تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نعق]:

صفحة 462 - الجزء 13

  يقول: لا أَزالُ أَجنُب فرسِي جَواداً. ويُقال: إِنه أَراد قَوْلاً يُستَجاد في الثَّناءِ على قَوْمِي، كما في الصِّحاحِ، وأَراد لا أَبرحُ فحَذَف «لا». والرواية «رَهْطِي» بدلَ «قَوْمِي» وهو الصَّحِيحُ لقَوْلِه: «مُنْتَطِقاً» بالإِفرادِ، كما في اللِّسانِ⁣(⁣١)، وأَنشدَ الصّاغانِيُّ في العُباب قَولَ خِداشٍ هكَذا:

  ولم يَبْرَحْ طِوالَ الدَّهرِ رَهْطِي ... بحَمْد الله مُنْتَطِقِينَ جُودا

  يُريد مُؤْتَزِرِينَ بالجُودِ، مُنتَطِقِينَ به، ومُرْفَدِينَ به.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  ناطقَه مُناطَقَةً: كالَمَه.

  وهو نِطِّيِقٌ كسِكِّيتٍ: بَلِيغ.

  ويُقال: تَنَطَّقَت أَرْضُهم بالجِبالِ، وانْتَطَقَت، وهو مجاز.

  وكتاب نَاطِقٌ، أَي: بَيِّنٌ على المَثَلِ، كأَنَّه يَنْطِقُ، قالَ لَبِيد:

  أَو مُذْهَبٌ جُدَدٌ على أَلواحِه ... النّاطِق المَبرُوزُ والمَخْتومُ⁣(⁣٢)

  وتَناطَقَ الرَّجلانِ: تَقاوَلا وناطَقَ كُلُّ واحدٍ منهما صاحِبَهُ.

  وقَولُه - أَنشدَهُ ابنُ الأَعرابيِّ -:

  كأَنَّ صَوتَ حَلْيِها المُناطِقِ ... تَهَزُّجُ الرِّياحِ بالعَشارقِ

  أَراد تَحرُّك حَلْيها، كأَنَّه يُناطِقُ بَعضُه بَعْضاً بصَوْته.

  وتَمَنْطَقَ بالمِنْطَقة، مثل تَنَطَّق، عن اللِّحيانِيّ.

  ويُقال: هو واسِعُ النِّطاق على التَّشْبيه ومثلُه اتَّسَعَ نِطاقُ الإِسْلامِ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: ونُطُقُ الماءِ، بضَمَّتَيْن: طَرائقُه، أَراهُ على التَّشبِيه، قال زُهَيرٌ:

  يُحِيلُ في جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه ... حَبْوَ الجَوارِي تَرَى في مائِه نُطُقَا⁣(⁣٣)

  وفي الأَساسِ:

  بحَوْرانَ أَنْباطٌ عِراضُ المَناطِقِ⁣(⁣٤)

  أَي: يَهُود ونَصارى. ومَناطِقُهم: زَنَانيرُهم، وهو مجاز.

  والنِّطاقة، بالكسر: الرُّقْعَةُ الصَّغيرةُ، لأَنّها تَنْطِقُ بما هو مَرْقُومٌ فِيها، وهو غَرِيبٌ، وقد مَرَّ ذِكرُه في «بطق».

  ونَطُقَ الرَّجلُ، كَكَرُم: صارَ مِنْطِيقاً عن ابنِ القطّاعِ.

  والنِّطاقُ: قرية بمِصْر من أَعمال الغربية.

  [نعق]: نَعَقَ الرَّاعي بغَنَمه، كمَنَع وضَرَب، واقتصَر الجَوهرِيّ والصاغانِيُّ على الأَخيرة نَعْقاً بالفَتْح، ونَعِيقاً كأَمِيرٍ ونُعاقاً بالضَّمِّ ونَعَقَاناً بالفَتْح⁣(⁣٥): صاحَ بِها وزَجَرَها. قالَ الأَخْطَلُ:

  فانْعِقْ بضَأْنِكَ يا جَرِير فإِنَّما ... مَنَّتْك نَفْسُكَ في الخَلاءِ ضَلالا

  أَي ادْعُها، يكونُ ذلك في الضَّأْن والمَعِز.

  ونقلَ شيخُنا عن بَعْضٍ: نَعَق بالإِبِل أَيضاً، فلْيُنْظَرْ ذلك، فإِنّه ثِقَة فيما يَنْقُل.

  وفي الحَدِيثِ: «وإِيّاكُنَّ ونَعِيقَ الشَّيطانِ» يعني الصِّياحَ والنَّوْحَ، وأَضافَه إِلى الشَّيْطانِ لأَنَّه الحامِلُ عليه.

  وقولُه تَعالَى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلّا دُعاءً وَنِداءً}⁣(⁣٦) قالَ الفَرّاءُ: أَضاف المَثَل إِلى الَّذِينَ كَفَرُوا، ثم شَبَّهَهم بالرّاعِي ولم يَقُل كالغَنَمِ.


ورواية الأصل كاللسان والصحاح، والبيت من شواهد النحويين كان وأخواتها.

(١) عقّب الأزهري في التهذيب بعد ذكره البيت قال: في قوله: منتطقاً قولان: أحدهما مجتنباً إِليّ فرساً؛ والآخر: شادّاً إليّ إزاري إلى درعي.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٥١ برواية: ... «على ألواحهنَّ»

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٤١ وبهامشه: النطق: الطرائق التي تعلو الماء، شبهها بجمع النطاق لأنها درجات يعلو بعضها بعضاً وإنما يكون ذلك مع كثرة الماء وهبوب الريح عليه.

(٤) الأساس ومعه بيت آخر ونسبها لذي الرمة وتمامها:

إذا قيل من أنتم يقول خطيبهم ... هوازن أو سعد وليس بصادقِ

ولكن أصل القوم قد تعلمونه ... بحوران أنباط عراض المناطقِ

وقد نبه إلى روايتهما في الأساس بهامش المطبوعة المصرية.

(٥) كذا بالأصل، وضبطت اللفظة بالتحريك عن القاموس ومثله في اللسان والصحاح.

(٦) سورة البقرة الآية ١٧١.