تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زغد]:

صفحة 478 - الجزء 4

  [زعد]: الزَّعْدُ، وهو الفَدْم الغَبّي⁣(⁣١). كذا في اللسان. ويروى بالغين.

  [زغد]: زَغَدَ البَعيرُ، كمنَعَ يَزْغَد زَغْداً: هَدَرَ هَدِيراً كأَنّه يَعْصِره أَو يَقْلَعه، والزَّغْد: الهَدير، وهو الزُّغَادِبُ والزَّغْدَبُ. وقيل الزَّغْد من الهَدير: الَّذي لا يَكاد يَنقطع. وقيل: زَغَدَ زَغْداً: هَدَرَ شديداً، وقيل الزَّغْد: ما رُدِّدَ في الغَلْصَمة.

  وقال الأَصمعيُّ: إِذا أَفصح الفحْلُ بالهَدِير، قيل: هَدَرَ يَهْدِرُ هَدِيراً، فإِذا جَعَلَ يَهدِر هَديراً كأَنّه يَعْصِرُهُ قيل: زَغَدَ يَزْغَد زَغْداً، وقَول العَجَّاج:

  يَمُدُّ زأْراً وهَديراً زَغْدَبَا

  قال ابن سيده: ذهَب أَحمد بن يحيى إِلى أَن الباءَ فيه زائدةٌ، وذلك أَنه لمّا رآهم يقولون هَديرٌ زَغْدٌ وزَغْدَبٌ اعتقدَ زيادَةَ الباءِ في زغْدَب.

  قال ابن جنّي: وهذا تعَجرُفٌ منه، وسوءُ اعتقاد. ويَلزم من هذا أَن تكون الراءُ في سِبَطْر ودِمَثرٍ زائدة، لقولهم سَبِط ودَمِث قال: وسَبيلُ ما كانت هذه حاله أَلَّا يُحفَل به.

  وزَغَدَ سِقَاءَهُ يَزْغُدُه زَغْداً: عَصَرَهُ حتّى يَخْرُج الزُّبْدُ من فَمه وقد تَضايَق به، وكذلك العُكّة، وذلك الزُّبْدُ زَغِيدٌ، ويقال للزُّبْدة: الزَّغِيدةُ والنَّهِيدةُ، ويقال: زَغَدَ الزُبْدَ، إِذا عَلا فَمَ السِّقاءِ فعَصَرَه حتّى يَخرج. وزَغَد فُلاناً: عَصَرَ حَلْقَهُ، كزرَدَه.

  ومن المجاز: زَغَدَه بالكلام: حَرَّشَهُ.

  ويقال نَهرٌ زَغَّادٌ، ككَتَّان، أَي زَخَّارٌ كَثيرُ الماءِ، وقد زَغَدَ وزخَرَ وزَغَرَ، بمعنًى واحد. قال أَبو الصَّخْر⁣(⁣٢):

  كأَنَّ مَنْ حَلَّ في أَعْياصِ دَوْحَته

  إِذا تَوالَجَ⁣(⁣٣) في أَعْيَاصِ آسادِ

  إِنْ خَافَ ثَمَّ رَوَايَاه علَى فَلَج

  من فَضْلِهِ صَخبِ الآذِيِّ زَغَّادِ

  وأَزْغَدَه: أَرضَعَهُ.

  ومن المجاز: المُزْغَئِدُّ: الغَضْبَانُ كأَنّه نَهر يَتدفَّقُ.

  والزَّغَدُ، محرّكةً: العَيْشُ، هكذا في سائر النُّسخ: وفي بعضها: والرَّغِدُ العَيْشِ، بالإِضافة والراءِ، أَي المُزْغَئِدُّ هو الرجلُ الرَّغِدُ العَيْشِ، أَي واسِعُه. وهو الصَّواب.

  وفي التكملة: والمُزْغَئِدّ من النَّعْمَةِ: الرَّغيدُ⁣(⁣٤).

  * ومما يستدرك عليه:

  هَدِيرٌ زَغَّاد. وتَزَغَّدَت الشِّقْشقَةُ في الفَمِ: ملَأته. وقيل: ذَهَبَتْ وجاءَتْ. والاسم الزَّغد.

  وفي التهذيب: الزَّغْد: تَزَغُّد الشِّقْشِقة، وهو الزَّغْدَبُ.

  ورجل زَغْدٌ: فَدْمٌ غَبِيٌّ⁣(⁣٥).

  [زغبد]: الزَّغْبَدُ، كجعفر، أهمله الجوهريّ. وقال اللَّيْثُ هو: الزُّبْدُ. وفي التهذيب وأَنشد أَبو حاتم:

  صَبَّحُونا بزَغْبَدٍ وحَتِيٍّ

  بَعْدَ طِرْمٍ وتَامِكٍ وثُمَالِ

  (⁣٦) [زغرد]: الزَّغْرَدَةُ، أَهمله الجوهريُّ، وقال ابن دُرَيْد:

  هَدِيرٌ للإِبِل يُرَدِّدُه الفَحْلُ في جَوْفِهِ⁣(⁣٧)، وفي اللسان: في حَلْقِهِ.

  قلت. ومنه زَغْرَدَةٌ النِّسَاءِ عند الأَفراحِ، وقد استَخْرَج لها بعضُ العلماءِ أَصلاً مِنَ السُّنَّة.

  [زفد]: زَفَدَهُ، أَهملَه الجوهريُّ، وفي نوادر الأَعراب: إِذا مَلأَه، كذلك زَكَتَهُ. وزَفَدَ فلانٌ فَرَسَهُ شَعيراً أَكثَرَ عَلَيْه، كذا في نوادر الأَعراب، أَيضاً.

  [زمرد]: الزُّمُرُّد، بالضّمّ، أهمله الجوهريُّ. وقال أَبو عَمْرٍو⁣(⁣٨) في «فائت الجمهرة» هو: الزُّمُرّذ، بالذال المعجمة، قال: الدال والذال يتعاقبان. قال: ابن ماسويه: إِنه يَنْفَع من نَفْث الدَّم وإِسهاله، إِذا عُلِّقَ على مَن به ذلك، كذا في «المنهاج».


(١) بهامش المطبوعة المصرية: قوله الغبي، الذي في اللسان: العيي».

(٢) في التهذيب: أبو صخر الهذلي.

(٣) التهذيب: تولّج.

(٤) التكملة: الرَّغِدُ.

(٥) اللسان: عييّ.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قال في اللسان: والحتي: قرف المقل. والتامك: ما تمك من السنام وارتفع. والثمال من الحليب: الرغوة. ومن الحامض: الفلاق الذي يبقى في أسفل الإِناء».

(٧) الجمهرة ٢/ ٣٣٣.

(٨) التكملة: أبو عُمَر.