تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فلى]:

صفحة 57 - الجزء 20

  بقارحٍ نوعم في فلائه

  وفَرَسٌ مُفْلٍ ومُفْلِيه: ذاتُ فَلْوٍ.

  وفَلَوْتُه: رَبَّيْته، قالَ الحُطَيْئة يصِفُ رجُلاً:

  سَعِيدٌ وما يَفْعَلْ سَعِيدٌ فإنَّه ... نجِيبٌ فلاهُ في الرِّباطِ نَجيبُ⁣(⁣١)

  وكَذلكَ افْتَلَيْتُه، وقالَ:

  وليسَ يَهْلِك مِنّا سيِّد أَبَداً ... إلَّا افْتَلَيْنا غُلاماً سَيِّداً فِينا⁣(⁣٢)

  وقالَ الأزْهرِي: افْتَلاهُ لنَفْسِه: اتَّخَذَهُ، وأَنْشَدَ:

  نَقُودُ جِيادَهُنَّ ونَفْتَلِيها ... ولا نَغْذُو التُّيُوسَ ولا القِهادا⁣(⁣٣)

  وفلانَةٌ بَدَوِيَّةٌ فَلَويَّةٌ.

  وابنُ الفَلْو، بالفَتْح: هو الحَسَنُ بنُ عُثْمان بنِ أَحمدَ ابنِ الحُسَيْن بنِ سورَةَ الفلويُّ الواعِظُ البَغْدادِيُّ سَمِعَ أَباهُ وأَبا بكْرٍ القطيعي ماتَ سَنَة ٤٣٦.

  وبتَشْديدِ اللام المَضْمومَةِ: أَبو بكْرِ عبدُ الله بنُ محمدِ ابنِ أحمدَ بنِ الحُسَيْن الكتبي الفلُّويُّ البَغْداديُّ سَمِعَ النجاد، وعنه الخطيبُ.

  قالَ الحافظُ: هكذا ذَكَرَ السّمعاني هاتَيْن التَّرْجَمَتَيْن مُتَوالِيَتَيْن، وعنْدِي فيهما نَظَرٌ.

  وفلا: مِن قُرَى خَابرَان قُرْبَ مِيهَنَة، منها: أَحمدُ بنُ محمدٍ الفلويُّ⁣(⁣٤) زاهِدٌ أَقامَ بخانقاه سرخس خَمْسِين سَنَة يَخْتمُ القُرْآن كلَّ يومٍ ماتَ⁣(⁣٥) سَنَة ٤٦٥.

  وفَلَوْتُ القَوْمَ: تَخَلَّلْتهم، وكَذلكَ فَلَيْت.

  [فلى]: ي فَلاهُ بالسَّيْفِ يَفْلِيهِ فَلْياً: قَطَعَ به رأْسَه، كيَفْلُوهُ فَلْواً.

  وفَلَى رأْسَهُ فَلْياً، بَحَثَهُ عن القَمْلِ، كفَلَّاهُ، والاسْمُ: الفِلايَةُ، بالكَسْرِ. ومن هنا يقالُ للنِّساءِ الفَالِياتُ والفَوَالِي، ومنه قولُ عَمْرِو بنِ معديكرب:

  تَراهُ كالثَّغامِ يُعَلُّ مِسْكاً ... يسُوء الفالِياتِ إذا فَلَيْني⁣(⁣٦)

  قالَ الجَوْهرِي: قالَ الأَخْفَش: أَرادَ فَلَيْنَني فحَذَفَ النونَ الأخيرَةَ لأنَّ هذه النُّونَ وِقايَة للفِعْل وليسَتِ اسْماً، وأَمَّا النّونُ الأُولى فلا يَجوزُ طَرْحها لأنَّها الاسْمُ المُضْمَرُ.

  ومِن المجازِ: فَلَى الشِّعْرَ يَفْلِيه فَلْياً: إذا تدَبَّرَهُ واسْتَخْرَجَ مَعانِيَهُ وغَرِيبَهُ، عن ابنِ السِّكِّيت، كذا في الصِّحاح.

  وفي الأساس: أَي فَتَّشَ عن مَعانِيه. يقالُ: افْلِ هذا البَيْتَ فإنَّه صَعْبٌ.

  وفَلَى فُلاناً في عَقْلِه يَفْلِيه فَلْياً: رازَهُ.

  وفي التَّهذيبِ: إذا نَظَرَ ما عقْلُه، وهو مجازٌ أَيْضاً.

  واسْتَفْلَى رَأْسَهُ وتَفالَى هو: اشْتَهَى أَنْ يُفْلَى، نقلَهُ الجَوْهرِي.

  وفَلِيَ، كرَضِيَ: انْقَطَعَ، عن ابنِ الأعْرابي.

  وفَلَّى، كحتَّى: جَبَلٌ، وهو غَلَطٌ، والصَّوابُ بفتحٍ فسكونٍ، كما هو نصُّ التكْمِلَةِ⁣(⁣٧).

  وفالِيَةُ الأَفاعِي: أَوائِلُ الشَّرِّ. قالَ ابنُ الأعْرابي: يقولونَ: أَتَتْكُم فالِيَةُ الأفاعِي، يُضْرَبُ مَثَلاً لأوَّلِ الشرِّ يُنْتَظَر، والجَمْعُ الفَوَالِي.

  وأَيْضاً: خُنْفُساءُ رَقْطاءُ تَأْلَفُ العَقَارِبَ والحيَّاتِ فإذا خَرَجَتْ مِن جُحْرِها آذَنَتْ بها.

  وفي الأساس: مِن جِنْسِ الخَنَافِس مُنَقَّطةٌ تكونُ عنْدَ جحَرَةِ الحيَّاتِ تَفْلِيهِنَّ.


(١) ديوانه ط بيروت ص ٨٧ من أبيات بمدح سعيد بن العاص، وانظر تخريجه فيه، واللسان وعجزه في الصحاح.

(٢) اللسان منسوباً لبشامة بن حزن النهشلي، وفي الصحاح بدون نسبة، والمقاييس ٤/ ٤٤٨.

(٣) اللسان والتهذيب والأساس بدون نسبة.

(٤) في اللباب: «الفليي» نسبة إلى فَلَة.

(٥) قيدت وفاته في اللباب بالحروف سنة ستين وأربعمائة.

(٦) اللسان والصحاح والتهذيب.

(٧) كذا بالأصل، والذي في التكملة «فَلَّى» كحتَّى، ضبط حركات.