تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ردع]:

صفحة 158 - الجزء 11

  إِذا بَلَّغَتْ رَحْلِي رَجِيعُ أَمَلَّهَا ... نُزُولِيَ بالمَوْماةِ ثُمَّ ارْتِحالِيَا

  وِالرَّجّاعُ: الكَثِيرُ الرُجُوعِ إِلى اللهِ تعالَى.

  وَرَجَعَ الحَوْضُ إِلى إِزائِه: كَثُرَ مَاؤُه.

  وِتَرَاجَعَتْ أَحْوَالُ فُلانٍ. وهو مجَازٌ.

  وِرَاجَعَه في مُهِمَّاتِه: حَاوَرَه.

  وانتَقَص القُرُّ، ثُمَّ تَرَاجَعَ.

  وسُمِّيَ البَرَدُ رَجْعاً؛ لرَدِّ ما تَنَاوَله من الماءِ.

  وِالرِّجْعَةُ، بالكَسْرِ: الحُجَّةُ، عن ابْنِ عَبّادٍ.

  [ردع]: رَدَعَهُ عَنْهُ، كمَنَعَهُ يَرْدَعُه رَدْعاً: كَفَّهُ ورَدَّهُ، فارْتَدَعَ، أَي فَكَفَّ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:

  أَهْل الأَمَانَةِ إِنْ مالُوا ومَسَّهُمُ ... طَيْفُ العَدُوِّ إِذا ما ذُوكِرُوا ارْتَدَعُوا

  وِرَدَعَ جَيْبَه عَنْهُ: فَرَجَهُ نَقَلَه الصّاغانِيُّ.

  وِرَدَعَهُ بالشَّيْءِ: لَطَخَهُ بهِ، يَرْدَعُه، رَدْعاً، فارْتَدَع: تَلَطَّخَ.

  وِرَدَعَ السَّهْمَ: ضَرَب بنَصْلِهِ الأَرْضَ لِيَثْبُتَ في الرُّعْظِ⁣(⁣١)، نَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ.

  وِرَدَعَ المَرْأَةَ يَرْدَعُهَا رَدْعاً: وَطِئَها.

  وِحَكَى الأَزْهَرِيُّ عن أَبِي سَعِيد قال: الرَّدْعُ: العُنُقُ رُدِعَ بالدَّمِ أَو لَمْ يُرْدَعُ، يُقَال: اضْرِبْ رَدْعَه، كما يُقال: اضْرِبْ كَرْدَه. قال: وسُمِّيَ العُنُقُ رَدْعاً؛ لأَنَّه بها يَرْتَدِعُ كلُّ ذِي عُنُقٍ من الخَيْلِ وغيرِهَا، وقالَ غيرُه: سُمِّيَ العُنُق رَدْعاً عَلَى الاتِّساعِ.

  وِالرَّدْعُ: الزَّعْفَرانُ سُمِّيَ به كما سُمِّي الجَسَدُ زَعْفَرَاناً، أَو لَطْخٌ منه، أَو مِن الدَّمِ، يُقَال: به رَدْعٌ من زَعْفَرَانٍ أَو دَمٍ، أَي لَطْخٌ منه وأَثَر، كما في الصّحاحِ، وفي حَدِيثِ عائِشَة: «كُفِّنَ أَبو بكرٍ، ®(⁣٢)، في ثَلاثَةِ أَثْوابٍ، أَحَدُها⁣(⁣٣) به رَدْعٌ من زَعْفَران» أَي لَطْخٌ لم يَعُمَّه كلَّه. ويُقَالُ: بالثَّوبِ رَدْعٌ من زَعْفَرانٍ، أَي شَيْءٌ يَسِيرٌ فِي مَوَاضِعَ شَتَّى.

  وِالرَّدْع: أَثَرُ الخَلُوقِ والطِّيبِ في الجَسَدِ وكذلِكَ أَثَرُ الحِنّاءِ قال:

  مَمْكُورَةٌ رَدْعُ العَبِيرِ بِها ... دُرْمُ العِظَامِ رَقِيقَةُ الخَصْرِ

  كالرُّدَاعِ: كغُرَابٍ: هكَذَا في سائرِ النُّسَخِ، وهو خَطَأٌ، فإِنَّ الرُّدَاعَ، بالضَّمِّ، إِنَّمَا يُسْتَعْمَلُ في النُكْسِ لا في الطِّيب، وهو مثلُ الرَّدْع، والرَّدْعُ يُسْتَعْمَلُ فيهِمَا، وسَيَأْتِي قَرِيباً مثلُ ذلِك.

  وِمن المَجَازِ: يُقَال للقَتِيل: رَكِبَ رَدْعَه، إِذا خَرَّ لوَجْهِه على دَمِه وعلى رَأْسِه، قيلَ: وإِنْ لم يَمُتْ بعدُ، غير أَنَّه كُلَّمَا هَمَّ بالنُّهُوضِ رَكِب مَقَادِيمَه، فخَرَّ لوَجْهِه، وقِيلَ: رَدْعُه: دَمُه، ورُكُوبُه إِيّاه أَنّ الدَّمَ يَسِيلُ، ثُمّ يَخِرُّ عليه صَرِيعاً، وقِيل: رَكِبَ رَدْعَه، أَي لم يَرْدَعْهُ شَيْءٌ فيَمْنَعْهُ عن وَجْهِه، ولكِنّه رَكِبَ ذلك فمَضَى لوَجْهِه، ورُدِعَ فلم يَرْتَدِعْ، كما يُقَال: رَكِبَ النَّهْيَ.

  وقال ابنُ الأَثِيرِ: الرَّدْعُ: العُنُقُ، أَي سَقَط على رَأْسِه، فانْدَقَّتْ عُنُقُه. وقيل: الرَّدْعُ هنا: الدَّمُ، علَى سَبِيلِ التَّشْبِيهِ بالزَّعْفَرَانِ، ومَعْنَى رُكُوبِه دَمَه، أَنّه جُرِحَ، فسالَ دَمُه، فسقَطَ فوقَهُ مُتَشَحَّطاً فيه. قال⁣(⁣٤): ومَنْ جَعَلَ الرَّدْعَ العُنُقَ فالتَّقْدِيرُ: رَكِبَ ذاتَ رَدْعِه، أَي عُنُقَه، فحذفَ المُضَاف، أَو سمّي العُنُق رَدْعاً على الإِتِّساعِ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لنُعَيْمِ بنِ الحارِث بنِ يَزِيدَ السَّعْدِيّ:

  أَلَسْتُ أَرُدُّ القِرْنَ يَرْكَبُ رَدْعَهُ ... وِفيه سِنَانٌ ذُو غِرَارَيْنِ نَائسُ؟

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: رَكِبَ رَدْعَه: إِذا وَقَعَ على وَجْهِه.

  ورَكِبَ كُسْأَهُ: إِذا وَقَع على قَفاهُ. وقِيلَ: رَكِبَ رَدْعَه: أَنّ الرَّدْعَ: كُلُّ ما أَصابَ الأَرْضَ من الصَّرِيعِ حين يَهْوِي إِلَيْهَا، فَما مَسَّ منه الأَرْضَ أَوّلاً فهو الرَّدْعُ، أَيّ أَقْطَارِه كانَ.

  وقال المُبَرِّدُ: مَعْنَاهُ سَقَط فدَخَلَتْ عُنُقُه في جَوْفِه.

  وَثَوْبٌ مَرْدوعٌ مُزَعْفَرٌ، أَي مَصْبُوغٌ بالزَّعْفَرانِ.


(١) الرعظ: مدخل سنخ النصل.

(٢) كذا، والصواب «عنه».

(٣) بالأصل: «أحد ثيابه ردع» والمثبت عن النهاية.

(٤) هو الزمخشري كما يفهم من عبارة النهاية، وانظر الفائق ١/ ٣٤٥ - ٣٤٦.