يُحَذْلِمُ ويَتَحَذْلَمُ إذا مَرَّ كأَنَّه يَتَدَحْرَجُ، وذلِكَ إذا أَسْرَع في المَشْيِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  إِناءٌ مُحَذْلَمٌ: أَي مَمْلُوءٌ.

  وحَذْلَمَهُ: دَحْرَجَهُ، وذَحْلَمَهُ: صَرَعَهُ.

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: هكذا وُجِدَ هذا الحَرْفُ في الجَمْهَرةِ لابنِ دُرَيْدٍ مع حُروفٍ غَيْرها، وما وَجَدْت أَكْثَرَها لأَحَدٍ مِن الثِّقاتِ.

  وأَبو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمان بنِ أَيوب بنِ حَذْلَم: مُحَدِّثٌ رَوَى عن سعْدِ بنِ محمدٍ البَيْروتيّ، وعنه الحافِظُ تمامُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الله الرَّازِيّ.

  [حرم]: الحِرْمُ، بالكسْرِ: الحَرامُ، وهُما نَقِيضا الحلِّ والحَلالِ، ج حُرُمٌ، بضَمَّتيْن، قالَ الأَعْشَى:

  مَهادِي النَّهارِ لجاراتِهِمْ ... وبالليلِ هُنَّ عليهمْ حُرُمْ⁣(⁣٢)

  وقد حَرُمَ عليه الشَّيءُ، ككَرُمَ، حُرْماً، بالضمِ، وحُرْمَةً وحَراماً، كسَحابٍ، وحَرَّمَهُ اللهُ تَحْريماً وحَرُمَتِ الصَّلاةُ على المرأَةِ، ككَرُمَ، حُرْماً بالضَّمِّ وبضمَّتينِ.

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: حَرُمَتِ الصَّلاةُ على المرأَةِ تَحْرُمُ حُروماً، وحَرُمَتِ المَرأَةُ على زَوْجِها تَحْرُمُ حُرْماً وحَراماً.

  وحَرِمَتْ عليها، كفَرِحَ، حَرَماً، محرَّكةً، وحَراماً، بالفتحِ لُغَةٌ في حَرُمَتْ ككَرُمَ، وكذا حَرُمَ السَّحورُ على الصَّائِمِ مِن حَدِّ كَرُمَ، والمَصْدَرُ كالمصْدَرِ.

  والمَحارِمُ: ما حَرَّمَ اللهُ تعالَى فلا يحلُّ اسْتِحْلاله، جَمْعُ حَرامٍ على غيرِ قِياسٍ.

  والمَحارِمُ من اللَّيلِ: مَخاوِفُه التي يَحْرُمُ على الجَبانِ أَنْ يَسْلكَها، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ، وهو مجازٌ، وأَنْشَدَ ثَعْلَب:

  مَحارِمُ الليلِ لهُنَّ بَهْرَجُ ... حتى ينام الوَرَعُ المُحَرَّجُ⁣(⁣٣)


(١) جزء من عجز بيت نسبه في التكملة لكثير وتمام روايته فيها:

تثج رواياه إذا الرعد رجها ... بشابة فالقهب المزاد المحذلما

نبه إلى رواية مصحح المطبوعة المصرية.

(٢) اللسان والتهذيب ولم أجده في ديوانه.

(٣) اللسان وفيه «حين ينام» وبهامشه: «قوله: المحرج، كذا هو بالأصل والصحاح، وفي المحكم: المزلج كمعظم»