تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مخي]:

صفحة 177 - الجزء 20

  الإصْلاحِ؛ وبه جَزَمَ التَّبْريزي في تَهْذِيبِه للإِصْلاحِ؛ ومِثْلُه أَيْضاً في كِفايَةِ المُتَحفِّظِ وغيرِهِ.

  وقال ابنُ برِّي: أَنْكَرَ عليُّ بنُ حَمْزةَ اخْتِصاصَ مَحْوة بالشَّمالِ لكَوْنِها تَقْشَعُ السَّحابَ وتَذْهَب به، قالَ: وهذا مَوْجُودٌ في الجنوبِ؛ وأَنْشَدَ للأَعْشَى:

  ثم فَاؤوا على الكَرِيهَةِ والصَّبْ ... رِ كما يَقْشَعُ الجَنُوبُ الجَهامَا⁣(⁣١)

  ومَحْوَةٌ: ع؛ هكذا مُقْتَضى سِياقِه، والصَّوابُ مَحْوٌ بِلا هاءٍ كما هو نَصُّ الصِّحاح والمُحْكم⁣(⁣٢).

  قالَ يَعْقوب: وأَنْشَدَني أَبو عَمْرو للخَنْساءِ:

  لتَجْرِي المَنِيَّةُ بَعْدَ الفَتَى الْ ... مُغادَرِ بالمَحْوِ أذْلالَها⁣(⁣٣)

  والماحِي: مِن أَسْماءِ النَّبيِّ⁣(⁣٤) ، سُمِّي به لأنَّه يَمْحُو اللهُ به الكُفْرَ ويُعَفّي آثارَهُ؛ كذا في النهايَةِ.

  وفي التَّهْذِيبِ: مَحا اللهُ به الكُفْرَ وآثارَهُ⁣(⁣٥)؛ وفي المُحْكم: لأنَّه يَمْحُو الكُفْرَ بإذْنِ اللهِ تعالى.

  والمِمْحاة، بالكسْرِ: خِرْقَةٌ يُزالُ بها المَنِيُّ ونحوُه؛ وفي بعضِ نسخِ الصِّحاح: وغيرُه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  انْمَحَى: انْفَعَل من المَحْوِ؛ نقلَهُ الجَوْهري.

  ويقالُ: تَرَكْتُ الأرْضَ مَحْوةً واحِدَةً إذا طَبَّقَها المطرُ.

  وفي التهْذِيبِ: أَصْبَحَتِ الأرضُ مَحْوةً وَاحِدَةً إذا تَغَطَّى وَجْهُهَا بالماءِ. وكتابٌ ماحٍ: ذُو مَحْو.

  ومَحَتِ الرِّيحُ السَّحابَ: أَذْهَبَتْه.

  ومَحا الصُّبْحُ اللَّيْلَ كَذلكَ؛ ومنه قولُه تعالى: {فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ}⁣(⁣٦).

  والإحْسانُ يَمْحُو الإساءَةَ.

  والمَحْوُ: ما يُرْقَى به المَعْيونُ والمُصابُ؛ لُغَةٌ يمانِيَّة؛ ورُبَّما محى بالماء فيُسْقاهُ ولذلك سُمِّي.

  ويقالُ: تَمَحَّ منهم يا فُلان، أي تحَلَّلْ، أَي اطْلُبْ منهم أَنْ يَمْحُوا عنك ما جَنَيْت عليهم؛ وهو مجازٌ نقلَهُ الزَّمَخْشري.

  [محي]: ي مَحاهُ يَمْحِيه ويَمْحاهُ مَحْياً فيهما، الأخيرَةُ لُغَةُ طَيِّئٍ: أَذْهَبَ أَثَرَهُ، فهو مَمْحِيٌّ ومَمْحُوٌّ.

  قالَ الجَوْهرِي: صارَتِ الواوُ ياءً لكَسْرةِ ما قبْلها فأُدْغِمَت في الياءِ التي هي لامُ الفِعْل؛ وأَنْشَدَ الأصْمعي:

  كما رأَيْتَ الوَرَقَ المُمْحِيَّا

  [مخي]: ي تَمَخَّيْتُ منه: تَبَرَّأْتُ وتحَرَّجْتُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي. وتَمَخَّيْتُ إليه: اعْتَذَرْتُ؛ نقلَهُ الأزْهرِي عن ابنِ بُزُرْج في النوادِرِ؛ كأَمْخَيْتُ، كأكْرَمْت، كذا في النسخِ والصَّوابُ بتَشْديدِ الميمِ، كما هو نصُّ الصِّحاح والتَّهْذيب.

  قالَ الجَوْهري: امَّخَيْتُ من الشيء إذا تَبَرَّأْتُ منه وتَحَرَّجْتُ؛ وأَنْشَدَ الأصْمعي للنَّضْرِ بنِ سعيدٍ القَيْسي:

  قالت ولم تَقْصِدْ لَهُ ولم تَخِهْ ... ولم تُراقِبْ مَأْثَماً فتَمَّخه

  مِنْ ظُلْمِ شَيْخٍ آضَ مِنْ تَشَيُّخِه⁣(⁣٧)

  زادَ الأزْهرِي بعْدَ ذلكِ:


(١) ديوانه ط بيروت ص ٢٠٣ برواية:

ثم ولوا عند الحفيظة والصَّب ... رِ كما يطحر الجنوب الجهاما

والمثبت كرواية اللسان وفيه «تقشع».

(٢) ومثلهما في ياقوت لكنه ذكره بألف ولام.

(٣) ديوانها ط بيروت ص ١٢١ برواية «لتجر» ومثله في ياقوت والصحاح، وفي اللسان: «لنجر الحوادث».

(٤) في القاموس بالرفع، والكسر ظاهر.

(٥) التهذيب: وأثره.

(٦) سورة الإسراء، الآية ١٢.

(٧) اللسان والثاني والثالث في الصحاح والمقاييس ٥/ ٣٠٥ وزيد في اللسان والتهذيب مشطوراً رابعاً:

أشهب مثل النسر بين أفرخه

وفي المصادر وردت الشطور بدون نسبة.